انتفاضة طلاب ثانوية الكويتبصنعاء يوم الأحد بتاريخ 22/11/2015 بوجه المعتوه محمد الحوثي عند حضوره ومعه عبدالله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم والفضلي مدير مكتب التربية بالأمانة الي ساحة مدرستهم ورفضهم الاستماع لخطابه وعدم قبولهم لكلامه وارتفاع أصواتهم مرددين النشيد الوطني ( لن تري الدنيا علي أرضي وصيا) وقذفه بالحجارة وتعرض البعض منهم للاعتداء من بعض المعلمين على خلفية ذلك الموقف الصلب والشجاع عكس موقف أعضاء المجلس (الثوري) للقضاء يوم الأربعاء بتاريخ 18/11/2015عند ترأسه اجتماعهم وظهور القضاة أمامه بالذل والهوان والانبطاح بمافيهم رئيس المجلس الأغبري الفاشل بأعماله في أمانة العاصمة أو عمران المنقول لها كعقوبة وجزاء على تأخير الفصل في القضايا وعدم البت فيها .. نعود الى الفعل الشامخ لطلاب ثانوية الكويت الذي يحمل رسائل عديدة لأباءهم المنهزمين نفسيا ممن رضخوا لهذه العصابة التي تريد أن تحكمهم بقوة السلاح وبأساليبهم القمعية بالقتل والترويع والتفجير والتفخيخ للمنازل والمساكن ودور العبادة ، ان أحتجاجهم ناتج عن معاناتهم اليومية من الواقع المرير الذي تعيشه البلاد منذ سيطرة المليشيا الإنقلابية علي صنعاء قبل سنة وشهرين ، ذلك الاستقبال ليس لشخص محمد الحوثي فقط ولكن للحركة المسلحة التي يمثلها بعد أن صادرت حقهم و منعتهم من تنفيذ مثل هذا الأحتجاج في الساحات والأماكن الأخرى والتي تعد من ابسط الحقوق المكفولة للأنسان للتعبير عن رأيه . هذا هو تفكير الجيل القادم تجاه الإنقلابيين بعيدا عن السياسة والحزبية المقيتة ، في الوقت الذي لايمكن لأفراد هذه المليشيا ومناصريهم وأعلامهم وصف هؤلاء الطلاب بأوصافهم التي تعودنا عليها بالدواعش والتكفيريين ، مثل هذه الأوصاف لاتنطبق علي طلاب ثانوية الكويت ومن في مستواهم ،ولن يقبل بها أي كائن حي من بني البشر الا اذا كان حيوان فهذا شأن آخر .. هذا صوت العقل الغائب لدي لأنقلابيين ومناصريهم جاء بعد مضي أربعة أيام على تدخل نفس الشخص في أعمال القضاء والتعليم العالي ايضا دون أن يكون له صفة ، يقابله الموقف الشجاع لطلاب في مقتبل العمر للتعبير عن رفضهم بإستمرار نزيف الدم اليمني ومطالبتهم بوقف الحرب المشتعلة وإعادة الحياة العامة الى طبيعتها وحبهم لدراستهم وحرصهم علي طلب العلم والمعرفة بعد تجرعهم مرارة الزوامل الحوثية التي لاتغني ولاتسمن من جوع وقتلت الكثير منهم بطائرات التحالف أو في جبهات القتال أو بالأمراض الفتاكة القاتلة بسبب شلل المرافق الصحية وأنعدام الأدوية والعلاجات التي يحتاجون لها. هذا موقف عظيم لطلاب اليمن يفتخر به كل يمني علي رفضهم لهذه العصابة المسلحة ورفضهم اشكال الذل والهوان دون ان يكون لهذا الفعل أي ترتيب مسبق فهو عمل عفوي وردة فعل طبيعية نابعة من حجم المعاناة ، عكس موقف رجال الحق والعدل والقانون من أعضاء مجلس القضاء الذي تناولته وسائل الاعلام دون اعتراض منهم علي حضور الحوثي اجتماعهم مع أنه تدخل سافر بشئون العدل والقضاء الذي يعد جريمة يعاقب عليها ولا تسقط بالتقادم. والسؤال الذي يطرح نفسه .. أيهما وضعه وموقفه أفضل ؟ هل موقف طلاب مدرسة الكويت؟ أم أعضاء مجلس القضاء الثوري ؟! وهل لازال يؤتمن عليهم تحقيق العدل والمساواة بعد موقفهم المخزي هذا ؟ لن نجيب علي هذه التساؤلات المثارة ونتركها للمهتمين بالشأن القضائي ، مع أن الأولي بهؤلاء المتحوثين من القضاة أن يستتروا من الابتلاء بعدم عرض اجتماعهم في وسائل الإعلام ، لكنهم مفتضحين، ربنا أراد اظهارهم للشعب بصورتهم القبيحة ،بموالاتهم لهذه العصابة ، بأنهم عمال لديها يأتمرون بأمرها ، وليسوا قضاة مستقلين ، انما تابعين كعمال بالأجر اليومي ( كل اناء ينضح بما فيه ) يمكن وصفهم بالخلايا النائمة تنشط في هذه الظروف كشريك مع المليشيا بالعمل من مواقعها التي قبلت به ، بتدمير القضاء وهدم بنيانه والعبث بقضايا الناس المنظورة في المحاكم والنيابات وتوجيه أعمالها بما يتناسب ورغبات الأنقلابيين. ويرى الكثير من القانونيين بأن ما يجري حاليا في اليمن من هدم للقضاء لم يحصل في العديد من البلدان التي تتشابه أوضاعها مع اليمن مثل ليبيا و سوريا فلا زال أطراف الصراع هناك متفقين عل عدم المساس بالقضاء وتجنيبه أي صراع سياسي نظرا لخطورته علي الحياة العامة وصعوبة ترميمه من آثار الصراع في المستقبل ، لكن الجهل في اليمن يريد أن يقضي. علي كل شيء. اذا الفرق هنا واضح بين الآباء (أعضا مجلس القضاء ) وبين الأبناء (طلاب ثانوية الكويت) بين الجيل القادم المسلح بالعلم والمعرفة وبين القديم المحشي بالجهل والخرافات والذي يظهر من خلاله الفارق الجوهري المتمثل بتلوث العقول وفسادها وهذا هو اساس المشكلة التي أوصلت اليمن الي هذه المرحلة من الصراع والإقتتال، أربعة أ يام فقط بين أجتماع الحوثي بالقضاة وطلاب ثانوية الكويت، فقد وضحت الصورة للجميع، بتفريط القضاة بإستقلال القضاء والتدخل في أعماله رغم الأدوات المتوفرة لديه ، أو قفت أعمال المحاكم والنيابات أ شهر متتالية لتحقيق مطالب مادية ،واليوم يدمر القضاء بمعول الإنقلابيين ولا صوت لكم ياسبحان الله .. نقول لكم يا قضاة اليمن أن لم تحافظوا على مكانة القضاء بصمودكم فإن الجهل والتخلف سيقذف بكم الي مزبلة التأريخ ، موقف الطلاب بوجه الحوثي عند حضوره الى مدرستهم أشجع وأفضل من موقفكم عند حضوره اجتماعكم وموقفكم السلبي هذا حط من مكانتكم وقدركم وظهرت صورتكم للناس على أنكم متعيشين تبحثوا عن مطامع الدنيا ، تخافوا قول الحق أمام جاهل جائر، لا تصحلوا لتولي القضاء مالم تعودوا الى صوابكم ، فالفرصة لازالت أمامكم مواتية لمراجعة موقفكم للتحرر من الذل والهوان الذي انتم فيه وتصنعوا موقف يعيد للقضاء اعتباره ومكانته يسمع به الداخل والخارج .