دعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي بعد لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد الاحد في دمشق، طرفي النزاع في سوريا الى وقف القتال "بقرار منفرد" خلال عيد الاضحى. ميدانيا، اوقع انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في العاصمة، 13 قتيلا وفق حصيلة جديدة اوردتها وكالة الانباء السورية الرسمية، بينما استمرت العمليات العسكرية في مناطق اخرى. وبلغت حصيلة قتلى المواجهات الاحد 55 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية اثر لقائه الاسد "اوجه النداء الى الجميع لان يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح أثناء العيد"، مشيرا إلى أن كل طرف يمكن ان يبدأ بهذا "متى يريد اليوم او غدا". واوضح الابراهيمي انه سيعود الى دمشق بعد عيد الاضحى الذي يوافق اول ايامه الجمعة المقبل. وقال ان دعوته موجهة الى "كل سوري سواء كان في الشارع او القرية او مسلحا في جيش سوريا النظامي او من هم معارضون للدولة السورية". ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الاسد تأكيده خلال الاجتماع ان "سوريا تدعم جهود المبعوث الاممي ومنفتحة على اي جهود مخلصة لايجاد حل سياسي للازمة على اساس احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي". وأضاف أن "أي مبادرة أو عملية سياسية يجب أن تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وإيواء الارهابيين في سوريا بوقف القيام بمثل هذه الاعمال". وتتهم السلطات السورية السعودية وقطر وتركيا بتمويل وتسليح "مجموعات إرهابية" وإرسالها إلى سوريا. واعلن الابراهيمي انه اجرى اتصالات مع عدد من مسؤولي المعارضة السورية في الداخل والخارج، موضحا انهم ابدوا "تجاوبا كبيرا جدا". وكانت دمشق جددت السبت خلال لقاء الابراهيمي مع وزير الخارجية وليد المعلم استعدادها لاجراء حوار وطني في سوريا للخروج من الازمة بعيدا عن اي تدخل خارجي. ميدانيا، قتل 13 شخصا على الاقل واصيب 29 آخرون بجروح في انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في دمشق الاحد، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". وقالت الوكالة "انفجرت قبل ظهر اليوم عبوة ناسفة وضعتها مجموعة ارهابية مسلحة تحت سيارة في ساحة باب توما بدمشق ما اسفر عن سقوط 13 قتيلا و29 جريحا". من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرة اشخاص قتلوا واصيب 15 آخرون بجروح في انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في دمشق. واوضح المرصد انه لم يتبين بعد ما اذا كان الضحايا من عناصر الشرطة او المدنيين. وقال احد السكان في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان السيارة المفخخة كانت مركونة في موقف قبالة قسم الشرطة الذي تضرر جراء الانفجار. وعرض التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لبقايا سيارات محترقة وشظايا على الارض. وشهد محيط حي باب توما في الاول من آب الفائت للمرة الاولى اشتباكات بين الثوار والقوات النظامية، تسببت بسقوط قتيل على الاقل. ويقع الحي المسيحي في وسط دمشق القديمة ويتميز بوجود فنادق وحركة سياحية لافتة فيه. وشهد حي العسالي في جنوب العاصمة صباح الاحد "اشتباكات عنيفة"، بحسب المرصد، تلت اشتباكات في حي تشرين في المنطقة نفسها. وافاد المرصد عن قصف واشتباكات في مناطق من ريف دمشق. واشار الى "انتشال ست جثث لسيدة وخمسة اطفال من تحت الانقاض في بلدة سقبا في ريف دمشق التي شهدت قصفا عنيف من القوات النظامية منذ ايام". وتحدث المصدر نفسه عن مقتل تسعة اشخاص بينهم طفل في قصف تعرضت له مدينة حرستا في ريف دمشق. من جهة اخرى، شنت القوات النظامية هجوما على مدينة عرطوز التي يتمركز فيها مقاتلون معارضون حيث احرقت مساكن فيما تواصل القصف العنيف على مدينة الزبداني. وفي حلب في شمال البلاد، افاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة ما ادى الى سقوط جرحى. وذكر مراسل وكالة فرانس برس نقلا عن مصدر امني ان الانفجار نتج "عن تفجير انتحاري نفسه بسيارته قرب المشفى الفرنسي". وشاهد المراسل اشلاء بشرية في مكان الانفجار واضرارا مادية في السيارات والابنية. وعلى مقربة من المكان ثكنة طارق بن زياد التي تعرضت خلال الاسبوعين الماضيين لاكثر من هجوم من مجموعات معارضة. وقال المرصد وناشطون ان بعض احياء حلب شهدت الاحد قصفا او معارك. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات، بحسب المرصد، عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل اكثر من اسبوعين وتحاول القوات النظامية استعادتها. وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام قتل فيه 130 شخصا في مواجهات في مناطق مختلفة من سوريا. وتجاوزت حصيلة القتلى في سوريا 34 الف قتيل منذ منتصف آذار 2011، بحسب المرصد السوري.