جميعنا نريد و نتمنى ... جميعنا لدينا أحلام.. بالله عليكم.. دعونا نكف عن التحليق في السماء على جناحي المطالب الغير قابلة للتحقيق في الوقت الراهن.. و لنعد الى الارض حيث ننتمي... دعونا نعود الى الواقع و نمشي فوق ارضه.. ندوس الاشواك ... نتعثر بالحجارة... و نتجاوز المطبات.. فمهما كانت المصاعب ..الا انه يظل واقع... و ليس أحلام بل اوهام مفروشة بالورود.... نعم.. لدينا حلم نريد تحقيقه.. يكوينا الحنين و تحرقنا الاشواق، لاستعادة دولتنا التي اغتصبت بمؤامرة من المخلوع و بطانته منذ العام 1990... و لكن تحقيق ذلك مع وجود روئ متشعبة و افكار تزدحم بالتناقضات رغم قشرتها الشكلية التي تبدو و كانها متماسكة و متناغمة.. لكن في حقيقة عمقها تختلف مابين عقل و اخر ... صعبة التحقيق و خطيرة ان اردنا بالقوة تحقيقها.. و خاصة عندما تكون هذه الاتجاهات مسنودة بقوة السلاح و الاستقواء على الاخرين..
و لذلك بعيدا عن الاماني الصعبة التحقيق.. و بعيدا عن المغالاة في رفع سقف الشروط و المطالب الغير قابلة للتطبيق في حافة من حوافي عدن فكيف هو الامر على امتداد الحبيبة عدن ... يجب ان ننصاع جميعا لم يريده الغالبية المدنية من المواطنين الحقيقيين الذين لا يحملون السلاح و هم قوام مجتمعنا العدني.. الغالبية التي لا يهمها سوى ان تزاول حياتها بشكلها الطبيعي... بعيدا عن الاغتيالات و الانفلات الأمني و الخوف بكل صوره... صحيح ان نصحوا جميعا على اشراقة شمس مع استعادة دولة 1990 .. و لكن بجب السير بالتروي و بشكل مدروس.. يجب ان نذيب الفوارق و الاختلافات و التباعد فيما بيننا.. نتجنب فيه الوقوع في التشظي و التخوين و التنازع.. المطلوب اليوم من قيادات المقاومة الجنوبية اخذ المبادرة بعد النجاح في قطع دابر العدوان الحوثوعفاشي.. ان تنتصب في مقامها و واقعها الحالي و تفرض نفسها في العمل السياسي و تحمل على عاتقها الملف الأمني.. نعم و قبول مناصب في الدولة ليس لشرعنة الاحتلال بل انه نضال من نوع جديد... بشرط ان لا تقع في مستنقع اغراء المناصب و فساد السياسة.. ان تقبل بان تكون على هرم السلطة الامنية و تعمل بكل حزم و قوة ضد كل من يريد نشر البلطجة و النهب و التصدي للعصابات المنتشرة بيننا.. طبعا يجب علينا الالتفاف حول قيادات المقاومة الجنوبية في مهمتها الوطنية الجديدة.. لانها عندما تتصدى للمجرمين و البلاطجة و الفاسدين ..متوقع ان يقوم معسكر الفساد بطبخ طبخته المعهودة و هي تخوين أولئك القادة و تصويرهم بانهم باعوا قضيتهم لاجل المناصب و غيرها ... و ليس هناك انسب من تهمة خيانة القضية الجنوبية و بخيار الاستقلال.. يجب علينا بناء انفسنا و توحيد قوانا و تثبيت البنى التحتية في عدن خاصة... يجب علينا ان نملك ما نقنع به دول العالم باننا قد نضجنا و اصبحنا قادرين على ادارة شؤون دولة ناجحة.. علينا تقديم انفسنا بشكل افضل مما نحن عليه.. علينا ان نوقف المظاهر المسلحة. . علينا ان نوقف النهب و السرقات لمواد الاغاثة علينا تنظيم علاج جرحى التحرير ... و السيطرة حتى على تجاوزات بعض الجرحى انفسهم.. فبعض الجرحى يريد السفر و معه الكثير من المرافقين.. بينما هناك جرحى اخرين هم بأمس الحاجة لتلك المقاعد و التذاكر و المصاريف. . يجب ان نطلب حقوقنا بشكل منظم و ليس العملية ارتزاق و ابتزاز.. يجب ان يكون هناك من قادة المقاومة الجنوبية من يتبوأ مناصب امنية و عسكرية بتعيين رسمي تجنبا للارتجال و الفوضى و المواجهة حتى لو كان من قبل احتلال.. الوضع الان اختلف... فالطريق لاسترداد الحق تغيير و النضال تغيير.. اصبحنا نحن المعنيون... فالاحتجاجات تضر بمصالحنا نحن.. قطع الكهرباء لمطالب ..لا تضر سوى اهلنا نحن.. منع بدء الدراسة لا يؤخر و يجهل الا اطفالنا نحن.. توقيف اعمالنا تهديد المؤسسات الحكومية بالإغلاق مالم يتم دفع رواتب للمسلحين.. يجب ان يتوقف.. فتلك جميعها اساليب بلطجة و المتضررون هم نحن.. اقتحام مكاتب الأممالمتحدة و غيرها من قبل مسلحون لهم مطالب تندرج ضمن اعمال البلطجة الاكثر خطورة ... لأنها سريعة الانتشار الى العالم الخارجي و نقل صورة خاطئة عن تصرفاتنا و سلوكنا مما يؤدي الى عزوف المجتمع الدولي عن قضيتنا و تخوفه من حلها.. بل انه يدفعهم للوقوف مع عدونا ضدنا.. لهذا اتمنى و بقوة ان تقبل قيادات المقاومة الجنوبية في ان يكونوا هم على رأس الهرم الامني و العسكري لتكوين نواة الجيش الجنوبي.. السلطة تغيرت او تتدعي بانها تغيرت فدعوها كما هي طالما انهم.. ملتزمون بالبناء.. ملتزمون بالتمويل .. فليكن المحافظ من يكون و لكن يجب ان يكون من ابناء الحبيبة عدن و شرط ان يبادلها الحب و الوفاء.. ففيها الكثير من الكوادر الوطنية المثقفة و التي تمتلك الخبرة و الاخلاص.. على المحافظ ان يكون صاحب القرار الاول و الاخير فيما يخص عدن و لا ينتظر تعليماته من خارج عدن.. ان يبدأ في تغيير كل القيادات السابقة التي كانت ضمن رموز الفساد.. ان لا يصدر قرارات طائشة غير مدروسة و يجب ان تلبي متطلبات ابناء عدن جميعهم.. ان يبدأ بحلحلة الملفات العالقة كالإغاثة و الجرحى و غيرها.. ان يتحمل كامل المسؤولية امام اي اخفاق.. و نحن يجب ان ندعم قراره بالالتزام الكامل في تثبيت الأمن و الاستقرار و التقييد بالنظام المتحضر بعيدا عن اعمال البلطجة و الفوضى. ان تكون هناك ميزانية واضحة لإعادة اعمار مدينة عدن و بنا الجسور و الانفاق و جعل عدن في موقعها الطبيعي و الصحي بما يتناسب مع اهمية موقعها الجغرافي.. هناك الكثير من القضايا التي تتطلب تعاون الجميع في الفترة الحالية لإنقاذ عدن من الغرق و تجنيبها و يلات الفوضى و التشرذم.. فهل يتنازل الجميع عن انانيتهم؟! و هل يغلب الجميع مصلحة الوطن على مصلحتهم الشخصية؟! نحن في المحك ... و الناس ليسوا باغبياء.. فهم يعرفون... و من منا يريد فقط المزايدة باسم الجنوب فلا يعمل و لا يدع الاخرين يعملون.. و من منا يعمل لإبقاء الوضع على هذا الحال الفوضوي.. حيث تنموا مشاريعهم و تزدهر تجارتهم مقابل ثمن غالي ندغعه نحن وتدفعه الحبيبة عدن!! و من منا يريد السير بخطاء واقعية مدروسة لاستعادة الجنوب ... المخلص المحب للحبيبة عدن!!