تزايدت في الأونة الأخيرة الأصوات التي تتحدث عن ضرورة ذهاب شباب المقاومة الجنوبية للقتال في الشمال، وفي مطلع الشهر الماضي تفاجئنا بما حصل لمجموعة من رجال المقاومة الجنوبية الذين جرى الزج بهم للقتال في تعز، حينها صرخ شرفاء واحرار الجنوب مستنكرين ذلك العبث. اليوم عاد مسلسل الزج بالمقاومة الجنوبية في العربية اليمنية حيث تسعى شخصيات لا تؤمن بالجنوب الى ارسال رجال المقاومة الجنوبية نحو الاراضي اليمنية لقتال الحوثيين وبهذه الخطوة الخطيرة التي تعني الكثير للمراقبين وتعني أيضا للجنوب وقضيته وثورته امور تجعلنا في غاية القلق ومنها: أولاً سنخسر رجال مقاومتنا دون اي مكاسب ثورية. ثانياً مشاركة الجنوبيين في القتال في الشمال بالمعارك هناك إلى جانب احد اطراف النزاع يعني هذا واحدية المقاومة في الجنوب والشمال وهذا يؤدي الى فقدان خصوصية المقاومة الجنوبية التي نقول انها جاءت امتدادا لثورة الجنوب للوصول إلى هدف استقلال الجنوب. ثالثاً تعد المشاركة في الشمال خلط لكثير من ادبيات الثورة الجنوبية حيث يعني مشاركة أبناء الجنوب في الحرب اليمنية وداخل أراضي يمنية ان الجنوبيين يقاتلون مع فصيل يمني ضد فصيل اخر وهذا سيصبغ على الحرب التي شهدها الجنوب مؤخراً على انها مجرد حرب طائفية لا علاقة لها بثورة الجنوب التحررية. رابعاً وسواء انتصر فريق علي محسن الأحمر او فريق الحوثي وعفاش فان صوتنا الجنوبي سيكون ضعيف الحجة ومفروغ منه اذا ما طالبنا باستقلال الجنوب لانه ان انتصر ايا منهما لابد له ان يواصل تثبيت اقدامه على الجنوب أيضا بحجة واحدية الثورة من طرف الجنرال الاحمر وحزب الاصلاح وأنصار هادي. وان انتصر الحوثي وعفاش فانهم سيواصلون الحرب على الجنوب بمبرر ملاحقة اعدائهم الذين قاتلوا إلى جانب خصومهم وفي كلا الحالتين سيكون موقف اليمنين قويا امام اي تسويات مستقبلية ولا يستطيع الجنوبيين تبرير موقفهم. وأخيراً هل يدرك هؤلاء دعاة الزج بالجنوبيين في معارك الشمال ان الجميع في العربية اليمنية هم شركاء في احتلال الجنوب ومعاناة الجنوبيين وان جنرال الدم الاحمر وحزب الاوساخ الذين يذهب الجنوبيين لمساندتهم اليوم هم الشريك الفاعل في احتلال الجنوب ونهب خيراته وسفك دماء ابنائه.