تثير مهرجانات التراشق بالطماطم ومسابقات مصارعة الثيران الكثير من الجدل حولها باعتبارها تتجاوز التسلية الى اراقة الدماء واستنزاف الثروة الحيوانية والزراعية كما انها تنكأ جراح الفقراء وتذكرهم بعوزهم وخصاصتهم. وتراشق عشرات الآلاف من المشاركين في مهرجان في اسبانيا بنحو 170 طنا من الطماطم الناضجة (البندورة) الأربعاء احتفالا بمرور 70 عاما على معركة كبيرة بالطماطم في بلدة بونيول الصغيرة بشرق البلاد. وتدفق الاسبان والسائحون من أنحاء العالم -الذين ارتدى بعضهم نظارات لحماية أعينهم من تطاير الطماطم- عبر الشوارع الضيفة ليلطخوا بعضهم بعضا بحمولة سبع شاحنات من الطماطم. وقال ايفران جيمس (30 عاما) من استراليا "انه جنون .. لهو كبير بالطماطم والناس". وأسدلت المنازل والمحال التجارية اغطية على واجهاتها للحماية من العصارة الحمراء. وتعود معركة (توماتينا) إلى تراشق عفوي نشب بين قرويين في 1945. واجتذب الحدث -الذي حظر لفترة في خمسينات القرن الماضي إبان عهد الجنرال فرانشيسكو فرانكو- اهتماما كبيرا في الأعوام القليلة الماضية. وتطفو على السطح الكثير من الانتقادات للهو بهذه الطريقة مع وجود ملايين من الفقراء في اسبانيا. وتؤكد عدد من المنظمات غير الحكومية في مختلف تقاريرها، مثل جمعية "كاريتاس" الكاثوليكية الخيرية، أن سبب الفقر في إسبانيا، يرجع بشكل كبير إلى معدل البطالة، الذي يبلغ 26 بالمئة. وكشف تقرير صادر عن فرع منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) في إسبانيا أن 2 مليون و306 آلاف طفل أي 27.5 في المئة، من الأطفال الإسبان يعيشون تحت خط الفقر. ولفتت المنظمة، في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى عدم قدرة الكثير من العائلات الإسبانية على تقديم تغذية متوازنة لأطفالها. والى جانب مهرجان التراشق بالطماطم الذي يثير حفيظة الفقراء وغيظهم، تؤدي مسابقة مصارعة الثيران الى استياء جميعات مدافعة عن حقوق الحيوان. وتشتهر أسبانيا بشكل خاص بممارسة هذه الرياضة الخطيرة حتى يومنا هذا، كما تشارك بعض الدول بحب مصارعة الثيران كالبيرو وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور، وتنفرد أسبانيا على رأس القائمة بوجود 400 حلبة مخصصة لمصارعة الثيران في أرجاء البلاد. ووفقاً للعادات الاسبانية يتم إطلاق الثيران من الحظيرة لتصل إلى حلبة الصراع ويجري أمامها الناس وهم يرتدون محارم حمراء اللون. ويجب على الثور المصارع أن يكون قوياً وضخم البنية، ويتم عادة تقطيع لحم الثور الذي يلقى حتفه في الحلبة ويباع. ومن التقاليد الأسبانية اجراء الاحتفالات بالثيران الهائجة والتي ينجم عنها العديد من الاصابات بين المشاركين. وقد أصيب 20 شخصا في احدى السبقات الأخيرة بعضهم في حالة خطيرة. وتوجه الانتقادات لهذه المناسبات بسبب عدم الرأفة بالحيوان. ويتم تدريب المصارع أو الماتادور منذ الصغر على هذه الرياضة التي تتطلب الشجاعة والصلابة، ويرتدي المصارع حلة مطرزة غالية الثمن قد تصل إلى 20 ألف دولار. وتواجه مصارعة الثيران في إسبانيا ضغوطاً متزايدة من الناشطين المدافعين عن حقوق الحيوانات، وتم منعها في مقاطعة كاتالونيا في السنوات الأخيرة. ووافق مجلس بلدية مدريد على مناقشة الطلب الذي تقدمت به منظمة لحقوق الحيوان بحظر مصارعة الثيران في أسبانيا. واعرب رئيس جمعية "الريفوخيو" المدافعة عن حقوق الحيوان عن سعادته وحماسته لهذا القرار، قائلا إن اليوم يوم تاريخي، وأنه قام بجمع 500 توقيع لتأييد هذه المبادرة. واعتبر ان حصيلة الثيران التي تلقى حتفها ارتفعت إلى 100 ألف ثور سنويا في أنشطة مصارعة الثيران في أسبانيا. وتخطط إسبانيا لاستنساخ ثيران للمصارعة ورغم انتقادات الخبراء وغضب الناشطين. وكان مربي الثيران الاسباني فيكتوريانو ديل ريو قد اتفق على استنساخ "ألكاد" مع شركة أميركية متخصصة في الاستنساخ مقرها تكساس قامت باستنساخ عدد من الخيول وثيران استيلاد وثور للمصارعة في المكسيك. وانتقد خبير اسباني في مصارعة الثيران فكرة استنساخ "ألكاد" معتبراً أنها "لن تعزز حلبات المصارعة".