قبل أن أتحدث عن كارثة الموت السريري لعدد كبير من الجرحى نتيجة الإهمال المتعمد منذ شهور وقبل أن اتحدث عن كارثة إغلاق مطار عدن الدولي وما يعنيه ذلك من إجحاف مُتعمَّد وموت بطيء لعشرات من الجرحى والمرضى ورُبما المئات الذين هم بحاجة ماسة للسفر المستعجل إلى الخارج لإنقاذ حياتهم التي باتت على شفى جرفٍ هار سأتحدث عن بعضاً من هؤلاء الجرحى ممن يعيشون ظروفاً صعبة نتيجةَ إصاباتهم والذين قد وصلت حالات بعضهم الى موت سريري مع أنهم لا يمثلون الا قطرة من مطرة من مجموع الجرحى الذين هم بحاجة للسفر الى الخارج للعلاج على مستوى الجنوب وهم بالمناسبة من الجرحى الذين أعرفهم لهذا خصَّيتهم بالذكر وأجزمُ أن أمثالهم كُثُر ... 1-الجريح القائد عبدالله مهدي سعيد الذي أصيب بجلطة بينما كان يحمل مع بعضاً من أفراده سلاح الدوشكا الى موقع الحُميراء المطل على مقر لواء عبود والأمن المركزي وكثير من المواقع العسكرية في المدينة ... عبدالله مهدي كل يومٍ يمر تزداد حالته سوءً ويقترب منه الموت كل لحظةٍ منتظرا إذن القدر وذلك لخطورة حالته وخطورة مكان الجلطة التي لامست مكان القلب رغم أن عبدالله مهدي قد اعتمدته اللجنة المكلفة بإعداد تقارير للجرحى الذين هم بحاجة للسفر الى الخارج ورغم أنه يمتلك وثيقة سفر مؤقته الخاصة بالجرحى ولم يمنعه من المغادرة الا إغلاق مطار عدن الدولي وتجاهل الجهات الرسمية فمن وعدٍ إلى وعدٍ والإهمال يزداد أكثر . 2- الجريح عبدالسلام محسن صالح الذي تعرَّض لصدمة بجنزير إحدى الدبابات بعد سقوطه من فوقها أثناء تحرير موقع الجرباء العسكري وتعرضَ لكسر في الحوض وتقطع الإحليل ولديه وثيقة إعتماد للسفر المستعجل وحالتهُ تزداد سوءً يوماً بعد يوم وهو بحاجة للسفر العاجل الى الخارج بعد عجز كافة مستشفيات الداخل علاجه وهو من أسرة تعاني ظروف سيئةٍ للغاية . 3- عبدالله محمد مقبل : الذي أُصيب بعدة طلقات في بطنه مزقت كثيراً من أعضاء الجهاز الهضمي لَهُ ويعاني ظروف صعبة ولديه وثيقة سفر وتقرير طبي بالسفر الى الخارج . 4- الجريح محمد صالح الهدالي الذي أصيب بطلقةٍ في ركبتهِ فمزقت عظمتها وهو لا يستطيع الحركة نتيجة إصابته ... 5-الجريح حميد البكري وعدد من رفاقه الذين تمكنوا من الذهاب إلى الأردن للعلاج ولم يتمكن من العودة عبر مطار عدن نتيجة إغلاقه واضطروا للعودة عبر مطار المكلا رغم حالتهم الصعبة التي لا تسمح لهم بقطع المسافات الطويلة للعودة الى قراهم ... جرحى آخرون لا يتسع المقام لذكرهم بين من بُترت أمعاءهُ نتيجة الإصابة وبين من يبست يده أو رجله وأصبح من المستحيل إنعاش الحياة إليها بعد تأخر إجراء أية حلول لهم وبين من يتبرزون عبر أنابيب حُفْرَ لها في جنباتهم . جرحى آخرون بالعشرات تتساوى حالتهم مع من ذكرناهم آنفاً وقد تزيد عند بعضهم وليس لهم الا ملازمة المعاناة ومعايشتها فلا مستشفيات الداخل أنقذتهم ولا مستشفيات الخارج تمكنوا من الوصول إليها. هؤلاء الجرحى الذين ذكرناهم ليسوا الا قطرة من مطرة مقارنة بعدد كبير من جرحى الجنوب الذين هم بحاجة الى السفر الى الخارج ولم يتمكنوا بسبب تماطل سلطات الشرعية الغائبة والمغيبة عن هموم هؤلاء ومعاناتهم ولا ننسَ أيضاً حالات عدد من المرضى هم بحاجة للسفر ومنعهم من ذلك توقف الرحلات وإغلاق مطار عدن الدولي ... أياً كانت الأسباب فليس هُناك ما يبرر هذا التجاهل المقيت والإهمال المتعمد ومثلها مهما كانت الأسباب فلا شيء يبرر إغلاق مطار عدن الدولي بوجه من قد أذنت الشرعية الغائبة إجراء حلولٍ لهم فلا الصيانة وقتها الآن ولا الوضع الأمني ذريعة لإغلاقه ولا أي سبب آخر يبرر ذلك . هُنَا نتساءل ونضع أسئلة بريئةٍ "لزعماء الشرعية" ماذا وراء هذا الإهمال والعقاب للجرحى إن نَحْنُ أفصحنا التعبير وماذا وراء إغلاق مطار عدن الدولي في هذا الضرف بالذات ؟؟ من يتحمل مسؤولية أن يبقى هؤلاء الجرحى في حالة موتٍ سريري رغم إمكانية التخفيف من معاناتهم ؟؟ تذكروا دورهم يا هؤلاء ولا تنسوا أنهم جعلوكم ترفعون رؤوسكم عالياً وتتحدثون من موقع قوةٍ بعدما طأطأتم رؤوسكم ذلاً وخجلاً بفعل انهيار من كُنتُم تسمونهم بجيش الشرعية ... لم نَكُن نفكر لا بداية الحرب ولا اثنائها أنكم ستعاقبون جرحانا وأسر الشهداء بهذا الإهمال واللا مبالة وسيكون رد الجميل لهم بإغلاق المنافذ في وجوههم وَجّعْلهم بين اللا حياة واللا موت ! قد نسكت عن إهمالكم ملف الأمن الذي تخربه دوائر صنع القرار من مقربيكم وقد نسكت عن غياب الخدمات من بترول وديزل وغاز الطبخ و و و الخ من الخدمات التي لم نعد نراها سوى خدمات كمالية أو كما فرضتم علينا أن نراها هكذا لكننا لن نسكت على معاناة جرحانا وعلى الجميع أن يدرك أن استمرار التلاعب المتعمد بملف الجرحى لن يكون ورقةٍ يستخدمها أحد في سياسة لَيِّ الذراع بل قد يتحول هذا الملف إلى تسونامي لا يقل شراسة عن ( تشابالا ) وحينها لن يكون هُناك مجالاً للمراضاة والحلول الطارئة فلا تنسوا أن لهؤلاء رفاقاً يمتدون على طول الجنوب وعرضه هم في وضع استراحة مُحارب لكنهم ليسوا في وضع الصمت والوقوف كالعاجز أمام زملائهم .