قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن ميزان القوة في الشرق الأوسط عاد ليميل مرة أخرى لصالح إيران، مشيرة إلى أن طهران على وشك أن تُرفع عنها العقوبات التي تخنق اقتصادها، وذلك بالرغم من أن شيئا محددا لم يحدث في مقابل ذلك، لافتة إلى أن ذلك يعد تغييرا جزئيا في الأجواء، لكنه إلى درجة مهمة تغيير في الحظوظ الجيوسياسية. لندن (مواقع) وأوضحت الصحيفة أن تردد الولاياتالمتحدة وحلفائها، وردها على الهجوم الكيماوي في سوريا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال دمشق كان فرصة لإعادة التقارب مع إيران، وهو ما يعد صفقة أكبر بكثير لأوباما من سوريا، وتحد من فزع الرئيس الأميركي من مزيد من التدخل العسكري في الشرق الأوسط الكبير بعد أفغانستانوالعراق. وأشارت إلى أن المبادرة الاميركية الروسية لمراجعة وتدمير الترسانة الكيماوية لسوريا ربما تم ترقيعها، مشيرة إلى أنه نتيجة لذلك، فإن الانفراج الاميركي مع إيران يحوم بترقب فوق سوريا والمنطقة. وقالت الصحيفة، إن مواقف الجمهورية الإسلامية بدأت تتغير، بعدما بدأت طهران في رقصة دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، ويعود ذلك إلى سحر الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، الانسيابي المهذب، حسب وصفها. وتتابع الصحيفة قائلة، "إن مهمة روحاني هي كسر الحصار الاميركي الذي يشل إيران بالتفاوض على تسوية للبرنامج النووي الإيراني، والذي سيسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، بينما تقدم دليلا يمكن التحقق منه بأنها لا تسعى للحصول على قنبلة نووية، لكنه - أي روحاني- لا يستطيع أن يظهر مكاسب ملموسة قريبا". واضافت أن إيران تبدو واثقة، فرغم أن العقوبات أثرت على تصدير النفط لديها، إلا أن الحكومة تخطط لما تقوله أنها شروط جذب تعاقدية جديدة لشركات النفط الاميركية والاوروبية للاستثمارات ب 100 مليار دولار خلال السنوات الثلاثة المقبلة، وهي الأموال التي تحتاجها إيران بشدة، حسب زعمها. فضلا عن ذلك، فإن ميزان القوة في الشرق الأوسط يعود لصالح إيران مرة أخرى، بعد تردد الغرب في تسليح المعارضة السورية، وانهيار حكومة الإخوان المسلمين في مصر، إلى جانب وجود حكومة أغلبية شيعية في العراق المجاور، حسب الصحيفة. /2926/