تواصل القوات الحكومية السورية قصفها عددا من معاقل المعارضين وسط معارك على جبهات عدة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسقوط 20 شحصت قتلى في اعمال العنف الاحد بينهم 18 مدنيا ومقاتلان من المعارضة في حلب ثاني كبريات المدن السورية. كما قال المرصد إن ما لايقل عن خمسة اطفال وامرأة قتلوا في قصف نفذته طائرة هيليكوبتر للقوات الحكومية في بلدة كفر عويد بمحافظة ادلب شمال غربي البلاد. وشملت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السبت حي العرقوب شرقي المدينة بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض حي مساكن هنانو الى قصف بقذائف الدبابات وشنت طائرة حربية غارة على مبنى في حي الصاخور كما شمل القصف احياء اخرى خاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين. وكان مراسل لوكالة فرانس برس في المدينة اشار الى ان الاشتباكات العنيفة استمرت طوال الليل على اطراف حي بستان الباشا. وفي دمشق يستمر القصف على حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة الذي تحاول القوات النظامية اقتحامه بحسب المرصد. وفي محافظة درعا جنوبي البلاد اشار المرصد الى سقوط سبعة أشخاص قتلى في انفجار استهدف حافلة تقل مدنيين على طريق بلدة خربة غزالة في الريف بينما شهد حيا القصور والسبيلة في المدينة حملات دهم واعتقالات نفذتها القوات النظامية. ويأتي استمرار اعمال القصف غداة سقوط 115 شخصا قتلى بحسب الارقام التي اعلنها المرصد السبت بينما خلف النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا اكثر من 27 ألف قتيل. في غضون ذلك، أقر رئيس الحرس الثوري الإيراني للمرة الأولى علنا بأن لقواته وجودا في سوريا. وقال الجنرال محمد علي جعفري إن أفرادا من فيلق القدس يعملون مستشارين فقط في سوريا، مضيفا أن وجودهم في سوريا لا يعني أن إيران تخوض عمليات عسكرية هناك. المبعوث الدولي ووصل مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية في شأن سوريا الأخضر الإبراهيمي الى القاهرة قادماً من دمشق، في اطار مساعيه لحل الازمة. وكان الابراهيمي قد عقد اجتماعا مع ثلاثة من قادة المسلحين عبر شبكة الانترنت للتعرف على مطالبهم و رؤاهم للحلول الممكنة، وقال القادة إنهم طلبوا من الإبراهيمي حض الحكومة السورية على إيقاف الغارات الجوية. من جانب آخر دعا اربعة وعشرون حزبا وتنظيما معارضا في الداخل السوري إلى عقد مؤتمر شامل للمعارضة السورية في دمشق، من دون تحديد موعد له. وتأتي هذه الدعوة متزامنة مع دعوة أخرى لعقد مؤتمرٍ لمعارضة الداخل دعت إليه هيئة التنسيق في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وذكر الابراهيمي انه لم يبلور بعد خطة للحل وانه لا يزال في طور الاستماع الى اطراف داخلية واقليمية ودولية قبل وضع خطة. وكان الابراهيمي قد التقى السبت بشار الاسد الذي دعا الى حوار "يرتكز على رغبات السوريين" بينما حذر الابراهيمي من "خطر الازمة" السورية على العالم مشيرا الى انه لا يمتلك خطة للحل بعد. قال الأخضر الإبراهيمي عقب لقائه الأول مع الرئيس الأسد في دمشق إن اللقاء "شكَّل خطوةً أولى للتعامل مع الأزمة في سوريا" واعتبر الأسد عند استقباله الابراهيمي في دمشق ان "المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الارض". وربط الاسد وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية سانا بين نجاح العمل السياسي و"الضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الارهابيين وتهريب السلاح الى سوريا لوقف مثل هذه الاعمال". وجدد الاسد "التزام سوريا الكامل بالتعاون مع اي جهود صادقة لحل الازمة في سوريا طالما التزمت الحياد والاستقلالية". أمل وعبر الابراهيمي عن امله في ان تتمكن خطة تبني على اقتراحات جميع الاطراف من فتح القنوات في اتجاه انهاء الازمة وان ترافقها ايضا استراتيجية واضحة. ونقلت سانا عن الابراهيمي تحذيره من ان "الازمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم"، مضيفا ان "الحل لا يمكن ان يأتي الا عن طريق الشعب السوري نفسه". واكد الابراهيمي انه سيتواصل مع "الدول ذات الاهتمامات والتأثير في الملف السوري" ومع اعضاء مجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا التي تضم مصر وايران والسعودية وتركيا. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الابراهيمي تاكيده انه "سيعمل باستقلالية تامة وارتكازا على خطة انان واعلان جنيف. واعتبر الإبراهيمي اللقاء بمثابة خطوةً أولى للتعامل مع الأزمة في سوريا وقال انه سيعود قريبا الى دمشق