بأمر قيادتك وعروبة وطنك ونخوة شعبك وأخويته العربية وطأت قدماك المدينة المسالمة دخلتها حاملا قلمك وَكاميرتك وَعلى كتفك حقيبتك الاسعافية وفُيِ صِدًرٍك. قلبا مملوءاً بالحب والإنسانية تدفعه غريزة خير ومحبة ومشاعر أخوة الكامنة فيه لمد يد العون والمساعدة لأخوان لك في الدين والعقيدة والعروبة تكالبت عليهم قوى الشر وقتلت منهم نيران الحقد الالاف وجرحت عشرات الالاف . جئت إلى عدن أنت وثلة من زملائك في الهلال الأحمر الاماراتي لرفع المعاناة والالام عن كاهل أشقاء لك ذبحتهم حرب ظالمة أنهكتهم جرائم بشعة أرتكبها بحقهم غزاة متخلفون قدموا من كهوف ومغارات الجهل والتخلف ليقتلوهم دًوَنً ذٍنًبُ ارتكبوه. وينكلوا بهم تٍحًتٍ ذرائع وحجج واهية لا وجود لها إلا في مخيلة قادة ذلك الغزو الغاشم وتلك الحرب. الهمجية المدمرة. عندما جئت إلى عدن كان دافعك الحب والعمل الإنساني لتقديمه لنحو مليون نسمة ونيف من السكان من مختلف الاجناس والاعمار وجدو أنفسهم فجأة محاصرون من كل الجهات الأربع ومن الجو والبحر أيضا اناس مدنيون بسطاء وعزل يستجدون الغذاء ويتمنون الدواء يبحثون عن الضوء وسط ظلمة. أيامهم ولياليهم الطويلة التي حولها القتلة الشماليون إلى سوادا حالك بفضل تلك الحرب اناس فقراء يحلمون بقطرة الماء العذبة النقية الكفيلة بإطفاء وتبريد حرقة الظماء . غادرت مدينتك وفارقت وطنك وابتعدت عٍنً أهلك وعائلتك لا لتغزو ولا لتحارب ولا لتحتل ولا لتقتل ولا لتدمر بل لتطبب جروح مواطنون تحللت بفعل الحصار وانعدام الدواء واغلاق المشافي ولتشبع بطون جاعت ولتروي نفوس ضمأت ولتطمئن وتأمن قلوبا خافت. نعم أيها الاخ العربي الغالي صالح البحار لقد جئت ومن معك حاملا لنا الخير والحب تلك الصفات الحميدة التي أستلهمتها من سجايا وطنك ومزايا قيادتك فوطنك هو الامارات الذٍي أرتبط أسم الخير بأسم مؤسسة وقائدة العظيم الشيخ زائد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه .ففي عدن عملت وساعدت وقدمت أياديك ما جاد به وطنك من مساعدات لأهل عدن والجنوب عامة فالله وحدة العالم كم كان وقع ما قدمتموه لنا من أغذية وأدوية وكماليات ومواد صحية في أنفس الأسر آٍلعدنية والجنوبية بشكل عام وكم كان عمق صدأه لدى رب أسرة تألم كثيرا وبكاء واذرف دموعا من دماء وهو يشاهد فلذات كبدة يتضورون جوعا ويتلوون عطشا ولك ان تتخيل كم هو حجم ونوع الدعاء المٌصِحًوَبُ بُآٍلّدًمٌوَعٍ اٍلّمٌنًبُعٍثَ من حنجرة. أرملة وهي تطعم ايتامها من سلة الامارات الغذائية. أخي العربي صالح البحار لقد بكيتنا بدموع أخ محب صادق وأنت تحتضن أبنة الشهيد الجنوبي. تلك الطفلة التي تفيض براءة وجدت فيك شبيها لوالدها الشهيد الذي خطفته أيادي المجرمين منها بكيتنا وبكيت حالنا المزري ومأساتنا المؤلمة وشرحت وضعنا المأساوي جدا للعالم ووضعته أمام صورة .حقيقية لما تعرضنا له من ظلم وعدوان ليس بالكلمة. ولا بالصورة ولا بالصوت بل شرحتها واوضحتها وأوصلتها لمن جهله أو تجاهلها بالدموع الذي أغمرت جسد أبنة الشهيد بها وأبكيتنا عندما طالتك أيادي الغدر وأسقطتك جريحا بمعية عدد من زملائك وانتم تستعدون لبدء يوما جديدا من أيام العطاء وأنتم تهمون للانطلاق في أرجاء المدينة المنكوبة بغية مواصلة مهمتكم الانسانية النبيلة. أبكيتنا يا زميل الحرف العربي عندما سقطت جريحا وسط صناديق الاغاثة والمساعدات الغذائية المقدمة من وطنك الكبير والشقيق لنا. أبكيتنا عندما أمتزج دمك. الطاهر بحبات الأرز والسكر والفاصوليا المرسلة من وطنك وشعبك. وقيادتك. لأسر شهداء الجنوب وايتامه وأرامله وفقرائه. فاللهم. يشفيك. ويعافيك. انت وبقية جرحى امارات الخير والحب والوفاء والرحمة والمغفرة لشهدائها الابرار والأمن والامان والنماء لوطنك الشقيق.