منذ انطلاقة الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد أو بالتحديد منذ السنة الثانية للحرب تشكّلت هناك قوى وتنظيمات متعددة مناهضة تقاتل جيش الأسد, منها المعتدلة ومنها المتطرفة وخلال سنوات الحرب والى يومنا هذا لم تستطيع هذه القوى توحيد صفوفها في إطار جبهة قتاله مشتركه وهذا ما اضعف قوتها في المعارك بالإضافة إلى أسباب أخرى وبالتالي أعطى هذا الوضع المفكّك في صفوف المقاومة المتعددة الأطراف والموحدة في الهدف الفرصة إلى توافد الإرهابيين من بلدان مختلفة إلى سوريا , مما عزّز هذا موقف الأسد الذي اتخذ من شعار محاربة الإرهاب (حتى قبل ان يتوافد الإرهابيون إلى سوريا) ذريعة من اجل ان يتعاطف معه العالم ويقف إلى جانبه أو على اقل تقدير تحييده ومع مرور الوقت حتى أصبح اليوم الوضع الميداني والسياسي أكثر تعقيدا وأصبح خيار كثير من الدول التي كان لها في السابق موقف واضح ومعارض للأسد, أصبحت هذه الدول ترى ضرورة التنسيق مع نظام الأسد كأولوية قصوى لمحاربة داعش وهذا ما كانت تخشاه المقاومة السورية الحقيقية المعتدلة - اليوم الوزير الأمريكي كيري يلمّح بهذا الخصوص إي بمشاركة جيش الأسد مع المقاومة المعتدلة في محاربة الإرهاب - لو نظرنا اليوم للمشهد والسيناريو السوري لوجدنا وجه للتشابه نوعا ما مع الوضع في الجنوب مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الهدف وجذر المشكلة الأساسية لكلاً منهما والأسباب التي أدت إلى نشوب الحرب, نلاحظ ان جوانب التشابه كثيرة ومنها على سبيل المثال الآتي: - 1-شعار محاربة الإرهاب الذي رفعه بشار الأسد هو نفس شعار الحوثي وعفاش الذي رفعوه في حربهم على الجنوب - 2-بوادر ميول مواقف الغرب تتجه صوب التنسيق مع نظام الأسد في محاربة الإرهاب حتى وان جاءت هذه المواقف لبعض الدول متأخرة لكنها اليوم تصب في هذا الاتجاه, أيضا نلاحظ ان هذه الدول تدعم الحوثيين ومنذ فتره ليست بالقليلة تحت يافطة محاربة الإرهاب والموقف الأمريكي لا يخفى ومعروف في هذا الأمر - 3-تعدّد أطراف المقاومة هنا وهناك وانعكاساته السلبية على ارض الواقع - 4-وجود جماعات إرهابية تتخذ في الظاهر بأنها تقاتل نظام الأسد بينما هي باطنها ومنذ اليوم الأول لظهورها تقاتل المعارضة المعتدلة وهذا نفس السيناريو في الجنوب إي ان هذه الجماعات تظهر وتنتشر وتعبث وتقتل حينما يكون الحوثيين في موقف ضعيف ومأزق وتسعى هذه الجماعات إلى إنقاذهم حينما تتطلّب الضرورة - 5-لم تتفق الأطراف المعارضة في سوريا بتشكيل حامل سياسي يمثل جميع قوى المعارضة وهذا ما نشهده في الساحة الجنوبية التي عجزت قواها ونخبها الجلوس مع بعضها والخروج بحامل سياسي يمثل الجنوب في إي حوار ويعكس تضحيات وانتصارات المقاومة التي حققتها في الحرب على ارض الواقع - لا نستبعد في المرحلة القادمة ان استمرت النخب الجنوبية مشتّته وغير قادرة على إفراز قياده سياسيه , لا نستبعد بأن يتدخل العالم إلى جانب الحوثيين لمحاربة ما يسمى بالإرهاب الذي يعتبر الذراع العسكري الخفي للحوافيش خاصة وان مناطق جنوبيه تسيطر عليها هذه الجماعات الإرهابية وربما ستلحقها مناطق أخرى ان لم يصحى الجنوبيين