نحيي الجهود الدبلوماسية التي يبذلها وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" ونبارك توجهاته لتقديم مبادرة لإيجاد الحلول السياسية للازمة السورية والازمة اليمنية باعتبارهما الاشد تعقيدا في الشرق الاوسط واللتان لم تجد نفعا معهما المواجهات المسلحة بين الاطراف المتصارعة, حيث تسببت تلك الصراعات في الكثير من الانتهاكات لحقوق الانسان التي كفلتها التشريعات السماوية ومواثيق الاممالمتحدة. ونحن اذ نحيي ونبارك تلك الجهود التي يقوم بها معالي الوزير "جون كيري" وزير الخارجية الامريكي فأننا في "اليمن الجنوبية" نتمنى لمعالي الوزير النجاح ونتمنى عليه فيما يخص الازمة اليمنية -حتى يكتب لمبادرته النجاح- ان لا يغفل عن "قضية الجنوب" التي نعتبرها, مدخلا, بل مفتاحا للحل لكل القضايا اليمنية لاننا نعتبر ان كل ما مر به اليمن -ومازال يمر به- منذ العام 1990 وحتى اللحظة يأتي في اطار عمليات الارباك للمشهد السياسي بهدف التهرب من اي استحقاقات لقضية الجنوب بداء بالتصفيات الجسدية التي طالت القيادات الجنوبية في العاصمة صنعاء بواسطة عناصر ارهابية تابعة لنظام صنعاء, ومرورا بحرب صيف 94 التي شنها الطرف الشمالي على الجنوب بهدف التهرب من تنفيذ "وثيقة العهد والاتفاق" التي وقعها في العاصمة الاردنية "عمان" برعاية العاهل الاردني الراحل الملك حسين, رحمه الله, والتي حاولت ان تضع ملامح للشراكة بين الشمال والجنوب . وما اجتياح صنعاء من قبل مليشيات الحوثي في سبتمبر من العام الماضي 2014 الا انقلابا صريحا على العملية السياسية التي تمت برعاية دولية واقليمية وتوجت بوثيقة مخرجات "مؤتمر الحوار الوطني" . ونحن في الجنوب نعتبر ان ذلك الانقلاب يأتي تجسيدا صريحا لنهج النكث بالعهود والمواثيق الذي اعتادت عليه قوى الحكم في الشمال, وما الحرب الذي تشنه على اليمنيين, في الجنوب والشمال, المليشيات التابعة لتحالف القوى التقليدية الحاكمة للشمال منذ قرون وسعت الى ضم الجنوب قبل اكثر من عقدين من الزمن بعد افشالها مشروع الوحدة السلمية بين البلدين, الا خير دليل على عدم رغبة الجانب الشمالي في شراكة وطنية حقيقية يتساوى فيها افراد الشعبين في الحقوق والواجبات . وعليه نتمنى من معالي وزير الخارجية الامريكي السيد "جون كيري" ان تتضمن مبادرته -فيما يخص الازمة - حلا عادلا لقضية الجنوب لا يقل عن حق شعب الجنوب في تقرير مصيره وفقا للمواثيق والتشريعات الاممية .. خالد العبد عضو مؤتمر الحوار الوطني عن الحراك الجنوبي