عندما بدأنا كإعلاميين جنوبيين في استخدام مفردة (المقاومة) كنا نقصد فحواها لغةً واصطلاحاً، فالشمال كان حينها يهاجم الجنوب ، والجنوب كان يقاوم الغزو الشمالي والأحتلال الشمالي والتدخل الشمالي. الغريب أن المستثقف الشمالي ألتقط المفردة واستخدمها دون وعي، فنخب الشمال بطبيعتها متطفلة على الحالة الثقافية، وحقيقة الأمر لا توجد في الشمال ما نستطيع وصفه بالحالة الثقافية أو (الوسط المثقف)، فكل ما يوجد هناك هو عباره عن محاولات استثقاف أو أشباه مثقفين، ولم تتحول تلك الثقافة إلى ممارسة عملية، لذا نراهم لا يبدعون جديداً بل نراهم دائبين على الحفظ والتكرير الببغاوي لعبارات واقتباسات الأدب العربي والعالمي.
قامت تلك البؤر المتطفلة على الثقافة باستنساخ فج لمصطلح المقاومة (الجنوبي) وتعليقه على دكاكين التسلح الشمالية بعد ظهور التحالف العربي المؤيد للشرعية ، لتبرر مخططات لا شأن لها بالأسم والمسمى، تلك الدكاكين بات شعارها الدفاع عن الشرعية ضد الانقلاب (كيف يكون الانقلاب جيشاً والجيش الشرعي مقاومة؟)، هذا السؤال الأول، والسؤال الثاني (تقاومون من؟ وماذا؟ ولماذا؟) هل هو احتلال القادم!، هل هم من خارج نسيجكم الاجتماعي!، هل هي مقاومة لأنكم لا تريدونهم أن يدخلوا أرضكم أو يمروا بها!. والحقيقة تقول أنهم أخوة وسمحوا لهم يوماً ما بالمرور لاحتلال الجنوب تحت ذريعة حماية الشقاة الشماليين في الجنوب (كما اقنعهم بذلك الشيخ صادق ابو شوارب) عند أول زيارة له لتعز.
لكنها العاهة المستديمة التي يعانيها المستثقف الشمالي والتي يحاول تغطيها بسرقة الحقوق الفكرية لغيره حتى يحافظ على الباكت المثقف للسلعة (القبيلية، العسكربة) تلك السلعة تطالب صنيعتها من أشباه المثقفين دوماً بإضفاء غطاء ثقافي للتحرك النهبوي وهو ما يحصل الان.
اليوم لازالت تلك الطفيليات تحاول تمرير مغالطاتها على البسطاء شمالاً ، بكثير من المفاهيم سواءً تلك المرتبطة بالحرب، أو المتعلقة بالوحدة أو كتابات بعض الاطفال المشوهين الذين لم يجدوا ملاذاً أمناً يأويهم إلا في عدن، ويتناولون بغزارة شاءعات سقوط عدن أو بعض مناطقها بيد القاعدة تارة وتارةً أخرى بيد داعش ولعلهم يوماً يكتبون أن عدن باتت تحت سيطرة الجيش المريخي.
المهم هي (مقاومة) وكما قال عفاش يوماً: واللي ما يعجبه يشرب من البحر، وكان حينها يقصد الوحدة..