عقد وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية برئاسة الدكتورة أمل عبدالله القبيسي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي رئيس مجموعة الاتحاد البرلماني الدولي، اجتماعاً مع وفد مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» برئاسة ربرتو ليون رميرز رئيس المجموعة التي تضم 21 دولة، وذلك في مقر اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي بجنيف على هامش اجتماع الجمعية ال133 للاتحاد، وصدر عن الاجتماع بيان مشترك. وأعربت الشعبة البرلمانية للإمارات العربية المتحدة والمجموعة البرلمانية لبلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي عن اقتناعهما بأن السلم ركن أساسي للتعايش بين الشعوب. وانطلاقاً من هذا المبدأ شدد الطرفان على ضرورة السعي إلى إيجاد الحلول السلمية للصراعات والأزمات الوطنية والدولية. وناشد الطرفان جميع المعنيين بالوضع المتفاقم الخطورة في الشرق الاأوسط الالتزام التام بأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات الأممالمتحدة، خاصة قرارات مجلس الأمن لحل الأزمة اليمنية.
وإزاء التصعيد الذي يشهده الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي» دعت المجموعتان الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات في كنف الأممالمتحدة واستناداً إلى قرارتها والاحترام التام لأحكام القانون الإنساني الدولي، وبالأخص اتفاقية جنيف للعام 1951 والبروتوكول الملحق بها. وشدد الطرفان على أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية من أجل التوصل في أقرب وقت الى حل نهائي لهذا الصراع حقناً للدماء ومنعاً لوقوع المزيد من الخسائر البشرية. وأكدت المجموعة البرلمانية للإمارات العربية المتحدة والمجموعة البرلمانية لبلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي، أن السبيل الوحيد لحل النزاعات الحدودية هو اللجوء إلى الحوار المباشر أو الاحتكام إلى المنظمات والمؤسسات الدولية المختصة.
وأكدت الدكتورة أمل القبيسي في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أنه تتويجاً للاجتماعات التي تمت بين المجموعتين تم إصدار بيان مشترك الذي بدوره سيتيح تبادل الخبرات وتنظيم برامج وفعاليات مشتركة تحقق تعزيز العمل البرلماني ليس على صعيد الدبلوماسية البرلمانية فقط، ولكن في مجالات العمل البرلماني أيضاً. وقالت إن هذا البيان المشترك سيعزز من الرغبة المتبادلة والمشتركة في إشاعة السلم والأمن الدوليين اللذين باتا مهددين بفعل العديد من الأزمات الدولية والإقليمية والتغيرات السريعة والمتلاحقة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى ما يكتنف العلاقات الدولية من توترات وعدم تفاهم ما ينذر بتهديد الاستقرار الدولي.. فما يشهده عالم اليوم من أزمات يدعو إلى المزيد من التفاهم والتعاون والتنسيق بين مجموعات الدول المتماثلة في مبادئها وأهداف سياساتها الخارجية. النقاط المهمة وأضافت أن البيان يحتوي على العديد من النقاط المهمة التي تناولت المواقف المشتركة، من أهمها قرار مجلس الأمن الخاص بالأزمة اليمنية وكذلك مكافحة الإرهاب والتطرف وقضايا إقليمية كثيرة مشتركة في الشرق الأوسط، بدءاً من النزاع الفلسطيني «الإسرائيلي» والموقف الإيجابي الكبير من دعم مواقف الإمارات السياسية في شتي المجالات ومطالبتها بعودة جزرها المحتلة، إلى جانب أوجه التعاون التي تضمنها البيان والتي ستنطبق ليس على الجوانب البرلمانية فقط، بل ستنطبق على الآفاق الاقتصادية والتي ستعود بالنفع على سائر هذه الدول. وقالت إن البيان المشترك يأتي ترجمة وتتويجاً لجهودنا المشتركة والبناءة في استقطاب أكثر الدول المؤثرة، خاصة دول أمريكا اللاتينية التي تشكل كتلة سياسية كبيرة في الاتحاد البرلماني الدولي التي بدورها دعمت الشعبة البرلمانية في الاتحاد البرلماني الدولي بخصوص البند الطارئ حول اللاجئين، وهذا يؤكد النجاح الكبير للدبلوماسية البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي. وأشارت إلى أن هذا البيان المشترك والاتفاقية السابقة التي تمت من قبل بين الجانبين، سيتيحان للطرفين المزيد من التعاون المثمر والتشاور وتبادل الرأي حيال القضايا والموضوعات المطروحة في مؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي ما يعزز من المصالح المتبادلة وتنامي العلاقات السياسية والاقتصادية المشتركة. عمق الشراكة من جهته، أكد ربرتو ليون رميرز في تصريح خاص ل«وام» أنه في إطار اتفاقية التعاون الموقعة بين دول أمريكا اللاتينية والكاريبي والشعبة البرلمانية الإماراتية، جاء توقيع البيان المشترك ليعكس عمق الشراكة بين المجموعتين ورغبة الطرفين في مواصلة هذه المسيرة لكي تشمل مجالات عدة وحفظ السلام والتعاون بين الشعوب في منطقتنا والعالم بأسره. وأكد أهمية أن ينصاع الحوثيون لقرار مجلس الأمن الخاص بالأزمة اليمنية. مؤكداً اتفاق المجموعة «غرولاك» مع رؤية الإمارات بشأن الحل السلمي لمشكلة الجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى»، ودعوة جمهورية إيران للمفاوضات المباشرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة أو حل هذه القضية باللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وشدد على أن الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي من أنشط الشعب البرلمانية في الاتحاد البرلماني الدولي ولها دور مؤثر وفعال من طرح البنود الطارئة التي تهم العالم، مشيراً إلى أن مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي قامت بالتصويت بالإجماع على البند الطارئ للشعبة البرلمانية الإماراتية حول موضوع اللاجئين لأنه موضوع يشغل العالم منذ فترة طويلة ومن المؤكد أنه سيبقى في طليعة الاهتمامات الدولية خلال الفترة المقبلة. بوابة التعاون وعبر رئيس المجموعة ليون عن فخره بتوقيع البيان المشترك والتعاون مع المجلس الوطني الاتحادي، مؤكداً أن هذا البيان بوابة التعاون ليس مع دولة الإمارات فحسب، بل مع دول الخليج العربية والمنطقة العربية ككل وأنه من شأنه أن يساعد الطرفان على توحيد الآراء والمواقف في المشاركات البرلمانية وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات. وقال إنه واستشعاراً للمصالح المتنامية بين دولة الإمارات ومجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي قدرت المجموعة أهمية البيان المشترك والتعاون والتفاهم لأن هناك مبادئ مشتركة وأسساً يمكن البناء عليها مثل إشاعة السلام والأمن والتعاون الدولي وتأكيد احترام حقوق الإنسان وإعلاء مبادئ وأهداف الأممالمتحدة والقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والسيادة الوطنية. وأكد البيان المشترك بين مجموعة الاتحاد البرلماني الدولي بالمجلس الوطني الاتحادي ومجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي في الاتحاد البرلماني الدولي أهمية توثيق التعاون المشترك وتبادل الخبرات وتحقيق الاستفادة المتبادلة وفق التطورات المعاصرة في مجال العمل البرلماني. وعبر الجانبان عن رغبتهما في تعزيز آفاق التعاون بين مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» والمنظمات البرلمانية الأخرى لدول أمريكا اللاتينية والمنظمات البرلمانية العربية من أجل تنسيق المواقف المشتركة في المحافل البرلمانية الدولية. وأعلن الطرفان التزامهما الثابت بأحكام القانون الدولي والمبادئ التي تقوم عليها منظمة الاأمم المتحدة. وشددا على ضرورة الاحترام التام لحقوق الإنسان والنهوض بالديمقراطية والدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان. مكافحة الإرهاب وشدد الطرفان على أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف وإدانة جميع أعمال العنف التي تتم باسم الدين أو الجنس أو العنصرية. وأشار الجانبان إلى أهمية احترام مبدأ السيادة الوطنية للدول وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها واحترام مبادئ ميثاق الأممالمتحدة. ضم وفد الشعبة البرلمانية كلاً من راشد محمد الشريقي رئيس اللجنة المالية وممثل المجموعة العربية في اللجنة التنفيذية، وعلي جاسم وأحمد عبيد المنصوري وفيصل عبدالله الطنيجي رئيس منتدى الشباب البرلمانيين العالمي، وسلطان سيف السماحي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي أعضاء مجموعة الاتحاد البرلماني الدولي، والدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس وعبدالرحمن الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية. (وام) مشكلة اللاجئين ودعا الطرفان إلى تضافر الجهود الدولية ومضاعفتها من أجل التصدي لمشكلة اللاجئين ومعالجة أوضاعهم الإنسانية وفقاً لأحكام القانون الإنساني الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية. ونوهت البلدان الأعضاء في مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي بالمساهمة الرائدة التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال المساعدات والإغاثة الإنسانية في حالات الكوارث الطبيعية والنزاعات. وأشادت بالدور المثالي الذي تضطلع به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. التنمية المستدامة أكد الطرفان أهمية جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة ما يتعلق باستئصال الفقر ومعالجة المشكلات الناشئة عن التغير المناخي وضمان التعليم الجيد والمساواة بين الجنسين وتوفير الخدمات الصحية والمياه، وأشارا إلى أن مستقبل البشرية مرهون بتحقيق هذه الأهداف الإنمائية. وشدد الجانبان على ضرورة اعتماد آليات واضحة للتحقق من إنجاز هذه الأهداف من خلال الإجراءات التنفيذية المعتمدة في الأممالمتحدة والبرلمانات الوطنية. واتفقا على أن التقدم في تحقيق هذه الأهداف يقتضي تعزيز التعاون بين البلدان المتطورة صناعياً والبلدان النامية من خلال تبادل الخبرات وزيادة مستويات المساعدات الرسمية للتنمية مع التشديد على التزام مبادئ الحكم الرشيد والمساءلة والشفافية ومكافحة الفساد لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المالية والبشرية.