لا يكاد يمر يوماً على مدينة عدن دون أن تتحدث الأخبار عن حادثة اغتيال جديدة لعسكري أوأمني أو سياسي وفي أحيان كثيرة ولا مرئية وتغيب عن الإعلام غالبا يكون مواطنون هم ضحايا القتل والتصفية وترمى جثثهم في مقالب أو شوارع فرعية .. فمنذ انتهاء العمليات العسكرية، وهزيمة مليشيات الحوثي وحليفهم المخلوع صالح ، وطردهم من المدينة ، عادت حالة الانفلات الأمني المرعب الذي سيطرت على المشهد العدني الى يومنا هذا ، وباتت المدينة تصحو وتنام على أصوات الرصاص وأخبار الاغتيالات. حيث تصاعدت في الآونة الاخيرة جرائم الاغتيالات في عدن ولم تشهد الحالة الأمنية تحسنا يذكر عقب عودة الرئيس هادي وبعض الوزراء إلى المدينة حيث لم تملأ عودة هادي الأسبوع الماضي، الفراغ الأمني الذي يعصف بالمدينة، و لم نرى اي تعامل جدي من الحكومة الشرعية او من السلطات الامنية في عدن الذي اكتفت بالحديث في الاسابيع الماضية عن محاولاتها لضبط الأمن، واعتقال بعض الخلايا، وتعلن عن الجهات التي تقف خلف تلك الجرائم، دون أن يؤثر ذلك على الأرض في تقليل حدة الانفلات حيث شهدت في الآونة الاخير اعلى نسبة اغتيال اي في اليوم الواحد منذ توقف العمليات العسكرية .. وأوجدت ظاهرة الاغتيالات التي انتشرت و بشكلاً مخيف في عدن وبعض المحافظات الجنوبية المحررة ، انقساما لدى الرأي العام، فبينما يرفع البعض أصابع الاتهام نحو المخلوع والحوثيين، يؤكد آخرون مسؤولية تنظيم القاعدة، الذي له سجل حافل بعمليات اغتيال الكوادر الأمنية والعسكرية في المحافظات الجنوبية. وكان الرئيس هادي قد أصدر قرارا أواخر يوليو/تموز الماضي يقضي بدمج المقاومة في الجيش والأمن، لمعالجة الوضع الميداني و ضبط الامن واستعادة مؤسسات الدولة في عدن، وبموجب ذلك تم تشكيل لجنتين من المقاومة والجهات الرسمية، إحداهما للجيش والأخرى للأمن، إلا أن عملية الدمج لم تتم حتى الآن.