أقرت إيران لأول مرة أمس (الأحد) بأنها أرسلت عناصر من الحرس الثوري إلى سورية لمساعدة النظام على مجابهة المعارضة المسلحة وكذلك إلى لبنان المجاور، مؤكدة أنهم ك «مستشارين» فقط. وجاء ذلك فيما تعرضت معاقل عدة للمعارضين المسلحين في سورية أمس لقصف كثيف من الجيش غداة لقاء بين الرئيس بشار الأسد والوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي حذر من مخاطر النزاع على العالم، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني (بسدران) الجنرال محمد علي جعفري أمس أن عناصر من فيلق «القدس» التابع للحرس الثوري موجودون في سورية ولبنان. وقال الجعفري في مؤتمر صحافي «إن عدداً من عناصر فيلق القدس موجودون في سورية ولبنان. غير أن ذلك لا يعني أن لنا وجوداً عسكرياً هناك. إننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح وآراء ونفيدهم من تجربتنا». ولم يوضح فحوى تلك «النصائح والآراء». وأضاف قائد الحرس الثوري «نحن فخورون... بالدفاع عن سورية التي تشكل عنصراً مقاوماً» ضد إسرائيل «عبر تزويدها بخبرتنا بينما لا تخجل دول أخرى من دعم مجموعات إرهابية» في سورية، كما تسمي إيران رسمياً المسلحين المعارضين للنظام السوري. وهي المرة الأولى التي يقر فيها مسئول في الحرس الثوري الإيراني بوجود عناصر من فيلق «القدس» في سورية ولبنان بينما تندد المعارضة السورية والمسئولون الأميركيون بذلك منذ أشهر. من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن إيران تحاول «تدريب ميليشيات في سورية لحساب النظام ونلاحظ وجوداً متزايداً لإيران وذلك يثير قلقنا». وأجرى الأخضر الإبراهيمي قبيل مغادرته لدمشق أمس، حواراً عبر «سكايب» مع قادة في «الجيش السوري الحر» الذي لا يبدو متفائلاً بنجاح مهمة الدبلوماسي الجزائري. وأعرب رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبدالجبار العكيدي الذي شارك في الحوار، عن «ثقته» بأن «الإبراهيمي سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه، لكننا لا نريد أن نكون سبب هذا الفشل». وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «نحن واثقون من أنه سيفشل لأن المجتمع الدولي لا يرغب فعلاً بمساعدة الشعب السوري». وشارك في الحوار رئيس «المجلس العسكري للجيش الحر» في دمشق العقيد خالد حبوس، والمتحدث باسم القيادة المشتركة ل «الجيش الحر» في الداخل العقيد قاسم سعد الدين. وأشار العكيدي إلى أن البحث تناول «الوضع العام في سورية، لا سيما التدمير الذي يتسبب به النظام»، معرباً عن اعتقاده بأن الإبراهيمي لا يحمل معه خطة لوضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من 18 شهراً. وعلى إثر ذلك غادر المبعوث الأممي والعربي دمشق بعد زيارة استمرت أربعة أيام، بحسب ما أفاد مصدر في الأممالمتحدة. وأفاد صحافيون في «فرانس برس» أن نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد كان في وداع الإبراهيمي في الفندق حيث كان يقيم في العاصمة السورية. ميدانياً، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قطاعات من محافظة دمشق ودرعا (جنوب) وحماة وحمص (وسط) ودير الزور استهدفت بغارات جوية والمدفعية الثقيلة. وكان دوي الانفجارات وتبادل إطلاق النار لايزال يسمع. وبحسب حصيلة مؤقتة لهذه المنظمة غير الحكومية فإن 14 مدنياً قتلوا في سائر أنحاء البلاد غداة يوم دامٍ قتل خلاله 115 شخصاً هم 71 مدنياً و12 متمرداً و32 جندياً.