من الغريب أن نجد أن هناك من يظن ان من لم يعترفوا بمسمى المقاومة الجنوبية سيكونوا مع تأسيس جيش وطني جنوبي، مثلما يروج له هذه الأيام من قبل أجهزة الاحتلال الداعية إلى دمج المقاومة الجنوبية مع الجيش. والذي يهدف في الأساس إلى تذويب المقاومة الجنوبية وتحويلها إلى ركيزة من ركائز الاحتلال. وان قبلت المقاومة الجنوبية بمثل هذا الأمر فإنها سوف تكون شريكة بالقضاء على كل الانتصارات التي تحققت بعد التضحيات الجسيمة وبدماء آلاف الشهداء والجرحى، ناهيك عن التدمير والنهب التي تعرض له الجنوب وتشريد وتجويع آلاف الاسر الجنوبية. ومن المؤسف أننا نجد عدد من الشباب يندفعون خلف هذا المشروع بنوايا وطنية صادقة من أجل الجنوب وهم لا يجدون حتى تكلفة التنقل إلى المعسكرات والجبهات، في الوقت الذي يستلم البعض ثمن إنتصارات المقاومة الجنوبية بعشرات الملايين من العملة الصعبة. وإننا كجنوبيين فانه كان من الأجدر بنا أن نتوحد مع أنفسنا من خلال ترتيب صفوف المقاومة الجنوبية بقيادة موحدة والثبات على الارض وفرض الأمر الواقع والحفاظ على ما تحقق من إنتصارات. وحيث أن قوات التحالف قد كانت شريكا أساسيا معنا في تحقيق تلك الانتصارات الجنوبية وكان موقفها الداعم لنا سيستمر أن ثبتنا على هدفنا الذي ضحينا من اجله وهو تحرير واستقلال الجنوب. ولكن تراجعنا في مواقفنا بقطع الدعم الجنوبي على المقاومة الجنوبية، واهمال المقاومين الشرفاء، بأبسط المقومات التي تمكنهم من الصمود في المعسكرات، هذا ما جعل البعض يقبل بفكرة الاندماج مع الجيش الوطني (اليمني)، وكل ذلك سيؤدي إلى تغيير المعادلة في الجنوب والى تراجع موقف دول التحالف المساند لنا طيلة الخمسة الاشهر المنصرمة مع الاسف. وفي الاخير نناشد كل شرفاء الجنوب الداعمين ودول قوات التحالف أن يستمروا بدعمهم للمقاومة الجنوبية، ونناشد المقاومة الجنوبية بالتصدي لمشاريع الاحتلال اليمني والثبات على الارض تحت الراية الجنوبية التي رفعت في كل الجبهات وعلى كل المدرعات والمعسكرات وعلى الهدف الذي استشهد من اجله خيرة الابطال من شباب المقاومة الجنوبية ومنذ حرب عام 1994م.