كان القرار الرئاسي والذي قضى بدمج المقاومة الجنوبية في الجيش بمثابة القشة التي قصمت وشتت كيان المقاومة .. ذلك الكيان الذي بداء بمثابة الاطار العام للجيش الجنوبي القادم والذي كان يحتاج للمسات الاخيرة لإشهاره . لم تكن المقاومة الشعبية الجنوبية وليدة الصدفة ،فقد انطلقت شرارتها السلمية في العام 2007م كنتيجة حتمية للاجتياح العسكري للجنوب 94م بقيادة من قاموا بالاجتياح الثاني في 2015م وما تلت تلك الحرب من نهب للثروات وتدمير للبنيه التحتية وتسريح للكادر وووو.. . هروب هادي الاول من صنعاء الى عدن وتحليق للطيران الحربي القادم من قاعدة الديلمي وقصف قصر المعاشيق وما صاحب ذلك من انطلاق صفارات الانذار بان الاجتياح الثاني لتثبيت الاجتياح الاول قد بداء، فلم يكن هناك خيار امام المقاومة الشعبية الجنوبية غير التخلي عن نضالها السلمي والتي طالما ظلت محافظة علية لأكثر من 8 سنوات وان حمل السلاح لصد العدوان والدفاع عن الارض والعرض اصبح واجب ديني ووطني . هروب هادي الثاني من عدن الى الرياض لم يكن له ادنى تأثير .. فقد تجمعت رجال المقاومة بدء من الاحياء وعلى مستوى المديريات فالتحمت كصف واحد على مستوى محافظة عدن ومثلها فعلت بقية المحافظات الجنوبية فشكلت كيان واحد للمقاومة الشعبية الجنوبية ..فقد خرجت الناس بمختلف اطيافها وانتماءاتها وفئاتها، فمثلما رفدت بقية المحافظاتعدن بالمقاومة .. كان لعدن دور رد الجميل بعد تحريرها في تعزيز بقية المحافظات الجنوبية بالمقاومة لتحريرها ليستكمل بذلك تحرير الجسد الجنوبي الواحد . فعقب تحرير المحافظات الجنوبية... اتى دور السياسة القذرة لأطراف اللعبة السياسية بهدف فرملة المقاومة وتجريدها من قوتها ودورها وتأثيرها كطرف رئيسي فاعل ومسيطر على الارض.. كان قرار الدمج في الجيش الشرعي الذي ليس له اي وجود بمثابة هدم حجر الاساس للمقاومة والتي لم تجف خلطة اسمنت تثبيتها بعد .. هدف هذا القرار الى تجريد هذه المقاومة من اسمها وكيانها ومهامها وذلك بدمجها تحت اسم وكيان الجيش الوطني وحرف مهامها من الدفاع عن موطنها الاصل في المحافظات الجنوبية التي حررتها الى الدفاع عن اليمن وتحت سقف وحدة علي وعلي صالح . %80 من المقاومة هم من الشباب العاطل عن العمل وبمجرد سماعهم عن لجان ( وهميه) تتواجد في اطلال المعسكرات ومصانع ( ايام زمان ) .. هرعوا .. لعلى وعسى يجدون فرصة عمل تأمن لهم مصدر دخل ثابت لطالما بحثوا عنه في عقود فائتة.. تاركين خلفهم مدن شوارعها خاليه من اي تواجد امني.. استمارات تسجيل مزوره .. افراد لجان التسجيل مجهولين.. تسجيل اسماء من محافظات خارج النطاق الجغرافي .. والصدمة الكبرى ان يأتي هادي ومن شارك في الطبخة ويقول لم نخول لاحد من اللجان بالتسجيل وسيتم اصدار استمارات تسجيل قريبا ووووو ووو اربعه اشهر والشباب مكدسين في الهناجر ( محلك سر ). كان من الاجدر ابقاء المقاومة على الارض لتوفير وحفظ الامن والاستقرار .. وان يقوم مندوب عن كل منطقة برفع كشوفات بالأسماء مرفقة بالوثائق الشخصية الى اللجان المختصة المكلفة بعمليات الدمج، حتى يتم اعادة تأهيل مراكز الشرطة ومقرات الامن العام وتتم عمليات التوزيع للأفراد على تلك المراكز والمقرات من على الارض حتى نتجنب اي فجوه امنية . اليس من الاجدر بقاء كتائب المقاومة في عدنوالمحافظات الجنوبية المحررة بدلا من الذهاب بها لتحرير الوازعية وباب المندب والمخاء والبعراره والزنقل ومشرعه وحدنان وكلابه.. على اساس ان اهل مكة ادرى بشعابها . السؤال الذي يفرض نفسه ( ماهو موقف التحالف وبالذات دولة الامارات العربية المتحدة بصفتها المسؤولة عن ادارة شؤون هذه المناطق)؟!