ابتسم في وجهي عندما مر, لم يكن مكفهرا أو غاضبا مثلما توقعته أو مثلما يتحدثون عنه.... شابالا....لم أرى جمالا كجمالك الآسر, وسحرا كسحر إطلالتك البهية....ربما سنفتقد عنفوانك, واندفاعك المغرور, وتعجرفك الجميل....أيها الجميل... شابالا...اصغى إلي قبل أن ترحل أيها العذب الجميل....سأحدثك عن (شابالا آخرا) كنا....قد تعودناه بيننا, يقتل النخيل ويجرفها, يبصق في وجوهنا, ويلكمنا في أنوفنا ثم يبتسم, يلوي عنقه ولا يرحل....يتشبث بما أوتي من قوة ليبقى ضيفا ثقيلا علينا, ..تعودناه جاثما على صدورنا (كصخرة بلال), ونحن نتأوه كثيرا ونتلو ما تيسر من الذكر العظيم, ونكرر "أحد أحد", نكررها كثيرا حتى هدم مؤسساتنا الوطنية المقدسة واحتلها, واغتال كوادرنا, ونهب أراضينا, وقتل (إنساننا) كذبابة حقيرة...هكذا كان يتصرف ذلك (الآخر)... شابالا...أيها العذب الجميل....هل تسمعني؟؟ هل تفهمني؟؟ انتظر....أرجوك ....لأكمل لك ثرثرتي...ربما تروق لك... ذاك الآخر الذي ينتحل رمزيتك؟؟ هل سمعت عنه أو هل رأيته؟؟!!.....هو لا يحب الرحيل, يتمدد ولا يتبدد كسرطان... شابالا.. أيها العذب الجميل سأقول لك قولي هذا..... قتيل الماء ولا قتيل الظمأ..!!! شابالا....لقد أصبحنا نتضور ألما وأملا, الجبال تنتحب والسماء تتضرع, شبابنا تائهون كقارب صغير في المحيط, أطفالنا جائعون كصحراء, (المكلا) تلك المدينة السماوية, أصبحت تملؤها الغربة, تملؤها الوجوه القاحلة الموغلة في العنجهية, تلك الوجوه تتبدل كجلد أفعى أسطورية ولا تختفي, ربع قرن من عبثيتها, رعبها, ظهرت-في الأشهر الأخيرة- بجلدها الجديد الكالح, الموغل في السواد...يا الهي...ليست المكلا فقط من تئن, تريم أيضا, عدن, الشحر, شبام..... .......... شابالا...أما وقد صرت كهلا, غائر العينين, صهيلك أصبح مثقلا بالأنين والتأوه.. تنتظرك السماء لتختارك اليها أو تلتقيك الفيافي المقفرة لتبتلعك في بطنها..... .....شابالا...حبيبي...سأستودعك وقلبي مثقلا بالأمل ليرحل نظيرك(الآخر) المشؤوم من أرضي الجميلة الطاهرة.