قلبت المقاومة الشعبية ووحدات الجيش الموالية للشرعية بمحافظة عدن اليمنية موازين القوى على الأرض، بعد تمكنها من السيطرة على منطقة خور مكسر الإستراتيجية، لتقترب من طرد مليشيا الحوثي وحلفائهم الذين بات وجودهم محصورا بمناطق محدودة من عدن. وقال القيادي بالجيش الموالي للشرعية في المدينة العميد خالد النسي إن الخناق يضيق على مليشيا الحوثي وقوات علي عبد الله صالح، وإن المقاومة مدعومة بطائرات التحالف بدأت تحاصر الحوثيين بمنطقة كريتر والتواهي، وإن حسم المعركة بات وشيكا جدا. وعزا -في حديث للجزيرة نت- الانتصارات المتسارعة إلى إعادة ترتيب صفوف المقاومة والجيش وتوحيدهما تحت قيادة مشتركة. وقال إنه كان لدى المقاومة من الإمكانات المادية والبشرية ما يكفي لحسم المعركة، ولكن كان ينقصها الترتيب والتنظيم والتوجيه السليم". توحيد الجهود وأضاف "بعد توحيد الجهود والقيادات على المستوى العسكري والمدني قررت المقاومة بدء معركة الحسم والتحرير بعدن وهي تحقق تقدما كبيرا وتنتقل من نصر إلى آخر بهدف استكمال السيطرة وتطهير المدينة من مليشيات الحوثي وصالح".
وتكمن أهمية السيطرة على خور مكسر بأنها تمكّن المقاومة والوحدات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من قطع الإمدادات عن مليشيا الحوثي وصالح بمناطق كريتر والمعلا والتواهي، وتسهل حركتهم باتجاه تحرير تلك المناطق، لتكون عدن خارج سيطرة الحوثيين. وكانت القوات الموالية للشرعية قد أحرزت هذا التقدم السريع ضمن عملية "السهم الذهبي" التي تشارك فيها قوات يمنية مدربة بالسعودية إلى جانب مقاتلات وبوارج التحالف، وتهدف لاستعادة عدن من المتمردين الحوثيين بعد أكثر من ثلاثة أشهر من سيطرتهم عليها. ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني أن ما حققته المقاومة من انتصارات في اليومين الماضيين يكشف مدى قوتها وجاهزيتها لخوض معركة الحسم. وأضاف للجزيرة نت أنه "لم يعد أمام المليشيات الحوثية المتبقية سوى الاستسلام أو خوض المعركة والهزيمة". توظيف الانتصار وأشار إلى أن سيطرة المقاومة على خور مكسر وهي المنفذ البري الوحيد لباقي المديريات الثلاث الواقعة تحت سيطرة المليشيا منذ شهر أبريل/نيسان الماضي هو بيت القصيد ونهاية الحكاية بهزيمة الحوثي وصالح "وباقي الأجزاء عبارة عن تفاصيل صغيرة فقط". ورأى أن القوات النظامية الموالية للشرعية التي دُربت خلال الأشهر الماضية تقف على رأس الانتصارات إضافة لاكتمال تشكيل خمسة ألوية للجيش بعدن ومحيطها. وتحدث عن أهمية الدور الذي ستلعبه هذه القوات حاضرا في التحرير ومستقبلا بحفظ الأمن والاستقرار بعدن وضواحيها. من جهته أشار أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان إلى أنه "باستطاعة المقاومة الشعبية بعدن مراكمة الانتصارات وحسم المعركة إذا ما وظفت هذا الانتصار معنويا ونفسيا بتعبئة الجماهير في المناطق الجنوبية وبقية المحافظات اليمنية". وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن "الحرب مجموعة معارك، وما يهمنا الإشارة إليه هو عنصر هام ومحدد للانتصار فيها ويتمثل باتساق المقاومة الجنوبية في فضائها الوطني بحيث تؤجل معالجة شكل الدولة إلى مرحلة لاحقة بالاتفاق مع المكونات الوطنية السياسية والميدانية". وقال إن "عدن لن تربح المعركة دون عمق وطني يمتد نحو الشمال المقاوم للحوثيين وصالح، وفي حال القطع مع هذا العمق ستدخل حتما بحرب داخلية وتتقسم لمقاطعات لأسباب موضوعية تتعلق بعدم اكتمال الهوية الوطنية التي عمقتها السياسات المتبعة وأيضا أثر حرب صيف 1994 وما بعدها". المصدر : الجزيرة