( دوام الحال من المحال ).. دوماً ما تتملّكني الدهشة حينما أفكر في هذه المقولة لأجدها تبقى استثناءً في حالة ( الكهرباء ) عندنا، إذ لا بدّ أن تنقضي الأعوام الكالحة لتبقى الكهرباء على سوئها.. ينطبق عليها قول الشاعر: لو تراه علمت أن الليالي ** جعلت فيه مأتماً بعد عرس.
ومن تعاجيب الأيام أن يحدثونا أن سبب إطفاء الكهرباء خلال فترة النهار بسبب نفاد الزيت والفلتر.. ثم ماذا بعد الزيت والفلتر..؟؟ وماذا نصنع ببقيية الاحتياجات السابقة..؟؟ جاء الزيت فنفد المازوت.. جاء المازوت فنفد الفلتر.. جاء الفلتر.. تعطلت المولدات.. ومنذ ذلك الحين ونحن ندور في دائرة مفرغة.. ولولا أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي رفعت حجاب الجهل عن الناس.. لاستمروا في خداعهم المفضوح.. والعجيب أن بعض الأعذار والمخارج باتت ممجوجة وغير مستساغة وتدخل في باب ( لن تنطلي ).
إنني صراحة أعتقد أنّ العمل في محطاتنا الكهربائية يمشي بالبركة.. فمن غير المعقول إطلاقاً أن ينفد شيءٌ ما في محطات التوليد دون أن يتم التنبه له وإخطار الجهة ذات الاختصاص قبل نفاده بوقت مناسب.. وما يدعو للغرابة أن القوم استمروا في هذه اللعبة ( البايخة ).. وهنا نستطيع أن نحدد سبب المشكلة بهذه الكيفية.. لأنهم ( هم ) من جعلها في هذا الإطار.. بينما أثبتت الأيام أن وراء الأكمة ما وراءها.. وقد بدا واضحاً لكل ذي عينين.. فافتحوا أعينكم جيداً.
كل ما سبق ربما لا يدركه الناس.. لكن السؤال الذي يلح المواطنون في طرحه.. هل سيتغير برنامج إطفاء التيار الكهربائي..؟! ومتى ستبدأ الخطوة الأولى لإيقاف هذه المهزلة.. لقد ملّ الناس حكاية الأعذار.. ويريدون أن يسمعوا نبرة مبتهجة.. ومضة أمل.. يريدون محاربة عقدة الماضي بقرارات الواقع المأمول.. لكن ما يحدث دائماً هو العكس تماماً.
ومع عودة المحافظ إلى أرض الوطن بعد أن طوحت به الأقدار من قبل.. نأمل أن يعمل برفقة الخيرين على إزالة آثار السنوات العجاف التي أصابت كل مرفق من مرافقنا الحيوية والتي منها الكهرباء.. والوقوف ضد ما نراه اليوم من فوضى وفساد.. دون أن نطالبهم بالتأكيد على القفز على الواقع.. وندرك تماماً ما تعيشه الساحة السياسية من اضطراب وتخلخل.