تراجع اهتمام الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء بالشأن العربي ، حيث جاء في صدارة اهتمامها التراجع الكبير في الأسهم الصينية وتأثيره على الأسواق العالمية. وكان من بين القضايا العربية والشرق أوسطية التي تناولتها الصحف زيارة وزير الخارجية البريطاني لطهران وتدمير معبد أثري في تدمر على يد تنظيم الدولة الإسلامية. البداية من صحيفة الغارديان، ومقال لجوليان بورغير من طهران، بعنوان "اتفاق إيران يمهد الطريق لمحادثات بشأن الأزمة السورية". وتقول الصحيفة إن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند استهل مرحلة جديدة في البحث عن حل للأزمة السورية بإذابة الجليد بين الغرب وإيران، الذي قد يمهد الطريق لمحادثات محتملة. وقال هاموند، متحدثا بعد لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني، في اليوم الثاني لزيارته لإيران، إن طهرانولندن تسعيان لاستخدام مناخ الاتفاق النووي الإيراني لمناقشة سوريا وغيرها من القضايا الإقليمية. وقال هاموند إن مستوى المحادثات مع روسيا بشأن النزاع في سوريا تعمق مؤخرا، والآن إيران أيضا على مائدة التفاوض. وقال هاموند للصحيفة إن الخلاف الرئيسي مع إيران فيما يتعلق بسوريا هو مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ترى طهران إنه "يُبقي سوريا متماسكة" بينما ترى لندن أن رجلا لطخت يده بالدماء لا يجب أن يبقى في السلطة. تحقق مخاوف المؤرخين Image captionوصفت اليونيسكو تدمير المعبد بأنه "جريمة حرب" ننتقل إلى صحيفة الديلي تلغراف ومقال للويزا لافلاك بعنوان "مخاوف المؤرخين تتحقق مع تدمير تنظيم الدولة الإسلامية معبدا في تدمر". وتقول لافلاك إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية دمروا واحدا من أشهر المعابد في مدينة تدمر السورية الأثرية بعد أن أمضوا شهرا في تفخيخه. وأضافت أن الأممالمتحدة وصفت تدمير معبد بعل شمين في تدمر بأنه "جريمة حرب". وقالت إيرنا بوكوفا المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن تدمير المعبد "خسارة فادحة للشعب السوري وللإنسانية. وتتساءل لافلاك هل تصمد باقي آثار تدمر، التي صمدت في وجه الغزو الروماني، في وجه الفوضى العارمة للحرب السورية. وتقول إن تدمر، كغيرها من الكنوز الأثرية في سوريا، تعرضت لأضرار في القتال والهجمات الجوية، والآن يجري تفجيرها بالديناميت. وتضيف أن المؤرخين والأثاريين يرون أن أهمية تدمر كرمز تاريخي تتزايد مع تفكك الدولة السورية. وتنقل لافلاك عن المؤرخ توم هولاند قوله "عندما ينتهي القتل وتجف الدماء ويريد الشعب السوري بناء شيء من الركام الذي تحولت له بلادهم، سيكونون في حاجة إلى رموز". "سقوط الصين العظيم" Image captionمحيت نحو عشرة تريليونات دولار من اسواق الأسهم في العالم منذ وصولتها لذروتها في يونيو/ حزيران الماضي وننتقل إلى صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "سقوط الصين العظيم". وتقول الصحيفة إن القرن الحالي كان من المفترض أن يكون قرن الصين، حيث تفوقت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بالفعل على الولاياتالمتحدة في الصادرات وتضخم الاقتصاد الصيني خمس مرات عن حجمه منذ عشر سنوات. وتضيف الصحيفة أنه الآن يبدو أن الفزع والصدمة مصدرهما الصين. ومع فزع المستثمرين بشأن تداعيات الأزمة في الصين، جاء رد فعل الأسواق العالمية كما لو كانت تتوقع حدوث انهيار مماثل للإنهيار الذي حدث عام 1929 وتقول الصحيفة إن نحو عشرة تريليونات دولار محيت من أسواق الأسهم في العالم منذ وصولتها لذروتها في يونيو/حزيران الماضي. وتقول الصحيفة إن بعض المشاكل مصدرها التدخل الأخرق للحكومة الصينية. وتضيف أن بكين كانت تتصرف بتعقل وقررت خفض عمليتها نظرا لانخفاض الصادرات، ولكنها بدأت تضطرب وتخاف، فمع شعورها بالقلق إزاء الانخفاض الكبير في اليوان قررت التدخل. وتقول الصحيفة إن جذور المشكلة تكمن في غموض نوايا الصين والحالة الحقيقة لاقتصادها القومي، فلا يمكن لأحد أن يتكهن إلى أي حالة ممكن أن تتردي الأوضاع، وفقدان اليقين هو ما تسبب في هذا الهبوط الحاد في الأسواق. وترى الصحيفة إنه إذا ثبت أن النموذج الصيني قد بلغ نهايته، فإن تأثير ذلك ستكون مدمرا. وتستدرك قائلة إن المبررات التي دعت إلى تسمية هذ القرن بقرن الصين ما زالت قائمة، ولكن ما تحتاجه الصين هو الشفافية. وتضيف أن على الصين أن تسمح لأسواقها أن تتحرك بحرية، كما يجب أن تغير وجهة اقتصادها من الاعتماد على التصدير إلى المزيد من الاستهلاك في الداخل.