لا أنكر أن الزمان تغير وكل شيء بات لا يشبه زماننا , قد لا يلبي قناعاتنا وطموحنا , نحن جيل الماضي وهم جيل المستقبل , ما دمت أعيش الواقع اليوم فرأي مطلوب ودوري واجب أن اعبر عن مكنوناتي وما أراه وأتلمسه , أكون شريكا فاعلا , أساهم بخبراتي وأفكاري فلم تنتهي بعد صلاحيتي , حلمت كثيرا مع جيلي وتبددت بعض أحلامي , حلمت كثيرا بالقومية العربية والاشتراكية والنهضة والتحفز و الأمل بمستقبل عظيم لهذا للوطن العربي الكبير , حلمت بالوحدة الوطنية لليمن ونلتها وتبددت في سلوكيات وسياسات غباء سلطة غاشمة وعصابة باغية ولا أخفيكم سرا أن أحلامي لازالت تعيش في كياني رغم أن واقع اليوم يتشاءم منها وبعضهم يرفضها , متألم من تراكمات خلفت اثأر بهذا السوء وتؤثر في مواقفنا من قضايانا الأساسية , كم حلما تخلينا عنه وصار كابوس , لم يذهبوا بعد وان ذهبوا فأثارهم لازالت تسكننا . دوري هنا هو عدم الصمت , والنقد ألبنا , قد يزعج البعض لكنه رأي يجب أن يقال ويحترم في مجتمع سوي ومن شخص حكيم , من يغضب فليغضب , لن نصمت مادمنا موجودون علينا أن نبرهن وجودنا في حربنا ضد السلبيات والمسيئات ضد الظلم والطغيان ضد التعسف والجهل والتخلف والمبررات الواهية , علينا أن نصنع عالما يحترم الرأي يحترم الأخر المختلف ,عالما متنوع فسيفساء اجتماعية وثقافية وسياسية , علينا أن نحطم القيود وندمر الخطوط الحمراء , أسوى ما في الإنسان أن يرضخ لأنانيته وأنانية غيره لإرضائهم وهو يعلم ما يكنونه في أغوار شخصيتهم وخفاياها , فالصمت سذاجة يجعل الساذج لا يعي ما يدور حوله أو يتجاهله . عدن عشق الحياة و بها كل الذكريات , تناغمت مع تعايش أناسها مع تنوعها الفكري والعرقي والديني مع ارثها الثقافي والفلكلوري مع انفتاحها , أضيق ذرعا بالانغلاق كان فكريا أو دينيا أو سياسيا , لا أطيق القيود أحب أن أعيش حرا بأصول الحرية الاجتماعية والفكرية المحصنة من الرذيلة والتعصب والتزمت من الطائفة والسلالة والعنصرية , لهذا منزعج جدا لما يحدث لعدن الحبيبة , للحرب العبثية التي أوجعتها ودمرت معالمها وقتلت شبابها الأخيار وجرحت مشاعر أبنائها الطيبين المسالمين , سعدت بانتصارها وتفاءلت بالتغيير القادم , وأعلنتها للملا في كثيرا من كتاباتي من عدن ستولد الدولة المدنية المنشودة , من عدن سنعرف العدل والحرية والمساواة , من عدن سننهض ونتفوق ونعلوا ونشمخ . نعيش في عدن واقع يسوده الهم والغم البحث عن ابسط سبل العيش والأمن والأمان , نريد أن نتجاوز مرحلة الخوف والجوع والمرض والوباء , صحيح أن الحكومة في عدن و بقيادة نائب الرئيس ورئيس الحكومة يبذلون الجهود للسيطرة على مقدرات الأمور فيها , ليكونوا مسئولين عنها ليديروها كدولة ونظام وقانون ,لتجاوز الحرب وأثارها من فوضى وعشوائية وتداخل المهام والمسئوليات , الحرب أفرزت واقع أخر وقوى متعددة ولاعبين كثر وكلا له قناعاته وأفكاره وأجنداته بعضهم لم يستوعب الهم العام والقضية الوطنية و أولويتها في هذه المرحلة , بل البعض اعتبر المقاومة مهمة يؤديها ليحصد مكافئة وتعود له شخصيا أو لحزبه أو مكونه وجماعته بالفائدة , والأغلبية اعتبروها واجبا وطنيا ويفتخرون بأدائه لا يبحثون عن فائدة شخصية أو مكافئة وعلى استعداد ان يكونوا تحت خدمة هذا الوطن في أي لحظة لبناء دولة ضامنة للحريات والحقوق والعدالة وكلا يحصل على نصيبه وفق نظام وقانون سائرا على رقاب الجميع , يرفضون الفوضى والتقاسم والعشوائية واستخدام السلاح والمقاومة كوسيلة لانتزاع حق أو الحصول على مستحق في فوضى عارمة تضر بالوطن ومصالح مواطنيه الآخرين . عدن طافحة بالمجاري وتركم أكوام القمامة وهي مصدر الأمراض والأوبئة والمسئولية جماعية . كل هذا وأمورها تتطبع ببط وهناك من يعيق تطبيع الحياة في سلوكيات تؤثر في حياة الآخرين , موظفي عدن دون رواتب , روايات عدة لا توجد سيولة أو المقاومة أغلقت البنك المركزي , وغاز الطبخ معدوم واليوم مشتقات النفط تتأزم من حين لأخر , وكثيرا من المؤسسات تعاني من سيطرة البعض عليها بفرض أنفسهم موظفون بقوة السلاح خارج النظام والقانون للوظيفة , بل البعض مسيطر على مؤسسات سيادية كأجزاء من الميناء والمنطقة الحرة ويقال المطار , أي فوضى عارمة أضرت بالمدينة وسكانها وتميزها كمدينة مدنية مسالمة ومركز تجاري حر وميناء دولي يجذب إلية التجارة العالمية والشركات الكبرى التي من أولوياتها الأمن والأمان والاستقرار وضمان حقوقها واستثماراتها . ما لم يستوعب عدم تنفيذ قرار الرئيس بدمج المقاومة في الجيش الوطني من يعيق ذلك ؟ ويتباطآ في الإجراءات وتسليم المستحقات , جعل المغرضين يشككون في النوايا ويحيكون الروايات ,من أعطى لهم هذه الفرصة ؟ نضالنا ومقاومتنا لنفرض على الجميع نموذج الدولة المدنية الحلم المعاق الذي خرجت الجماهير تهتف به في كل أصقاع الأرض اليمنية , لتكن عدن نموذج لهذه الدولة وأنا على ثقة أنها المدينة المؤهلة لذلك وفيها من الكوادر والمثقفين والمفكرين القادرين على إرساء أسس هذه الدولة وحمايتها من بعض البلطجة والمتهورين والأنانيين والإرهابيين الذين ينخرون جسد المقاومة الجنوبية الحقيقية , عدن بإذن الله ستكون منبع هذه الدولة لو تضافرت جهود الخيرين فيها وهم كثر ويساندون الحكومة ورئيس الوزراء خالد بحاح في أداء مهمته الوطنية لنكون عونا وسندا في ذلك ليوفقنا الله في إخراج الوطن مما هو فيه من عدن الخير والسلام