في معارك الحياة تظهر الصفات وتتحدد مزايا الرجال ،وفي معانات الحياة ايضآ تظهر سجايا وشوائب لاحول لها ولا قوه. في الحروب وفي الهزائم وفي الإنتصارات تظهر بالمثل صنائع البشر مابين شخص همه( بناء وطن) وبين أخر يشغل همه ووقته (بدمار وطن) وفي كلتا الكلمتان (بناء ودمار)يوجد الإختلاف الشاسع بينهما.
حقيقةً يشعر المرء بالدهشة والأستغراب عندما يسمع ويشاهد بعينيه من اعمال نهب وسرقة للمعسكرات والمحلات الخاصه والعامه والبسط غير المشروع للاراضي والمساكن والحدائق والمتنفسات وغيرها لايستطيع حينها الا ان يتصور الأمر بأن الواقع هو صوره مصغره للقادم وأن ثقافة النهب المستورده من ابداعات الوحدة مع الشمال قد تصبح لاسمح الله عنوانآ لوطن جديد اسمه (الجنوب العربي).وهذا هو الرصيد النضالي الذي يخاف منه الجميع.
النهب والفيد في تقديري الشخصي هو خيانه للدماء التي سقطت من اجل ذلك المسمى النبيل (الوطن) والذي تصعب جغرافية الكون ان توازيه بأموالها وثرواتها أمام رائحة أو نكهة عبير ونسيم طائر عابر من وطن حر ومستقر.!
تزول موائد الفيد والنهب ويبقى الوطن بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه ، وتذهب جياب الناهبون لثروات بحرنا ولشريطه البحري ولمواقع تراثه الوطني امام عزيمة مواطن شريف يعشق الأرض ويقبل تربة البلد الذي تربى فيه بقناعه لا حدود لها الا عنان السماء.
نتربى بأنفسنا ومعنا احباب هذا الوطن ان لايكون اهتمامنا الا بما يرفعه ويزيد من شموخه وكبريائه وعزته امام شعوب واوطان العالم.فلا نهبآ يلد وطنآ ولا فيدآ اعز اهله وشرفه. يحذونا الأمل ان ابناء الجنوب العربي هم اهلآ لذلك واخلاقنا وتاريخنا يحكي بقصص وروايات نضال خالي من شوائب صنعاء وثقافة الأئمه البائده . حضارتنا ووطنا الجديد سيكون بإذن لله هو الثقافة المدنية الراقيه المبنيه على قيم المودة والاحترام وصون ممتلكات الوطن الغالي.