كشف استطلاع للرأي نشرته عدد من وسائل الإعلام العربية اليوم السبت ارقام قد تكون مثيرة للجدل بخصوص الاحتجاجات التي عمت ولاتزال تعم عدد من الدول الاسلامية مؤخرا احتجاجا على فيلم مسيء لشخص الرسول الكريم محمد . وأشارت استطلاعات رأي نشرتها عدد من وسائل الإعلام العربية ان 98% من المحتجين في دول عربية بينها مصر وتونس واليمن والسودان والذين احتجوا على فيلم "براءة المسلمين" لم يشاهدوا لقطة واحدة من الفيلم ولايملكون معلومات كافية عن منتجي الفيلم ولا ممثليه ولامدته الزمنية . وأشارت استطلاعات الراي ان المعلومات المتوفرة عند 98% من المحتجين في البلدان العربية لاتتجاوز معلومات عن اسم الفيلم والبلد الذي تم انتاج الفيلم فيه وهو امريكا . وواوضحت استطلاعات الراي ان الاغلبية الساحقة خرجوا للتظاهر تلبية لدعوات اطلقت في هذا المجال لكنهم لايعلمون شيء عن الفيلم ولا عن محتواه. على صعيد متصل قال رجل ادعى انه صاحب فيلم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام والذي اثار موجة احتجاجات عارمة في العالم الاسلامي الجمعة ان لا علاقة للولايات المتحدة بالفيلم، مضيفا انه "غير نادم" ويفكر ببثه كاملا. وجاءت تصريحات الرجل في مقابلة اجرتها اذاعة "راديو سوا" الممولة اميركيا والتي قالت انه مصري وان مصادر اكدت لها انه نيقولا باسيلي نيقولا. وقال ان "اميركا لا علاقة لها بالفيلم لا من قريب ولا من بعيد". وعبر الرجل للاذاعة عن حزنه لمقتل السفير الاميركي لدى ليبيا كريس ستيفينز وزملاء له. واعتبر ان "اميركا تعرضت للظلم في هذا الموضوع (...) اشعر بالحزن على مقتل السفير لكني لست نادما" لبث الفيلم. واضاف ان "الفيلم ملكي انا وطوله حوالي ساعتين وكل ما وضعته على الانترنت 14 دقيقة فقط وافكر حاليا في وضعه كاملا ولم يحرفه احد"، مشيرا الى انه لم يتوقع ان يثير الفيلم كل ردود الفعل القوية هذه. ودعا المسلمين الى "مشاهدة الفيلم كاملا قبل ان يصدروا احكامكم"، مضيفا "قرأت القرآن وقرات بالاضافة الى ذلك اكثر من ثلاثة آلاف كتاب اسلامي ومنها اخذت كل ما جاء في الفيلم". ولم يفصح الرجل عن هويته الحقيقية الا ان الاذاعة اكدت انه "منتج الفيلم ومخرجه ايضا". الشرطة تحيط بمنزله وقالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم الجمعة ان نيقولا (55 عاما) يخضع لحراسة الشرطة في منزله في ولاية كاليفورنيا على بعد مسافة قصيرة خارج مدينة لوس انجليس وسط حصار من وسائل الاعلام وتقارير كشفت ان له سجلا جنائياً. وقال الناطق باسم مفوضية شرطة لوس انجليس ستيف ويتمور ان وجود الشرطة حول المنزل لا تعني انها تحرسه وان افراد الشرطة موجودون هناك للمراقبة "ونحن هنا لان وسائل الاعلام هنا". ويقال ان نيقولا عبر عن مخاوفه من الانتقام وذلك وسط ادلة على انه هو سام باسيل، الاسم المنتحل لمخرج الفيديو المسيء وكاتبه. وزارت الشرطة ايضاً شركة انتاج تدعى "ميديا فور كرايست" (وسائل اعلام من اجل المسيح)، وهي مؤسسة مسيحية غير ربحية في بلدة دوارتي في كاليفورنيا تم التعرف على انها الشركة التيحصلت على ترخيص لتصوير الفيلم. وذكرت شبكة باسادينا ستار-نيوز ان المخرج والمنتج الذي عرفه المشاركون في تمثيل الفيلم باسم باسيل - ويعتقد الآن انه نيقولا، وهو مسيحي قبطي كان قد دين بجرائم مالية - كلف "ميديا فور كرايست" بتصوير الفيديو في استديوهات بلو كلاود في سانتا كلاريتا. وقال اعضاء فريق الممثلين والممثلات الذين شاركوا في الفيديو في بيان الاربعاء انه قيل لهم ان الفيلم هو عن مصر قبل الفي عام وان عنوانه سيكون محاربون من الصحراء. وقد تم تصويره بسرعة وكلفة رخيصة بشاشات خضراء. وادخلت عملية الانتاج بعد التصوير اشارات مسيئة للاسلام وحولت احد شخصيات الفيديو، ماستر جورج، الى شخص يسيطر عليه هاجس الجنس اطلق ليكون له دور النبي محمد. وقال جيمي اسرائيل وهو سمسار على صلة بانتاج الفيديو لموقع بزفيد ان موازنة الفيلم كانت 100 الف دولار. واضاف ان باسيل ادعى انه مصاب بالسرطان وانه عاد الى مصر لفترة وجيزة ليجمع تمويلاً. وهناك انباء غير مؤكدة مفادها ان الفيلم عرض في وقت سابق من هذه السنة في دار سينما كانت شبه خالية في هوليوود. لكن ما هو مؤكد هو ان فيديو بالانكليزية مدته 13 دقيقة يزعم انه مقتطف دعاية لفيلم كامل الطول وضع على اليوتيوب من قبل شخص استخدم الاسم المستعار سام باسيل. وفي وقت لاحق روج للفيلم ناشط قبطي راديكالي يقيم في واشنطن هو موريس صادق والقس المنادي بحرق القرآن والمقيم في فلوريدا تيري جونز. وقال الاسقف سيرابيون اسقف الاسقفية القبطية في جنوب كاليفورنيا ان القس جونز المقيم في فلوريدا والذي كان يريد حرق المصحف كان يدعو الاقباط الى احتجاجات لحرق القرآن ولكن الاقباط لم يستجيبوا له. واضاف: "نحن لا نؤمن بالاساءة الى الاديان الاخرى. نحن ضد مثل تلك الامور". وقال: "في الواقع لم اكن بحاجة لاقول لهم ان لا يخرجوا، فقد كانوا يعلمون انهم لن يخرجوا". واندلعت تظاهرات على مدى ثلاثة ايام امام السفارات والبعثات الدبلوماسية الاميركية في مصر وليبيا واليمن واماكن اخرى احتجاجا على فيلم "براءة الاسلام"، الذي تم انتاجه في الولاياتالمتحدة، بسبب اساءته للاسلام. وكان الغموض يلف هوية مخرج الفيلم بعدما عرف عن نفسه اولا باسم سام باسيل وبانه اميركي اسرائيلي تلقى دعما ماليا من يهود، حسب تقارير صحافية. لكن تقارير اعلامية اميركية اشارت لاحقا الى ان المخرج قبطي من كاليفورنيا محكوم عليه بجرائم مالية ويقيم خارج لوس انجليس وان اسم سام باسيل ليس حقيقيا. وقتل اربعة متظاهرين واصيب 34 بجروح في العاصمة اليمنية لدى تفريق الشرطة تظاهرة حاولت الوصول الى السفارة الاميركية. كما وقعت مواجهات امام السفارة الاميركية في القاهرة بين متظاهرين والشرطة التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع. وقتل السفير الاميركي في ليبيا وثلاثة اميركيين اخرين عندما شن متطرفون مدججون بالسلاح هجوما استمر اربع ساعات على القنصلية الاميركية في مدينة بنغازي شرق ليبيا في وقت متأخر الثلاثاء.
