يتصرم الأسبوع الثالث والزميلان الصحفيان محمد المقري وأمير باعويضان في غياهب الاختفاء القسري ومصيرهما مجهولاً - حتى اللحظة- في مكان غير معلوم بعد "جرجرتهم" واعتقالهم الآثم من قبل مجاميع تتبع تنظيم القاعدة المسيطر على مناطق الساحل الحضرمي – حالياً - دون تبيّان أسباب ودواعي ذلك , ولا توجيه للزميلين "المخطوفين" حجة أو إدانة – حسب بيان اسرتيهما الصادر في المكلا الأحد 18 أكتوبر 2015- سواء التحقيق في وشايات مغرضين جهلة أعماهم الحقد والضغينة والحسد وتسربلت في نفوسهم هذه الأمراض – والعياذ بالله – وتجردوا من شيم الأخلاق وقيم الإنسانية غير مكترثين بما احدثه ويحدثه "صديد شرورهم، وحميم حقدهم، وسوء نيتهم، وسفاهة أحلامهم " من ضرر وخطر بحياة شابين – من خيرة الشباب – وتعريض أسرتيهما للأذى والمعاناة والقهر . لقد استبق فرع نقابة الصحفيين في حضرموت وشبوة والمهرة في بلاغاته وبياناته التضامنية مع زملاء لحق بهم مثل هذا الحيف والظلم الذي طال الزميلين (محمد وأمير) وقوع مثل هذه الجريمة بحق الصحفيين وطالب – فرع النقابة - بوضوح تام "الحمقى والمرجفين" بالكف عن التحريض "المسف" على الصحفيين والإعلاميين في مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي حفاظاً على سلامة هؤلاء النخب النيرة وأسرهم وخشية أن يتعرضوا لضرر من جراء الإمعان في التعبئة الخاطئة وهم منها براء , بل أن "الفقير لله" قدم مداخلة – متواضعة - في أحد الورش واللقاءات الإعلامية التي انعقدت في المكلا مشاركاً وممثلاً عن نقابة الصحفيين في فعالية تمحور موضوعها حول الانتهاكات والحريات الصحفية وجمعت شمل إعلاميين ونشطاء حقوق وحريات من مؤسسات ومرافق وتوجهات مختلفة وأجيال متعددة - كانت جل تلك المداخلة - حول هذا الخطر الداهم الذي يلوح في الأفق ويستهدف الجميع وبالذات الصحفيين والإعلاميين أثر تلقي النقابة بلاغات شكاوى من زملاء مهنة تعرضوا لتهديدات للنيل منهم بعد تحريض كيدي علني "مسف" ومحاولة الإيقاع بهم واستعداء عليهم الجماعة المسيطرة على المكلا – ادارياً وأمنياً – وكلنا نعرف رصيد هؤلاء وسوابقهم في التعامل مع من المناوئين لهم ومن يعتقدوا بأنهم على خلاف أو خصومة معهم , ولو حتى بالاشتباه أو الشك أو الوشاية! , وهو الأمر الذي أرغم ثلة من أرباب الفكر وحملة الأقلام إلى التواري عن الأنظار والاختفاء القسري بعدين من أسرهم وديارهم تحاشياً من النيل منهم وبالتالي تعريض حياتهم لمكروه أو بطش أو تنكيل.
وللأسف لم يتوقف هذا السقوط الأخلاقي المشين والتحريض الدنئ على الصحفيين والإعلاميين والنشطاء وتواصل حمى "الغمز واللمز" , واستمرأت –الخفافيش – في ظلمها ونثرها للوشايات والأوهام إلى أن أوقعت الأذى باثنين من خيرة الشباب خلقاً واستقامة ومهنية , ليس هذا , فحسب بل أن يبلغ بها "الشطط" إلى تزوير بيان آثم منسوب للجماعة المسلحة المسيطرة على المكلا , إرضاء للنفس الأمارة بالسوء التي اصمت عقولهم وجعلتهم لا يتورعون من ارتكاب فعل مشين - كهذا - قد يلحق الأذى والضرر بشباب أبرياء لم يقترفوا ذنباً ولا جريمة مما استفز – حتى تلك - العناصر التي اختطفت الزميلين (محمد وأمير) وأخجلهم ودفعهم إلى إصدار بيان توضيحي في نفس اليوم يكذبون ذلك البيان "المزور" والتوعد بملاحقة المزورين.
لقد سلك الزميلان محمد المقري وأمير باعويضان درب الإعلام فألتزموا بآدابه وطوروا قدراتهم وملكاتهم المهنية وأصبحا يشار لهم بالبنان في واقع يحارب الناجحين, ويقلل من شأن المجتهدين, ويثبط من عزائمهم , واختارا أن يكونا مؤسسين لعمل مراسلي الإعلام المرئي في حضرموت – على الرغم من متاعبه الجمة - وكان حضورهما متميز على قصر الفترة الزمنية التي مارسا نشاطهما الإعلامي وبإمكانياتهما الذاتية المتواضعة "جداً", اجتهدا , وصابرا , وتحملا اتعاباً عدة وهما يتنقلان من مكان إلى آخر بسيارتيهما الخاصة , ويصرفا من جيبهما على حساب قوتهما لملاحقة الأحداث والفعاليات المعتملة دون أن يلتفتا للصغائر .. تعاملا مع مؤسستين إعلاميتين الكل يعرف حالهما وبؤسها وافقارهما المالي , فلم تدر عليهما – هاتين المؤسستين - بمال وفير ولا مصاريف بالعملات الأجنبية , بل كانت الرغبة والهواية وحب إثبات الذات هي التي تقود – هذين الشابين - وتحفزهما على الاستمرار في مكابدة هذه الإتعاب لإداء نشاطهما المهني ومناصرة المظلومين .. أعرف – شخصياً – كيف تحمل أحدهما الأذى عندما نقل مآسي ومعاناة نزلاء السجن المركزي في المكلا وأوضاعه "المزرية" , وكيف كان يتابع جهود إلقاء القبض على مهربي مخدرات الحشيش على خطورتها, وكيف كان يتلقى التهديدات والوعيد من آخرين , وكيف كان يوشي به "الجهلة والمغرضين" ويفترون عليه لتشويهه أمام مرؤوسيه في مؤسسته الإعلامية دون مبرر أو ذنب اقترفه , وكيف احتجز وأعتقل في مصفحة عسكرية عندما خاطر بحياته لينقل أحداث الحملة العسكرية على مدينة غيل باوزير .. وكيف .. وكيف .
إننا نثق ان الله سيكون مع هذين الشابين النبيلين – اللذان لا حول لهما ولا قوة – وسوف يلطف بهما – حتماً – ويخفف من آلامهما وعذاباتهما وهما مختطفين لا تعلم اسرتيهما ومحبيهما عن ظروف أحوالهما وأوضاعهما الصحية والنفسية في زنازين المعتقل شيئاً..
ولنحسن الظن – أيضاً- في الخاطفين المحسوبين على تنظيم القاعدة الذين يدمغون بياناتهم بأسم "أبناء حضرموت" بأنهم لن يرضوا بظلم أخوانهم وأهلهم وسيكونوا رحماء بهم وبضعفائهم وينهيا معاناة ومرارات الأسر المكلومة والمحروقة أكبادها على ابنائهم ويطلقوا سراح هذين الشابين ليعودا إلى اسرهم وتعود البسمة لأطفالهم وذويهم . وليعلم هؤلاء أن الصحفيين والإعلاميين ليس في ميدان خصومة ولا في عداوة لهم - وأن اختلفوا معهم كسائر النخب في المجتمع - فلدى هذه الجماعات – المختطفة لمحمد وأمير - من الإمكانيات والمواقع الإعلامية والمنابر –أيضاُ- ما تلجم من يظنوا – مجرد الظن - أنهم يتخرصون عليهم , بعيداً عن العنف وغزوات الاعتقال . الحرية لمحمد المقري الحرية لأمير باعويضان