لأول مرة في كتاباتي أدخل عرين الرياضة والرياضيين المجال الذي لا أفهم فيه شيئاً لكني دخلته لأني تألمت كثيراً للوضع المعيشي الذي يكابده الكابتن حسين جلاب محمود أحد أعمدة المنتخب الوطني لكرة القدم والمنتخب العسكري للقوات المسلحة في زمن اليمن الديمقراطية ، فقد قضى سنوات شبابه يصول ويجول في ملاعب كرة القدم على مستوى الساحة الوطنية وفي مباريات المحافل العربية والدولية ، وخرج من هذه الملاعب صفر اليدين ، ولم يحصل حتى على معاش تقاعدي يعينه في معيشته ، الأمر الذي أوصله إلى مرحلة الإحباط الشديد . التقيت به في التواهي بعد صلاة المغرب ودار حديثي معه حول المعاناة والإحساس بالمرارة والألم نتيجة إهماله من قبل الجهات المعنية .. فقد قضى معظم حياته في خدمة كرة القدم مابين الملاعب ومعسكرات التدريب وخدمة القوات المسلحة في مجال التدريب الرياضي ولم يكمل دراسته الجامعية بعد الثانوية ظناً منه أن الكرة يمكن أن تكون مهنة العمر خاصة وأنه كان من أبرز اللاعبين على مستوى الوطن ومنذ وقت مبكر من عمره ، غير أنه أكتشف بعد مرور سنوات شبابه ما لم يكن يتوقعه من النكران والجحود ويصبح عاطلاً عن العمل بلا راتب ولا معاش تقاعدي وفي مهب الريح . هذا اللاعب فضلاً عن كونه من أبرز لاعبي المنتخب الوطني قبل الوحدة عام 1990 م كان مدرباً لمختلف أنواع الرياضة العسكرية مع القائد الراحل الباخشي قائد مليشيا عدن ومع الراحل محمود صالح قائد الشرطة العسكرية التي كانت من أفضل فرق القوات المسلحة في هذا المجال ، وكان أيضاً من أحسن لاعبي منتخب آسيا عام 1975م ضمن المجموعة التي تضمه إلى جانب جميل سيف وأبوبكر الماس وعوضين ،، كما عمل في إدارة الرياضة والألعاب العسكرية بالقوات المسلحة في العاصمة عدن للفترة من عام 1975 حتى عام 1986م برقم مدني ( أ / 881 ) وخرج في أعقاب أحداث يناير المشئومة من عدن بسبب تلك الظروف المأساوية ، ثم عاد بعد عام 1990م مع العائدين لكنه وجد أن رقمه المدني معطل ولم يعد ساري المفعول ، ولا يستطيع به العودة إلى عمله في الرياضة والألعاب العسكرية ، وظل متمسكاً بالأمل لعل وعسى ، وطرق كل الأبواب لتحقيق ذلك بدون جدوى .. لم يشفع له ما قدمه من عطاء ولم تشفع له شهاداته التقديرية من الإتحاد الرياضي العسكري بأنه شارك في تطوير وتفعيل الرياضة العسكرية والحركة الرياضية عموماً حسب تأكيد مدير الإتحاد آنذاك العميد يحيى محمد الكحلاني عام 1997م ولا كذلك التأكيد والتوصية عام 2005م من قائد المنطقة العسكرية ، ولا أيضاً من العقيد أكرم حسن مدير إدارة الرياضة والألعاب العسكرية في عدن عام 2006م .. كل ذلك لم يشفع له العودة إلى عمله ومرت السنوات وهو يلف ويدور ويرجع خائباً إلى المربع الأول. وبعد الحرب العدوانية لمليشيات الحوثي والمخلوع ضد الجنوب وبالذات عدن وخروجها بهزائم منكرة تجر أذيال الخيبة ، برز أمل جديد للكابتن حسين جلاب عندما لبى نداء الواجب في انضمامه إلى جموع العسكريين المسرحين قسراً والقدامى لتكوين نواة للقوات المسلحة الوطنية ليكون فرداً من أفرادها ، وسجل اسمه لدى اللواء العمودي المسئول العسكري لشئون الأفراد في مدينة الشعب بمحافظة عدن عبر مدير مكتبه فضل السيد ، لكن حتى هذا الأمل تبخر وذهب أدراج الريح ولم ير النور . إن من حق الكابتن حسين جلاب محمود أن يُصرف له راتب أو معاش تقاعدي يضمن حياة كريمة له ويساعده على العيش الكريم بقية حياته دون الحاجة لأحد ، وثقتنا كبيرة في الله أولاً ثم في الشخصيتين المحبوبتين وزير الشباب والرياضة الأستاذ نايف البكري ومحافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد اللذين يعرفان هذا اللاعب جيداً عن قرب ولا يمكن أن يقفا موقف المتفرج أو يرضيان بالظلم الواقع عليه دون أن يحركا ساكناً بعد هذا التذكير .. فالوقت قد حان للوقوف إلى جانب هذا النجم وإعطائه ما يستحق نظير ما أعطى .. مرة أخرى حان الوقت قبل أن يبتلعه النسيان .