أحيت السلطات الأميركية اليوم الثلاثاء ذكرى ضحايا أحداث11 سبتمبر/أيلول 2001 في مقر مركز التجارة العالمي الجديد، حيث يعكف عمال البناء على استكمال الطوابق الأخيرة من البرج المكون من 104 طوابق. ويلتقي مسؤولون أميركيون وبعض أفراد أسر الضحايا الذين لقوا حتفهم في تلك الأحداث -والبالغ عددهم قرابة ثلاثة آلاف شخص- صباح اليوم بالتوقيت المحلي في ضاحية مانهاتن السفلى لإحياء ذكراهم في مراسم تأبينيه تقام كل عام بمناسبة ذكرى هذا الحادث.
وتشهد المراسم تلاوة جميع أسماء الضحايا، من بينهم 2740 شخصا قتلوا في نيويورك، بالإضافة إلى أشخاص آخرين قتلوا في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وشانكسفيل بولاية بنسلفانيا.
ومن المقرر أن يحضر هذه المراسم عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ، فضلا عن عدد من كبار المسؤولين الأميركيين في نيويورك ونيوجيرسي، ولكن دون أن يلقي أي منهم كلمة.
وستركز المراسم السنوية التي تقام في نيويورك على إحياء ذكرى القتلى على غرار الأعوام السابقة. ومن المقرر أن تقام مراسم مماثلة في واشنطن وشانكسفيل، فيما يحضر الرئيس الأميركي باراك أوباما مراسم في الباحة الجنوبية الخضراء بالبيت الأبيض.
وقال أوباما في كلمة إذاعية إن "هذه الذكرى السنوية مخصصة لهم (الضحايا)...، حان أيضا وقت التأمل في المدى الذي وصلنا إليه نحن كأمة على مدار الأعوام الأحد عشر الماضية".
وأضاف أن "الهجمات أخرجت أفضل ما في الشعب الأميركي"، مشيرا إلى أن أكثر من خمسة ملايين رجل وامرأة تطوعوا للخدمة في الجيش منذ وقوع الهجمات.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن أوباما "يأمل ويعلم أن الأميركيين في جميع أنحاء البلاد سيتوقفون لحظة للتأمل في أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001".
وقال البيت الأبيض إن أوباما اطلع على الوضع الأمني عشية الحدث السنوي أمس الاثنين، وناقش "إجراءات خاصة نتخذها في الوطن لمنع وقوع هجمات ذات صلة ب11 سبتمبر/أيلول، إلى جانب خطوات اتخذت لحماية المواطنين الأميركيين والمنشآت الأميركية في الخارج".
ومن المقرر أن يفتتح مبنى مركز التجارة العالمي المعروف باسم "برج الحرية" في عام 2014، وبدأ عدد من أكبر الشركات العالمية في شغل المساحة المخصصة فيه للمكاتب الإدارية، والتي تبلغ ثلاثة ملايين قدم مربع.
ويصل ارتفاع البرج إلى 1776 قدما (592 مترا)، ليرمز إلى عام 1776، وهو العام الذي تبنت فيه الولاياتالمتحدة إعلان الاستقلال عن بريطانيا.
وقد دعا وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الاثنين الى عدم نسيان الجنود الاميركيين "الذين يقاتلون ويموتون" في افغانستان.
وقال خلال زيارة لنصب شاكنسفيل في بنسلفينيا (شرق) الذي اقيم لتكريم ضحايا هذه الرحلة "اصلي بينما نستذكر 11 ايلول/سبتمبر، لنخصص بعض الوقت لنستذكر تضحيات الذين قاتلوا وماتوا حتى لا تتكرر مثل هذه الاحداث ابدا".
والحدث الابرز الثلاثاء هو ان الحملة الانتخابية الرئاسية لن تتوقف. فالرئيس الاسبق بيل كلينتون الذي القى خطابا مؤثرا خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي لتأييد اوباما، سيزور ميامي في ولاية فلوريدا لدعم الرئيس المنتهية ولايته.
ويرى عدد كبير من الاميركيين ان المراسم التي اقيمت في الذكرى العاشرة للاعتداءات قبل عام واحد شكلت ذروة الاحتفالات.
وقد ساهم قتل اسامة بن لادن بايدي قوة خاصة اميركية في ايار/مايو 2011 بقرار من اوباما، في هذه القطيعة النسبية مع العقود الماضي.
وفي نيويورك، يجري تشييد ناطحة سحاب جديدة يبلغ ارتفاعها 541 مترا اي 1776 قدما وهو رقم رمزي يشير الى سنة استقلال الولاياتالمتحدة. وسيصبح اعلى مبنى في نيويورك وفي الولاياتالمتحدة كما كان برجا مركز التجارة العالمي. طالبان تحذر الولاياتالمتحدة من "هزيمة كاملة" لقواتها في افغانستان
وحذرت حركة طالبان عشية ذكرى اعتداءات 11 أيلول من ان القوات الأميركية يمكن ان تواجه "هزيمة كاملة" في افغانستان وان الاميركيين في خطر في جميع انحاء العالم، كما ذكر الاثنين المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت). وقالت حركة طالبان الافغانية في بيان نقله الموقع ان "ذكرى 11 ايلول (سبتمبر) تحل هذه السنة في اميركا في وقت تواجه فيه البلاد هزيمة كاملة في افغانستان، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفي كل المجالات الاخرى، حيث استنفدت كل الوسائل لتمديد حربها غير المشروعة". واضاف البيان الذي حرر باللغة الانكليزية ويحمل تاريخ الاحد ان الحرب التي اطلقت في افغانستان "تحت ذريعة الانتقام لحادث ايلول (سبتمبر) ليس لها اساس قانوني ولا اخلاقي"، مؤكدا ان الافغان لا علاقة لهم اطلاقا بما حدث.
وتابع ان الولاياتالمتحدة انفقت "كميات كبيرة من المال والوسائل العسكرية" في الحرب لكن "ليس هناك اي اميركي محمي في اي مكان اليوم". واكدت طالبان في البيان ان هذا لا يشكل تهديدا لكنها اقسمت على الدفاع عن وطنها و"مواصلة جهادها" ضد "الغزاة".
وقال البيان ان "الامارة الاسلامية تدعو في الذكرى الحادية عشرة لحادث ايلول/سبتمبر المسؤولين الاميركيين واعضاء تحالفها وشعبها على حد سواء الى وقف اراقة الدماء تحت هذه الذريعة واتباع طريق العقل بدلا من الطغيان والغباء".