التناقض هو تلازم قضيتين يوجب صدق احداهما وكذب الاخرى اذاً فقاعدة التناقض الاساسية هي ان النقيضان لا يصدقان معاً ولا يكذبان معاً . في الوقت الذي يقللون فيه من كفاءة وبسالة المقاومة الجنوبية وحتى جدواها نراهم عند كل ظهور لهم يطلبون منها مساندتهم في الشمال , وفي الوقت الذي يستقبلون فيه الحوثيين بالأهازيج والزوامل في مناطقهم نجدهم يلومون الجنوبيين على عدم الذهاب للدفاع عن تلك المناطق , وفي حين ينعتون الجنوبيين بأبشع الاوصاف لعدم سماحهم لأبناء تعزواب بالدخول الى عدن التي خرجت للتو من الحرب , ولا تزال تعيش حالة من اللاحرب واللاسلم للألتحاق بأعمالهم حسب ما يزعمون ينتقدون الجنوبيين لماذا لا يتركون الاعمال في الجنوب لأبناء تعزواب البواسل ويذهبون هم للقتال نيابة عنهم في ابوتعز . في الوقت الذي كانوا فيه يوفرون للحوثيين ممرات آمنه في مناطقهم للعبور لمهاجمة الجنوبيين بل ويقدمون لهم مختلف اشكال الدعم يدعون الجنوبيين للدفاع عن هذه الممرات من للحوثيين بعد ان اصبحت هدفاً لعملياتهم . في حين يؤكد امين عام حزب العدالة والبناء الفار انه قادر على حماية الوحدة وهزيمة الجنوبيين مرة اخرى ان لم يكفوا عن مطالبهم , يعجز عن الدفاع عن أي شبر في مناطق الشمال بما فيها ارجاء منزله الواسع , ويدعوا الجنوبيين الى الذهاب لتحرير منزله فيما يتفرغ هو للدفاع عن الوحدة المزعومة , هذا الرجل كان احد اعضاء وفد هادي الى جنيف وفي نفس الوقت رئيس الحزب الذي هذا الفار امينه العام كان ممثل للحوثيين في نفس المشاورات والاثنين معاً اعضاء في اطول برلمان في العالم عن حزب المؤتمر الشعبي العام والذي رئيسه هو المخلوع علي صالح الذي يدعي هذا البطل الكرتوني انهم يقاتلونه الان . بكل بساطة يظهر كذب مواقف النخب الشمالية من المقاومة الجنوبية والجنوبيين حينما نعرض هذه المواقف المتناقضة والمرتبكة على التعريف العلمي للتناقض بقاعدته الاساسية , ويظهر بكل بساطة ايضاً انهم غير جاديين في قتال الحوثيين وانهم يستغلون هذه الحرب اذا احسنا الظن بهم للمزيد من الاثراء والبحث عن المناصب والرتب , وفي الوقت نفسه يبدو جلياً ان معركتهم الاساسية والتي يهتمون لها هي جنوبا وليست مع الحوثي . حالة من التناقض الحاد كان يمكن لها ان تكفي بالإضافة الى ما سبقها من الاحداث والتراكمات لإقناع التحالف العربي بضرورة استيعاب الوضع في اليمن بشكل صحيح , ما يجعلهم قادرين على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب , لأن اتخاذ القرار الصحيح بشكل متأخر سيكون لها اعباء يتحملها التحالف العربي . ما حصل بين الحوثيين وعفاش من جهة والجنوبيين من جهة اخرى في الجنوب هو حرب بين بلدين لا زالا رسميا بلداً واحداً لكنهما عمليا ونفسيا قد عاد الى وضعهم السابق ولم يبقى سوى ان يستوعب الجيران ذلك فيرتبان لإخراجه بطريقة تؤسس لمرحلة يمكن من خلالها بناء جوار بنّاء بين الدولتين وكذلك حفظ حقوق جيران الدولتين ، بينما ما يحصل في الشمال هي حرب اهلية بكل ما للكلمة من معنى , ومن اراد ان يتأكد من ذلك عليه ان يتحقق من طبيعة وخلفيات المقاتلين في ابوتعز , من يتقاتلوا في تعز هم ابناءتعز نفسها مع دعم يأتي لفصيل الحوثيين التعزي من شمال الشمال , ولهذا السبب مسألة تحرير تعز اصبحت مستعصية , وحتى في حال تم تحريرها , فلن يتحقق لها الامن وسيظل الحوثي وعفاش جاهزين لأستعادها عند اول فرصة , وينسحب هذا القول بكل تفاصيله على ما يحصل في اب وبقية مناطق الشمال . هذه هي الصورة بكل بساطة يا قيادات التحالف العربي , ولابد من فهمها بهذا الشكل لكي يتم معالجتها المعالجة الصحيحة فتكرار سقوط المناطق في الشمال بيد الحوثي بين عشية وضحاها , هو من باب التكرار الذي يجب ن يعلم الشطار في التحالف فيستوعبوا القضية استيعابا واعيا يفضي الى قرارات صائبة وواقعية والتخلص من اكبر ابرة تخدير يحقن بها التحالف بشكل مستمر , قوى الفساد الموجودة في الرياض والتي تدعي انها تقاتل الحوثيين وانهم قادرين على هزيمته وبناء دولة مدينة متحضرة في الشمال يأمن الجار بوائقها , فيما هم يعيدون انتاج قوى الفساد القبلية نفسها بشكل متكرر عند كل هزة تتعرض لها .