صبيحة يوم أمس. . افقنا سكان الحبيبة عدن على منبه من نوع تفجير انتحاري... فكثرت التحليلات و التوقعات... صواريخ بعيدة المدى... سيارات مفخخة... هجوم متزامن مع ضرب صاروخي... حتى انكشفت تفاصيل الجريمة التي استهدفت اعز المدن الى قلوبنا... المدينة التي تثير غيض الحاقدين... تصيبهم في جنون.. تجعلهم يستعرون يبذلون كل طاقاتهم و عقولهم الشيطانية لابادتها من الوجود هي و من عليها... نحن لا نفهم سر حقدهم.. و لكننا نرأه من خلال تشنجات كلماتهم ..نلاحظه في رقابهم المنتفخة الاوداج و العروق.. نراقبها في زوايا افولههم التي ترغي بغضب كلما ذكرت محاسن عدن.. نلمسها عند استنفار عصبيتهم المستديمة كلما ذكر اسمها..
تجاوزنا الصدمة ... و انتهى كل شئ و بقي صداها جرس يقرع ناقوس الخطر..لكل المهتمين لامرها.. ضرورة عاحلة في تسليم الملف الامني لقيادة المقا ومة الجنوبية و التنسيق مع التحالف و السلطة المحلية بذلك.. معالجة قضايا الجرحى.. تطبيع الحياة فيها.. تعيين محافظا لها.. توفير كل احتياجات ابناءها.. اعادة تأهيل شبابها، و اخراجهم من الوضع النفسي المتأزم الذي وصعنا فيه كتائب القتل و الدمار... و غيرها من الضروريات..
لكن الصدمة الكبرى التي لم يستطع ابناء عدن خاصة و ابناء الشيخ اسحاق بشكل اخص استيعابها حتى الان.. هي صدمة ذلك الشاب ذو المحي الجميل .. و الطلعة البهية التي تعكس براءة مخلوطة ب فوضى و توجه من اي نوع الا الدعشنة!! شاب ان اطلعت على صفحته بالفيسبوك ستلاحظ انه كان وطنيا غيورا في البداية و هو يقاتل مثله مثل كل ابناء عدن للذوذ عن كل شبر فيها.. ذلك الشاب له أصدقاء من اولئك الذين رفعوا راسنا اثناء الوقوف ضد العدوان الحوثوعفاشي .. أصدقاؤه من فئة... ان تكلمت تحدثت عن عشق عدن.. و ان تفاخرت..افتخرت بمسقط رأسها عدن.. و ان كتبت في صفحاتها..تكتب معتزة بانها تشارك المقاومة الجنوبية التي مرغت انف المختل في التراب. . اقلامهم تكتب.. نحن بجانب مطعم الحمراء في الطريق الى المعلا.. تشتاق.. اني اشتم تراب المعلا .. معبرا عن شوقه للمعلا.. و هو يتقدم صوبها في اللحظات الأخيرة لسقوط الحوافيش...
فماذا حدث بعدها؟! قراءت منشور في صفحته شاركه فتاة فيه موضوع عن استشهاد احد شباب عدن... شعرت بعدها ان افكاره قد تشوشت بعد هذا الموضوع او ربما اكثر من ذلك الحدث.. شعرت ان شخصيته الغضة الطرية ارتطمت بصخرة تعقيدات الحياة.. فوجد أحضان سوداء تبتلعه و تطمئنه.. اسد كل الابواب امامه و تفتح له باب واحد فقط. . تقنعه بانه طريق الخلاص الوحيد من كل همومه و احزانه.. كانه هنا ارتمى بحضن اعداء الحياة في غفلة من محبيه الذين ربما انشغلوا بدورهم في الصراع مع دوامة الحياة التي وضعنا فيها المسخ الفاسد و حلفاؤه الحوثيون!! فجاءة يقوم الشاب معاد بتغير البروفايل الشخصي له ... مستخدما صوره ..دمجت فيها صورة أسامة بن لادن مع ابوبكر البغدادي!! لتصبح خلفية سوداء تعكس قتامة الافكار التي تشبعت في جسده.. لتحتل و تزيح كل القيم الجميلة و الاحلام و البراءة من صدر الفتى.. خلفية اتخذها الشاب ليغتال ما تبقى من روحه الجميلة.. الواد كريزي موت... يغير هيئته و يغير قصة شعره المعبرة عن تمرد الشباب..كانت بحاحة الى قليل من الاهتمام ممن يحيط به لاصلاحها.. و لكن في غفلة عن الجميع انقلب 180 درحة الى صورة ليس لها علاقة بالتدين.. فجعل من مظهره هوية ارهاب داعشية!! و تحديدا في الثامن عشر من اغسطس يشارك الواد كريزي موووت اخر مقالته بالفيس...ليختفي بعدها يغيب ما يقارب الشهرين..
يعود في 6اكتوبر بعد ان اصبح جسده سلاح يضرب خصر المدينة التي انجبته.. و يصيبنا في صدمة .. صدمة وقعها اكبر من وقع الانفجارات التي تجاوزنا اثارها... و لم نستطيع ان نفيق حتى الان من ذهول صدمة الواد كريزي موت... الذي لاشك ان وراء التشوه الذي أصاب تلك البراءة ليس الا عدو واحد.. عدو يقف ينظر بنظرة الشياطين.. مسخ مخلوع .. يتربص بالحياة و يحيك كل المؤمرات ليشاهد الموت ينتشر كالنار في الهشيم تحرق عدن و كل من عليها... مخلوع لا زال رغم انه قد طعن في السن لا يزال مصرا على انتاج الموت... مستخدما هذه المرة احد مصانعه الجديده تحت اسم تنظيم داعش!!
فتنبهوا ايها الاباء ... حتى لا تفاجأوا غدا ان ابنكم قد اصبح... واد كريزي موووووت!