كثيراً ماكنا نسمع ومازلنا نسمع ونقرأ الى حد اليوم واللحظة في وسائل الإعلام المختلفة عن اخبار تتحدث ان المقاومة في الشمال قد حققت انتصارات وأن هناك حسماً عسكرياً للمعركة يلوح في الأفق وباتت ميليشيا الحوثي الى جانب انصار المخلوع في حالة انهيار تام . الأحداث اثبتت والوقائع على الأرض اظهرت ذلك الانهيار حقاً والمعطيات تقول ان الميليشيات لم تعد بمقدورها الصمود لكن كما يبدو ان ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع اظهرت استماتة كبيرة بالدفاع وخلافاً لما نسمع على الرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف للمقاومة حتى ان التحالف لم يكتفي بالدعم بالسلاح فقط بل انه دفع بجنود وتدخل برياً في بعض المناطق من اجل الحاق الهزيمة بالحوثيين ، لكن حتى اللحظة الانتصار على مليشيا الحوثي تأخر كثيراً في الشمال ولعل هذا التأخير في حسم المعركة مع الحوثيين وهزيمتهم يعود الى عدة اسباب اولها .. ان المقاومة التي نسمع عنها بإنها تقاتل وتدافع عن مناطقها فهي في الحقيقة لم تخرج الى الشوارع وتذهب الى الجبهات بهدف القتال كما انها لا تملك العزيمة والإصرار ولا توجد لديها اي جدية او رغبة في التخلص ودحر ميليشيا الحوثي من تلك المناطق بل ان الهدف هو خلط الأوراق وإيهام العالم على ان هناك مقاومه من اجل تحقيق مكاسب سياسية حتى وأن دفع المدنيين هناك الثمن- وفعلاً المدنيين في الشمال وعلى وجه الخصوص في تعز الذي تتعرض لأعمال قتل فهم يدفعون ثمن تباطؤ المقاومة في حسم المعركة وتحقيق الانتصار ، وعلى ضوء ذلك يرى كثيرين على ان هذه المقاومة لا تستطيع ان تحرر شبر من اراضيها وهذا الشي ربما قد يجعل من مهمة الحوثيين سهلة في الاستمرار في خوض المعركة إضافة الى ذلك ربما ان هناك قيادات عسكريه وربما سياسيه وتجار يعملون الى جانب الحوثيين والمخلوع في الشمال وهذا الشيء يعرقل من حسم المعركة مع الحوثيين و شجع الميليشيات لترتكب حماقات وأعمال قتل بحق المدنيين في الشمال ولاسيما في تعز .
وسبب ثاني هو ان ميليشيا الحوثي تملك قاعدة جماهيرية وحاضنة شعبية في الشمال وهذا مايمكنها من الاستمرار في خوض المعركة والصمود طويلاً حتى وأن اضحت القوة العسكرية لديها ضعيفة نتيجة لضربات التحالف العربي الذي طال مخازن السلاح وأماكن تواجده .
اما السب الثالث يكمن وهو ان الشمال مجتمع قبلي اكثر مما هو مدني وضل يعيش على وقع الانقلابات العسكرية المتتالية منذ زمن طويل وأعتاد ايضاً على نظام الميليشيا وحكم القبيلة والعسكر ولهذا فإن الرغبة في التخلص من ميليشيا الحوثي قليلة لدى الشماليين طالما وأن الأغلبية الساحقة منهم وتحديداً في مناطق ومحافظات شمال الشمال ذات المذهب الزيدي باتت تخضع لقرارات الحوثي الذي يحمل مشاريع وأطماع إيرانية تهدف الى السيطرة على المنطقة العربية.
اخيراً .. من رأيي انا وهو رأي شخصي انه اذا لم يكن هناك تدخل بري لقوات التحالف وبشكل اوسع ويكون في نفس الوقت كاسحاً وحاسماً يهدف تحرير المدن من قيضة المليشيات وعلى الأقل العاصمة اليمنية وإعادتها الى احضان الشرعية ممثلة بنظام الرئيس هادي او يكون هناك حلاً سياسياً يتم من خلاله سحب مسلحي الحوثي من المدن وأعادتهم الى معقلهم في مران فلا اعتقد ان المقاومة في الشمال سوف تحقق نصراً عسكرياً وتحسم المعركة مع الميليشيات طالما وأن هذا المقاومة مازالت تلهث وراء الأوهام ، حتى انها باتت تفكر وتنتظران يأتي الغير يقاتل الحوثيين نيابة عنها من اجل تحرير مناطقها .