مجرمون أولئك الذين يحاربون في سورية ضد النظام بعنوان حرب مقدسة ضد الاستبداد ، و مجرمون أولئك الذين يحاربون مع النظام بعنوان حرب مقدسة ضد الإرهاب ، أن ما جرى و يجري على الأرض السورية منذ السنوات الخمس الماضية ليس حرباً من المعارضة ضد نظام بشار الأسد الأستبدادي ، و لا حرباً من النظام ضد الإرهاب ، و أنما مؤامرة حيكت خيوطها على أساس أَن الطريق إلى طهران يمر عبر سوريا النظام الحليف لبشار الأسد ، و ها هو نظام الأسد بعد خمس سنوات من الحرب لازال صامداً و لم يسقط بل واثقاً من النصر القريب ، و إما الطريق إلى إيران عبر سورية ففد بات أكثر مغلقاً ، بل ازدادت أبران قوة. و أتسعت نفوذاً و دخلت شريكاً لحل أزمات المنطقة و على رأسها و في مقدمها الأزمة السورية و الحرب اليمنية و أزمة الرئاسة اللبنانية هذا إلى جانب التواجد الكلاسيكي في كل من العراقولبنان و دول وسط أسيا ...!! هكذا فإذا تغلبت الحماقة على العقل و الغرور على الحكمة فالنتيجة الحتمية نزول الكوارث و المآسي ، صدام حسين المغرور إنخدع بقوته ، فقاد شعبه من كارثة عظيمةٍ إلى كوارث أعظم و ها هو العراق بلاد السواد و الخيرات و الأنهر، لازال يدفع رغم زوال النظام الاستبدادي ثمن نزق و غرور و حماقة قائدٍ أناني جاهل ، و في سوريا حيث الحسابات الخاطئة أهلكت شعباً و حطمت بلاداً كانت أمنة يأتيها رزقها رغداً، أنهم لم يستوعبوا دروساً من التاريخ هتلر كان قبلهم دفعه غروره وحماقته إلى الكوارث و هلاك شعبه و ضياع وطنه ، و قبلهم نيرون الذي أحرق روما ، هكذا حسابات الحمقى و المغرورين أذا أنفردوا بالحكم قادوا شعوبهم إلى المهالك و الكوارث ...
ان الطفل السوري الغريق أيلان سنو و الذي حمله أبوه هو و شقيقه الأصغر و والدتهم من مدينة كوباني عين العرب الكردية في سوريا هرباً إلى تركيا لتكون معبراً ألى حيث الأمان و الحرية و الذي انتشلت جثته هو و أخيه الأصغر من على ساحل مدينةٍ أدرون السياحية التركية و الذي برر والده المصدوم موتهما بأنهما أنزلقا من يده في أثناء غرق القارب المطاطي الذي حملهم إلى الشواطئ اليونانية و ماتت أمهما أيضاً غرقاً، هل هذه الصورة وحدها التي هزت الضمير العالمي و لم يع الضمير العالمي أن هناك شعباً بأكمله يموت كل يوم ، هل الموت موت طفل نحسبه من عصافير الجنه ، ام موت ضمير العالم و موت ضمير حاكم لا يهمه ان مات شعبه ما دام كرسيه باقياً منتصباً ، أم موت ضمائر المتآمرين على سوريا من الإرهابيين و القتلة و شذاذ الآفاق و الخونة و المرتزقة و سقطة المتاع الذين باعوا أنفسهم ألى الشيطان و صاروا عبيدا للدولار و الدرهم و الريال و الليرة و التومان...؟؟!! أن صورة الطفل السوري الغريق و التي هزت ضمائر العالم ، كافية لأن توقظه على أنه شريك في جريمة شعب يموت كل يوم ...؟؟؟!!!