في ذكرى 17 سبتمبر 2014م بعد مرور عام عن رحيل المناضل الجسور عبدالله عبدالمجيد الاصنج الذي ندر حياته من اجل شعبه ووطنه وأمته فكان صوتا مزلزلا لحقوق العمال كقائدا للحركة العمالية وقائدا لثورة في ساحات الكفاح المسلح ضد كل مستعمرا غاصب للأرض .. كان يدافع عن الحق بثبات لا يخشى في الله لومه لائم .. كان غني بمتعة الاستماع ومتعة النقاش ومتعة الحوار كان رحبا وواسعا للاستماع المفقود في عالم يضج بالصوت الواحد ويرفض الرأي الأخر عبدالله الاصنج .. هذه القامة الوطنية عاشت تنشد بلحن الحرية والعروبة وتصرخ باستمرار للربط بين الوطني والقومي أثناء الصراع مع المشاريع الاستعمارية في عموم الوطن العربي
عبدالله الاصنج .. العربي ألأممي الفارس الشجاع الذي ظل حاملا راية العزة والكرامة ولم تنحني قامته رغم كل سهام الغدر رحل عنا في لحظة التباس فارقة من حياة الجنوبيين .. رحل والوطن يدخل في احد أدق لحظاته وأصعب منعطفات ومخاض .. رحل وهو يتطلع إلى عدن الجنوب ويتطلع إلى الوطن الغالي والمصير المجهول .. رحل وقيادات الأمة العربية في سبات وهو السياسي المحنك دو الرؤية الثاقبة .. وهو الحاذق في الكشف والإبانة والتفسير .. وكانت حياته كشفا ومكاشفة ومعانقة للمخاطر والمتاعب .. رحل والعقل يقظ .. رحل وهو يتأهب لانتزاع الحق المسلوب
عبدالله الاصنج .. كان قلبه الكبير واحة ظلال .. نحن لا نرثي أو نؤبن فقيدنا وقائدنا للتفاخر والتباهي .. ولكن لكي نعرض تجاربه وندرسها ونتعلم منها لنترسم خطاه على طريق النضال من أجل الوطن .. سيظل في أذهان الجماهير التواقة للحرية رغم اختلافاتهم الفكرية وسيظل كسبه السياسي والاجتماعي حياً نابضا في عروقنا
أبو محمد .. سنحافظ على عدن بحدقات اعيننا وعلى الجنوب في اعماق قلوبنا وسنبقى بعد رحيلك أكثر وحدة وتماسكاً وتصميماً على طريق الوطن .. نستنير بفكرك ونسير على خطاك كما كنت تردد حب الوطن من الايمان .. لقد استقينا منك مبادئ الوطنية والثوابت القومية وصلابة الموقف وان كل بوصلة لا تتجه لفلسطين هي بوصلة زائفة وغير قومية .. فمن سيتتبع سيرتك ونضالك وثرائك المعرفي يدرك بأنك كنت بحق أسطورة وطنية نادرة.
علي حسين سلطان الامين العام القيادة الجماعية لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي