ثمة تشابه كبير في الوضع السياسي بين اليمنولبنان وبالذات مايتعلق بفراغ السلطة ، حتى القمامة انتشرت في شوارع بيروت ، مثلما هي منتشره اصلا في كل ارجاء اليمن الشمالي والجنوب الحبيب، ولكن يبقى لبنان اجمل وارقى في كل شي ، حتى في قمامته الخالية من الذباب ،والتي جعلت شباب وصبابا بلد الارز يخرجون الى ساحة رفيق الصلح تحت شعار(فاحت روائحكم). فبسبب روائح القمامة والفساد تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في الشوارع البيروتية ، ونتج عنها صدامات بين المحتجين والامن مساء الامس وسقوط جرحى بالعشرات. ماجعلني ابدأ بهذه المقدمة هو تلك الاخبار التي تداولها ابناء الضالع الباسلة يوم امس وهم يشاهدون محافظ الضالع الجديد الاستاذ فضل الجعدي ، يتقدم صفوف حملة جماهيرية ، لتنظيف شوارع المدينة بكل حماس وصدق ومسئولية. كثيرون عبروا عن سعادتهم وهم يرون المحافظ بين صفوفهم يتنقل بسيارته المتواضعه او دراجته النارية المعروفة ، دون حراسات ،دون حجاب ، دون بطانة. يشرب الشاي معهم في مطعم الشجره وسط المدينة. . ويتنقل هنا وهناك ببساطته المعهودة وتواضعه الجم ، ويحضر الاجتماعات واللقاءات الرسمية وغير الرسمية ومنها الاجتماع الذي عقد اليوم للقيادات المحلية والتربوية ، واقر فيه المجتمعون عدم الالتزام بمواعيد امتحانات الشهادتين الاساسية والثانوية والمحددة بيومي السبت والاحد القادمين ، بحسب قرار السلطات القائمة في صنعاء، بينما اقرت الضالع ان تكون امتحانات ابنائها متوافقه مع امتحانات ابناء العاصمة عدن وبقية المناطق الجنوبية المحررة. فضل الجعدي.. اسم مكافح وعقل مثقف ، ورجل عصامي شجاع ، جاء من وسط هذه الجماهير واختلط بها وامتزج عرقه بغبار الارض .. ولم يتخلف عن فعاليات كثيره للحراك الجنوبي السلمي في مختلف مدن الجنوب ، وكان يدفع بقوه كل عناصر حزبه للمشاركة الفاعلة في مختلف الفعاليات الحراكية..وهو ايضا معروف برؤاه ومواقفه الصلبه التي يراها اخرون متعارضه مع مايرفعونه من شعارات ومواقف ، وهو ليس من النوع الذي يتذبذب او يبحث عن تحسين صورته ولو زيفا.. انه فقط فضل الجعدي كما عهدتموه.
لايستطيع احد انكار دوره الفاعل مع غيره من المناضلين المثقفين ،في صنع تلك المشاهد والمتغيرات والاحداث، ولكنه مثل غيره من القيادات فضلوا البقاء في كواليس الجنود المجهولين ، تاركين المنصات والمايكرفونات لهواة التسابق والتزاحم وركوب موجات الجماهير ، لانه سباق غير شريف ويكون نتيجته التعثر وصعوبة الوصول الى المحطة الاخيرة بسلام وامان. استغرب اليوم كثيرا وانا اسمع بعض الحملات التي تستهدف المحافظ ، بدلا من الوقوف الى جانبه ومؤازرته ولمافيه صالح الضالع ، التي كتب عليها الحرمان والحرب والحصار والنكبات تلو النكبات. والمؤسف ايضا انه بدلا من ان نشجع المحافظ ومن معه ، وننقل اخبار الجهود الطيبة التي يبذلونها ، رغم مايعانونه من قساوة الظروف والاوضاع والاحوال والامكانات. نجد ان هناك من يتفنون في تشويه جهوده ، وبث اشاعات مغرضه بحقه ، ومن ذلك ترديد انه خلال زيارته لمعسكر الصدرين بمريس، قال ان الوحدة وجدت لتبقى ، وان لها حاضن في الجنوب!! وانا لا استغرب ممن يصنعون تلك الاشاعات والاقاويل ولكنني حزين لان هناك ناشطين ومثقفين يرددونها ، دون بذل ادنى جهد في التأكد من حقيقتها. مع ثقتي المطلقة ان الرجل لم ولن ينطق بها ، لاننا نعرف جيدا من هو فضل الجعدي، وثقافته واخلاقه ونضاله وعصاميته وشجاعته. وندرك اكثر ان المحافظ الجعدي ، ليس ممن يسعون وراء المناصب ، وقد سبق وعرضت عليه ورفضها في اوقات السلم وبجانبها مغريات واغراءات يسيل لها اللعاب.. ولكنه اليوم قبل بالمنصب ، بكل مافيه من هموم وتحديات ومشاكل ومخاطر، وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على نبل اخلاقه ، وشجاعته النادرة ، النابعه من حرصه على مصلحة اهله في الضالع، كونه يدرك الاوضاع العصيبة والعقبات الكأداء التي ستعترض جهوده ، في محافظة مفرغة من كل شيئ وتحتاج كل شيئ ، وتعاني من أشياء واشياء واشياء!!!. انني ادعو كل ابناء الضالع الحبيبة. . ضالع الصمود والنصر والشموخ والبسالة ، الى مساندة ومؤازرة المحافظ ، مثلما ساندنا جميعا وآزرنا مقاومتنا الفتية وقيادتها المحنكة. . وصدقوني ، فقد تهيأت اليوم فرصة نادرة للضالع وابناءها ، بوجود قائد مقاومة مثل عيدروس ومحافظ مثل الجعدي. . فلندعم هذا الثنائي بصدق وامانة واخلاص ، لانه لن يتكرر، خصوصا اذا كنا نسعى الى الانتقال الحقيقي الى مربع السياسة والتنمية ضالعيا وجنوبيا.