1 مع نهاية التسعينات تكشف للإصلاح انه خدع من قبل رأس النظام علي عبدالله صالح بعد نكثه بالتوافقات التي تمت بينهم منذ ما قبل العام 1990 وكذلك الاتفاق الذي كان بموجبة قيام نظام 7-7 -1994 والذي ابعدوا منه بعد العام 1997 وخروجهم من الحكومة , وبدئت الخلافات تتسع حتى العام 2000 حيث اراد علي صالح ان يضربهم باسم الارهاب , وشعر الاصلاح كقيادة بالخطر وعرفوا انهم اخطأوا بالتحالف ولم يكن امامهم فرصة الا الامساك باليد التي ستمتد لهم , وكانت يد الاشتراكي اليمني هي التي امتدت اليهم , وقد بادر الحزب الاشتراكي اليمني بانتهاج سياسة التقارب والانفتاح مع الاحزاب السياسية داعياً للحوار الوطني الذي لم يتلق استجابة من علي صالح وقبل به الاصلاح لكونه طوق نجاته في تلك الظروف الحرجة , وكان جارالله عمر شهيد الحوار والتسامح السياسي رجل المرحلة بامتياز فقاد قيادات الاصلاح الى المحافل السياسية الاقليمية والدولية وقدمه لهم كحزب سياسي يناضل سلمياً يدين العنف والارهاب وهي التهم الذي اراد علي صالح ضرب الاصلاح بها . 2 لقد كان الحزب الاشتراكي اليمني يدرك بأن اقصا الاصلاح من الحياة السياسية سيمثل ضربة للحياة السياسية والديمقراطية الوليدة , واعتقد ان الاصلاح ادرك ان مساهمته في اقصا الاشتراكي من الحكم ومحاولة اخراجه من الحياة السياسية قد اضعفت موقفة وجعلته التالي في قائمة التصفية من قبل علي صالح , فكان التقارب والتحالف هو خيار الاشتراكي والاصلاح فكانت بداية اللقاء المشترك الذي اتسع ليشمل تقريباً سبعة احزاب سياسية ما بين يسارية ويمينية كتوليفة لم يسبق لها ان حدثت الا في الحالة اليمنية التي تعبر عن مدى السوء الذي قد وصلت اليه البلاد . 3 ولد اللقاء المشترك في بداية الالفية على يد مهندسة الأول الشهيد جارالله عمر والذي دفع حياته ثمن لذلك , وابدئ الاشتراكي مرونة ورغبة حقيقية في التحالف وتجاوز الماضي مغلباً المصلحة الوطنية على خسائره الفادحة , واستمر اللقاء المشترك واستمر الاشتراكي في لعب دور التوازن في الخطاب والممارسة والتجاوز عن حماقات واخطاء الشركاء ومرت الاحداث متسارعة وظل الاشتراكي محافظاً على توازن العلاقة مغلباً ثقافة الحوار و اللاعنف منطلقاً من أدبياته التي تدعو الى اعتماد السلمية منهجاً للنضال ومن تجاربه السابقة وحماقاته التي يدينها وخسر بسببها الكثير وتعلم منها ان العنف لا ينتج الا العنف كما تقول العبارة الشهيرة وبالتالي قد تمكن الحزب من تجاوز كل المحن التي مربها وراجع مسيرته وقيمها وقدم المصلحة الوطنية على مصالحة وعلى خسائره الذي تسبب فيها بشكل كبير شريكه الرئيسي الجديد (الاصلاح) وقدم نموذج للحزب السياسي المسئول ونموذج للحلف السياسي الوطني وتمكن اللقاء المشترك من الصمود رغم خسارته مهندسه الأول الشهيد جارالله عمر , ليصل الى ثورة التغيير 2011 وما صاحبها من احداث دامية وتسوية سياسية . 4 في نهاية العام 2011 تشكلت حكومة الوفاق الوطني بناء على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية واجريت الانتخابات الرئاسية المبكرة وبدء مشوار نقل السلطة المتعثر حتى الآن , ولكن ما تم حتى الان يعتبر انجاز كبيراً مقارنة بالواقع السابق , الوضع القائم لليمن وما فيه من تجاذبات واداء حكومة الوفاق و العرقلات والتمردات والخيبات التي تعترض طريق التغيير ومسارة وخيبة الناس باداء الحكومة اجمالا وبعض وزراء الثورة تحديداً , وضعت الكثير من الاسئلة عن الاسباب ولكن ما اثار الاسئلة اكثر والاستياء هو استهداف وزراء يقومون بعملهم بشكل جيد ومهني ويحاربون الفساد ويستعيدون ممتلكات الشعب , او يعملون على تصحيح الوضع بتشريع قانوني يحقق العدالة ويعالج ماضي مؤلم . 5 مع سير الاطراف اليمنية الموقعة على اتفاق نقل السلطة والرئيس والحكومة بالسير نحو الحوار الوطني بداءت تتكشف قضايا خلافية واستياء اطراف ما عبرت عن استيائها باستهداف امين عام الحزب الاشتراكي اليمني الذي يمثل خط اللاحرب واللاعنف في لجنة الحوار والسياسة اليمنية ويمثل بدعوته لإدانة الحروب بالاعتذار وهو ما يدعو اليه الحزب الاشتراكي اليمني وامينة العام الدكتور ياسين , وتعبر تلك الجهات الموتوره عن خوفها من سلمية الاشتراكي وامينه العام , ويتكشف من تداعيات الاستهداف مواقف داخل الاحزاب الشريكة وداخل مكونات الشركاء في الثورة عن رغبة في عدم الاعتذار والوقوف في وجه تيار الحل الآمن لليمن , وهذا ما يهدد اللقاء المشترك واستمرارة . 6 بقاء اللقاء المشترك ضرورة ليتمكن الجميع من العبور الآمن لليمن نحو الدولة والوطن والشعور الوطني , وذلك ليقف المعتدلين في كل الاحزاب امام المتطرفين الذين يستغلون حالة اللاتوافق لعقد تحالفات لا وطنية مجحفة بحق الوطن والمواطن وهذا ما يلاحظ في الاجنحة الدينية والقبلية في الاحزاب وشركاء التقاسم والنهب على مدى عقود والذي لا يستبعد عودة تحالفهم واستمراره ولا يستبعد ان تكون هي المسئولة عن كل الاستهدافات في محاولات الاغتيال والانفلات الامني والتمردات العسكرية والارهاب في محاولة منها لفض التحالف الوطني القائم في تكتلات وطنية حريصة على انجاح الحوار الوطني . اخيراً رسالة الى رفاقنا في الاصلاح , لقد قدم الاشتراكي الكثير من التنازلات وتجاوز الكثير من الحماقات ليس من ضعف وانما تغليب المصلحة الوطنية , وعليه اننا نرجوا منكم ادراك تلك التنازلات والتضحيات التي قدمها الاشتراكي من اجل المصلحة الوطنية , واعلموا انه لا يمكن للحزب الاشتراكي اليمني وقياداته التفريط في القضايا الوطنية وانه لن يتساهل في قضايا الناس ومطالبهم العادلة وفي الحلول المطلوبة والناجعة لحلحلة القضايا الوطنية الشائكة ومنها ادانة الحروب ومعالجة قضية الجنوب وقضية صعدة والقضايا الأخرى , وعليكم يا رفاقنا الطيبين ان تصطفوا خلف قياداتكم المدنية المعتدلة وارفضوا كل متطرف من قياداتكم وكوادركم وعناصركم فهم يسيئون اليكم قبل ان يسيئوا الى اي احد اخر . والله من وراء القصد [email protected]