ياخذنا الحماس والعاطفة والقرابة احيانا في اختيار الاشخاص لتولي المناصب او لادارة الشؤون في البلاد ونادرا ما نتطرق بان هذا الرجل او هذه الشخصية قادر على الامساك بزمام الامور في هذا المنصب او ايصال السفينة الى بر الامان ... فالحرب الاخيرة على الجنوب انتجت قيادات عسكرية محنكة ادارت المعارك بجدارة وتستحق الشكر والتقدير على ذلك ... اي انها تدير الامور عسكريا فالمقاومة الجنوبية قدمت الكثير والكثير للجنوب وعمل لا يقدر بثمن .. لكن تلك القيادات العسكرية هل لديها خبره سياسية مثلما لديها خبرة قتالية في ادارة شؤون البلاد .. ام يتوجب علينا ان نعطي مجال للشخصيات السياسية التي لديها القدرة في ايصال السفينة الى بر الامان وان لم تشارك في معارك التحرير . الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان يشغل قائد الجيوش الاسلامية وعين بدلا عنه ابا عبيده عامر بن الجراح ولم تحصل اي قلاقل او فتنه في الدولة الاسلامية وفي العصر الراهن اوكل الرئيس سالمين رحمة الله عليه هيكلة الجيش الجنوبي الى القيادي محمد حيدرة مسدوس ولم يطمع مسدوس في اي منصب . خلاصة الامر ان اذا هناك امر فيه مصلحة البلاد وترى الضرورة من تغيير تلك الشخصية او المناصب لابد من ذلك التغيير لان فيه مصلحة الجنوب ونبتعد عن العاطفة والمحسوبية والمناطقة علينا ان نضع مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار ... نحن لا نشكك في قدرة ابطال المقاومة الجنوبية وما صنعوه من منجزات عسكرية وكذلك في ادراة الامور اثناء المعارك .. هي تمتلك خبرة قتالية كبيرة ولها القدرة على تحقيق المزيد من الانجازات العسكرية على مستوى الساحة الجنوبية لكن على مستوى السياسي قد يكون عندها قصور وقد يوجد الافضل . يجب علينا إلا نكرر تجربة ما بعد الاستقلال عن بريطانيا فمعظم المناصب ذهبت الى القيادات العسكرية التي خاضت القتال ضد بريطانيا ... وتم تجاهل الشخصيات السياسية بل زجت بهم في السجون . وفي الاخير نحيي كل ابطال المقاومة الجنوبية وما قامت به من دور في طرد قوات الاحتلال اليمني من ارض الجنوب .