عادت الحكومة اليمنية ( الاربعاء) إلى مدينة عدن في إطار محاولاتها تطبيع الحياة في المدن المحررة فيما تنتظرها ملفات وتحديات كبيرة .. وذلك بعد نحو خمسة اشهر من عمل الحكومة في المنفى. وقال مصدر حكومي في وقت سابق اليوم لوكالة أنباء (شينخوا) إن نائب رئيس الجمهورية رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح عاد إلى مدينة عدن وذلك لاستئناف أعمال الحكومة من الداخل. وأضاف إن الحكومة تضم إلى جانب بحاح وزير الداخلية عبده الحذيفي، والاتصالات لطفي باشريف، والتخطيط والتعاون الدولي محمد الميتمي ووزير المغتربين علوي بافقيه، ووزيرة الشئون الاجتماعية سميرة باعبيد. كما عاد مع الحكومة عدد من المسئولين الحكوميين وقيادات عسكرية وأمنية. وغادرت الحكومة اليمنيةعدن في مارس الماضي عندما اجتاح مسلحو الحوثي المدينة، واستقرت الحكومة خلال الفترة الماضية في مقر مؤقت لها بالرياض. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد اعلن عدن عاصمة مؤقتة لليمن بدلا عن صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة. ومنذ نهاية مارس خاض الحوثيين وانصار هادي معارك عنيفة اوقعت مئات القتلى والجرحى من الجانبين ومن المدنيين , فيما لحق بالمدينة الساحلية دمار هائلا. واعلنت الحكومة في 17 يوليو الماضي، عدن مدينة محررة من الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وعادت الحكومة اليمنية اليوم إلى عدن وسط استمرار الوضع الاستثنائي وفي انتظارها مسؤوليات كبيرة ومعاناة تتسع كل يوم . وقال نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح إن الدولة بحكومتها عادت اليوم إلى عدن لممارسة مهامها الوطنية في مرحلة استثنائية. وأضاف بحاح, في بيان نشر على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن حكومته تعي حجم المعاناة الكبيرة التي يعيشها المواطن في المدن المحررة وكل التحديات القائمة، غير أنها تدرك بأن لا مناص من تولي المسؤولية والاستجابة لنداء الوطن. وأضاف " كان عمل الحكومة في الخارج من أجل استعادة الدولة والانتصار على قوى الشر والان عملها في الداخل لن يألو جهد لإكمال النصر وتطبيع الحياة وإعادة البناء ". وأكد بحاح أن حكومته ستقف على عدد من الملفات منها ملف الشهداء والجرحى .. واستئناف عمل المستشفيات والمرافق الصحية لتقديم الخدمات الطبية لأفراد المجتمع . وتابع : "كما أن ملف الإغاثة وإعادة الإعمار والبناء يشكل أولوية حكومية لتعود الحياة إلى طبيعتها وبناء مدن تتمتع بروح المدنية وطابعها الحقيقي بعد سنوات عجاف مضت عليها". ونوه رئيس الحكومة بحاح في بيانه قائلا " كفى احترابا فقد حان وقت البناء، ولتكن عدن نموذجا للتعايش والتسامح والمدنية". ويرى مراقبون بأن عودة الحكومة إلى عدن تأتي في إطار استعادة الدولة من جماعة الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح, أن ملفات كبيرة في انتظارها. وفي السياق , قال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي لوكالة انباء (شينخوا) إن عودة الحكومة اليوم إلى عدن هي جزء من معركة استعادة الدولة. وأضاف التميمي " أن هذه الخطوة من قبل الحكومة تعزز فكرة تمسك السلطة الشرعية بخيار الميدان لحسم المواجهة مع الانقلابيين.( في اشارة للحوثيين وقوات صالح). من جانبه قال فتحي بن لزرق رئيس تحرير موقع عدن الغد (اخباري الاهلي) يبث من مدينة عدن.. لوكالة انباء (شينخوا) إن عودة الحكومة بات ضرورة لتحمل مسؤوليتها. ووصف لزرق " عودة الحكومة بالخطوة الايجابية كونه بات من الضروري أن تتحمل الحكومة مسئوليتها تجاه الناس في عدنواليمن عموما". وأكد أن هناك الكثير من الملفات العالقة والتي يجب على الحكومة أن تبت فيها بشكل سريع وضروري والكل ينتظر ذلك.. منها الملف الامني وملف إعادة إعمار المدينة المدمرة وتطبيع الحياة العامة في عدنوالمحافظات الاخرى. وتشهد مدينة عدن وضعا أمنيا متدهورا جراء انتشار المجاميع المسلحة والمتشددة. وأقدم مسلحون اليوم على اقتحام كنيسة في المدينة يعود انشائها الى العام 1852 .. واضرموا فيها النيران. وقال شهود عيان لوكالة انباء (شينخوا) إن مسلحين متشددين اقتحموا كنيسة " سانت جوزيف" الشهيرة في المدينة والواقعة في مديرية كريتر واضرموا فيها النيران" كما سجلت المدينة منذ تحريرها العديد من الحوادث الامنية كالاغتيالات وانتشار المظاهر المسلحة. ويأمل سكان المدينة أن تقوم الحكومة والسلطات في عدن بدورها واتخاذ إجراءات وتدابير كفيلة باستقرار المدينة. كما تشهد عدد من المحافظاتاليمنية استمرار المعارك بين الحوثيين وانصار هادي. وفي مدينة تعز (256 كم جنوبصنعاء) تتواصل المعارك العنيفة اليوم بين الحوثيين وانصار هادي موقعة نحو 17 قتيلا, وعشرات الجرحى. وقال مصدر أمني لوكالة انباء (شينخوا) إن المعارك بين الحوثيين وانصار هادي تركزت اليوم في مناطق البعرارة والحصب والمرور وعصيفرة وقرب القصر الرئاسي وفي الضباب, وانحاء متفرقة من المدينة. وأكد أن معارك اليوم خلفت مقتل 9 حوثيين, و8 من أنصار هادي , فيما جرح العشرات من الجانبين. وبحسب المصدر فان المعارك مستمر , وأن طيران التحالف شن غارات عدة على مواقع للحوثيين في المدينة. وتشن طائرات التحالف غارات مكثفة على مواقع للحوثيين في انحاء متفرقة من اليمن منذ 26 مارس الماضي. واستهدف القصف اليوم في العاصمة صنعاء , مقر " المخابرات" الامن السياسي ,ومقر قوات الامن الخاصة , ومقر قيادة قوات الجيش ودار الرئاسة اليمنية وعدد من المقار والمواقع المدنية والعسكرية.(حسبما افاد سكان محليون). وتحدث السكان لوكالة (شينخوا) أن القصف العنيف تسبب بانفجارات ضخمة , وتضررت عشرات المنازل المجاورة للمقار المستهدفة. كما طال القصف الجوي مواقع وتجمعات وآليات عسكرية للحوثيين في البيضاء وحجة والحديدة وصعدة " معقل الجماعة في اقصى الشمال اليمني".