لا تتكرر الفرص والكثير من الناس لا يستفيدون منها ألبته ويبدو إن الزعيم الصالح قد عُرِضت عليه الفرص التي كان يحلم بها الكثير من الزعماء العرب الذين قضت عليهم عاصفة الشباب الثورية ، وفي الآونة الأخيرة أعلن فارس العرب عن قبوله لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 وإن كان صادقاً في كلامه هذا فقد أفلح ورب الكعبة ، لأنه قد سلم البلاد للأيادي الأمينة التي بحث عنها طويلاً ، وقد أصبحت البلاد اليوم تتجه إلى الطريق الصحيح لولا العراقيل التي يزرعها الزعيم في طريق هادي الذي بدوره يزيحها من طريقه بهدوء يثير غضب صديق الأمس حتى وصل به النزق أن ينعت رئيسه بالمسكين والضابط الصغير فكيف بنا لو قارنا مسيرة هادي السياسية والعسكرية والأكاديمية والزعيم الذي لا يحمل أية مؤهل علمي ، إن أجمل ما يميز هادي هو هدوءه وصبره على صالح لعله يتوب ولعله يعود إلى رشده والذي يبدو إنه لم يبلغه بعد . لو صدقت النيات عند الصالح فقد أفلح ورب الكعبة لأن الصالح قد اشتهر بمناوراته وخداعه وما وثيقة العهد والإتفاق إلا أحدى الشواهد على مكره وخداعه ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله وعلي صالح أهل للمكر بل إنه بيت المكر والخديعة . لقد وقع الصالح على المبادرة الخليجية وهو يقول أهم شيء التنفيذ ، لأنه يعلم يقيناً إنه لن ينفذ هذه المبادرة ، فلو صدقت نواياه لكان أفلح ورب الكعبة ، ولكنه تمرد على توقيعه فخاب وخسر . لقد أصبح المشير لا يرى نفسه إلا كالسمكة إن خرجت من الماء ماتت ، فهو يرى خروجه من السلطه كتماً لأنفاسه ، ويصرح مراراً وتكراراً إن الحاكم لليمن كالراقص على رؤوس الثعابين ، فكيف إنه لم يلدغك ثعبان منها طيلة 33 سنة ، أو إنها إحدى خُدع صالح ليخيف من يقترب من كرسيه ، فلو كان صدق لأفلح ورب الكعبة . إن الفرص لا تتكرر يا أبا أحمد وهذه فرصة ذهبية تقدم لك وأيضاً على طبق من ذهب حاور ولا تناور ولا تخادع وسوف تنجو ورب الكعبة إن صدقت النوايا . سيادة الرئيس الصالح أحترم فيك دهاءك وصبرك وأتمنى من دهاءك أن يقودك إلى النزول عند مطلب الشعب الذي قل لك ارحل فرحلت عن الكرسي ومازلت في السلطة عن طريق حكمك لليمن من بوابة المؤتمر فسد هادي هذه الثغرة ، فارحل الآن بهدوء وبدون أية ضجيج إعلامي فقد جفف هادي ينابيعك المتدفقة فاصدق مع نفسك وشعبك والمجتمع الدولي وإن فعلت ذلك فقد نجوت بنفسك ورب الكعبة .