عدن في أعماقنا ثقافة وسلوك وأسلوب حياة نحن عدن كما هي فينا مسقط الرأس والحضن الدافئ وأكسجين الروح ,فراقك صعبا علينا, أنتي مسكني وقبري بعد الممات , معك وبجانبك في السراء والضراء والجوع والشبع والألم والرخاء والصحة والسقم , لن أتركك كما تركك البعض في أصعب الظروف واحتمى بعشيرته او يسترزق بمعاناتك وان صلح حالك أتاك فاتح معلنا نصره لا نصرك وما أكثرهم , الطامعون فيك كثر أن تخلصنا من السابقون فلدينا لاحقون , ينظرون لك من باب المصلحة فقط ونقطة صراعهم مع الأخر , لا يهم ما يرضيك وما ينفعك ويسرك بل ما فائدتهم وخسارتهم في السيطرة عليك , هذه حقيقة مرة تعكر صفوتنا ,ضحى من أجلك الشباب وقدموا دمائهم وأرواحهم وأجزاء من أجسادهم لتتحرري وتنعمي بالخير وتعودي عدن بإرثك ورقيك وسمعتك العالمية , وتفاجئنا بالمغرضين والناهبين وأصحاب المصالح يعيقون حالك وحالنا وها نحن نراوح في المعاناة. ما اشد صعوبة الحياة اليوم لم نتحرر بعد , لان الحرية هي الصدق والشفافية وحرية تناول المعلومة بيسر وسهولة , فمن يعرف حقيقة ما يدور, رئيس ونائبة وحكومة يبهروننا من حين لأخر بإنجازات لا نشاهدها , هي في الواقع الافتراضي , انتصارات تنتكس بمجرد ما ينتهي الخبر , وحرب عبثية بكرها فرها , والدولة غائبة بكل أدواتها , قالوا عدن تحررت , والحقيقة لم تتحرر , فالحرية التخلص من المعاناة والانتقال لوضع أفضل وحال ميسر ومعافى , سبل الحياة في ابسطها متاحة , والأمن والأمان ضمان الحرية , بدون امن لا تشعر بحريتك , كيف تحررت وهي لازالت تشكل خطر على وجودهم كحكومة ورئيس ونحن فيها صامدون , حتى أصدقائنا من التحالف ممن قدموا يد العون والخير أرعبناهم في عدن بل استبيحت دمائهم في شوارعنا أليس هذا عارا في جبين من يغتال حياة عدن وجاثم على نفسها ومعيق نهضتها وتطبعها , لن تكون عدن محررة دون ان تقدم العون والمساعدة لتحرير ولتطهر بقية المدن من الدنس , أين الحرية والموت بتربصنا في شوارعها وأزقتها وصوت الرصاص لازال يلعلع من حين لأخر بعبث وطيش وتهور . كيف تحررنا دون لقمة عيش هنيئة وطيبة ودبة غاز سهلة المنال ومشتقات نفطية متوفرة والغلاء لازال كابس على كاهلنا , وان مرضت لا تجد مستشفى وعلاج , والراتب كفاح وصراع مع البيروقراطية والفساد والابتزاز و صعب المنال . كيف تحررت عدن ومطارها مغلق ويشكل خطر على إقلاع وهبوط الطائرات , ومينائها معرقل بإجراءات غير قانونية وحماية غير رسمية ومليشيات تعبث بحياتنا ومصيرنا وحاضرنا ومستقبلنا ,كلما اتخذ التحالف إجراء للتطبيع أعاقته مليشيات لا نعلم لمن تخضع ومن تتبع وما هدفها , ان كانت تنظر للمستقبل والحياة الكريمة والرخاء فهي تعيق كل ذلك وتبحث عن سفاسف الأمور الآنية لا تختلف عن الطامعين فيك يا عدن , المؤسف من يحمل بندقية اليوم يستطيع ان يبتزك ويهدد حياتك ويغلق مدرستك وإدارتك ومصدر رزقك وينهب ويستبيح حقك الخاص والعام , كيف تحررت والمواطنة فيها مهدورة بتمايز مقيت والقانون مغيب والنظام معدوم والفوضى عارمة . لم نتحرر دون ان نتخلص من اثأر الحرب ومليشيات الموت لنرسي دولة ضامنة للحريات والعدالة والمساواة و نطهر أرضنا من تجار الأزمات ومستغلي الفراغ الأمني والمؤسسي وأمراء الحروب . عدن تئن وتستغيث بدول التحالف لأنها فقدت المصداقية برئيس وحكومة , ومحافظ يحاول لكن الوضع فوق قدرات الجميع ما لم توجد قوة دولة ترسي الحق والنظام وتنفذ القانون وتحاسب المخل والمعيق لحياة الناس وتجازي المحسن وتوفر الحياة الكريمة للشباب والمواطنين وفق نظام وقانون لا يفرق بين فئات الشعب كلهم متساوين في الحقوق والواجبات , لن يرتاح قلبي وتطمئن نفسي في عدن وأنا أرى السلاح بيد أطفال وبلاطجة ومنفلتين ومدنيين ومقاومة وجنود لا يرتدون زيهم الرسمي ولا يخضعون لجهة رسمية ومسئولة عن تصرفاتهم وقراراتهم وتحركاتهم بل كلا له أمير وقائد وأجندات . معا لتستعيد عدن مجدها وتاريخها الزاخر وسمعتها كمينا ومركز تجاري حر ,هل يرضيكم ان البواخر تمر بجانب عدن وتمؤن في الهند ودبي , وتجار عدن لا يأتمنون على بضائعهم فترسى سفنهم في صلالة وتأتي البضائع برا كانت هذه المدن تموينها من عدن على مر التاريخ هذا هو حال عدن اليوم ويقال أنها محررة وهي مقيدة ولكن لعدن رجالها القادرين على حمايتها بإذن الله وتحريرها من الطامعين .