قصص البطولات الحقيقية التي عاشها وخاضها رجال وشباب المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن في معارك تحرير أحياء ومديريات عدن أو ما يمكن ان أسميها (لحظات الاستشهاد) وهي قصص حقيقية حدثت ويعلم عنها زملاء أبطالها الشهداء وقد تفوق التصور الخيالي لأي دراما ممكن ان يضعها كاتب محترف : الشهيد "طارق" يلتحق بزملائه الشهداء ال(16) التقيت الشاب الصغير طارق حسين محمد ناصر الضمجي الذي لا يتجاوز عمره ال(19) عام في منزل أولاد عمه، طارق شاب هادي ملامح وجهة ذو السمرة الخفيفة تنم عن براءة حتى وان بدأت شعيرات خفيفة تغزو وجهه الطفولي ذو الابتسامة الخجولة والنظرة القوية الثاقبة التي تدل على ذكي متميز.. "طارق البدوي" كما يناديه بعض أصدقائه وابناء مدينته (التواهي) كان يحدثني ليلتها في رمضان بعد الإفطار عن ما خاضه زملاءه الابطال من الفرقة التي هو عضوا فيها وعددهم (17) شخص يخوضوا معركة الدفاع عن التواهي مع بقية فرق المقاومة وقد قتل منهم حتى ذلك اليوم ( 15) شهيدا ولم يتبقى منهم الا أثنان هو وصديقة وزميله ( لم أعد أذكر أسمه ) وهو من ابناء التواهي وأصله من (الضالع) قد خرجوا من التواهي مع من تبقى معهم (7) مقاتلين من زملاءهم وسرعان ما التحقوا بجبهة (سوزوكي) وفيها استشهدوا الآخرين عدى (طارق والضالعي) .. كان طارق وزميله يتوقوا الى الالتحاق بزملائهم ال(15) وكان الحظ يؤخرهم يوما عن يوم فكان يسرد علي مفارقات تحصل معه ولازلت أتذكر منها انه في أحدى المرات كان قد غادر موقعة بعد أن انتهت نوبته وكان له أكثر من عشرة أيام لم يعد لمنزل والده النازح في المنصورة فقرر ان يزور والديه وأخوته الصغار وعند مغادرته ببضعة دقائق تعرض موقعه في جبهة (سوزوكي ) الى القصف الكثيف مما تسبب في استشهاد خمسة من زملاءه وأثنان آخرين من زملاءه الجدد في موقع الجديد (طريق المملاح). دارت الأيام ومرت ليالي رمضان وقد التحق (طارق) ب(لواء النصر) ورشح ضمن مجموعة كبيرة كان يفترض ان يذهبوا للتدريب في معسكر (صلاح الدين) وبعد عدة أيام الغيت الدورة فعاد للالتحاق في جبهة (جعولة ) ومع زملاء جدد بالكاد تعرف عليهم حتى صار محبوبا لديهم وخاضوا نزالات كبيرة مع بقية الفرق والمقاتلين وصولا الى تطهير منطقة صبر والمدينة الخضراء وصولا كذلك الى الحوطة عاصمة محافظة لحج . وقد استشهد أغلب زملاء (طارق) وأصدقاءه الجدد وبعد ان أنتهى العمليات في لحج كان والدي (طارق) وأخوته الصغار ينتظروا قدوم طارق دون جدوى .. تضاعف قلقهم أسرته عنه وكان والده رجل الشرطة المدني حسين الضمجي كعادته يذهب ليقاتل بجانب ولده طارق حين يشتد قلقه فذهب الى لحج ولم يجد له أثر وجرى البحث عنه في كل المستشفيات في لحج وفي عدن ..الا أن جثته قد وجدوها أقاربه الآخرين في مستشفى الرازي بمحافظة أبين ولم يتصوروا وصوله اليها نعم وجدوا جثة الشهيد (طارق حسين الضمجي) في مستشفى الرازي في محافظة أبين ولكن لا ندري متى استشهد وأين استشهد؟!! ليواروا جثمانه الطاهرة الثرى في مقبرة ابو حربة في عدن ليلتحق بزملائه ال(16) رحمة الله على روحك الطاهرة يا طارق أنت وزملائك الشهداء ال(17) ملاحظة: سردت قصة الشهيد طارق بأكبر قدر من الاختصار ..