أربعة أشهر مضت تقريباً منذ تحرير عدنوالمحافظات الجنوبية الاخرى. ولكن للأسف الشديد لا يزال التخبط هو المسيطر على مختلف الأصعدة. باستثناء الهلال الاحمر الاماراتي فهي الجهة الوحيدة التي تمشي على الارض بخطوات واثقة ومفيدة ويتضح ذلك من خلال ما يقدمونه من خدمات جليلة لعل ابرزها حتى الان هو اعادة تأهيل مدارس عدن التي دمُرت اثناء الحرب ..
الشيء المؤسف ان اهل الارض وخصوصاً من هم في مواقع القرار سوى الذين هم في السلطة او من هم في المقاومة الجنوبية او منظمات المجتمع المدني او قيادات الحراك الجنوبي او قيادات الاحزاب وغيرهم .. كل اولئك لم يستطيعوا تحمل المسئولية ومواكبة ما يجري على الارض واستثمار الفرص المتلاحقة . وكل جهة منهم تضع اللوم على الجهة الاخرى دون ان تقدم هي شيئاً يذكر !
هناك حماس كبير عند كثير من الشباب العدني والجنوبي ويستطيعون ان يقدموا الكثير بل ويتمنون ان يخدموا شعبهم بأفكارهم ويترجمونها على الواقع . هناك عقول سليمة تريد ان تبني تريد ان تصنع تريد ان تزرع تريد ان تنتج... لكن لم تجد من يحتضنها للأسف الشديد. قد يقول قائل لماذا لم تجد من يحتضنها؟ أقول لأن الجميع مشغولون بسفا سف الامور. فهذا مشغول بالبسط على الاراضي وذاك مشغول بالحفاظ على المنصب مهما كلفه ذلك من ثمن وأخر مشغول برفع الكشوفات من أجل استلام الدعم من التحالف وأخر مشغول بنهب مواد الاغاثة .. ! وتركوا الأمور سائبه . ولولا لطف الله بعبادة لما سارت الأمور بالبركة في العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب ولعل احداث أبين الاخيرة خير دليل على ما نقول . ايها السادة الم تتعظوا من الويلات والمآسي التي مرت على هذا الشعب المغلوب على أمرة . فلوا رجعتم الى الوراء قليلاً وتفكرتم في تاريخ من سبقوكم وكيف انهم بسبب طيشهم السياسي اضاعوا وطن بكل ما فيه . وها نحن اليوم نلعنهم لعنا كثيرا لأن تفكيرهم كان محصورا على مصالحهم ومناصبهم ولم يفكروا في وطنهم وشعبهم. وبسبب ذلك التفكير الأرعن أوصلونا الى هذا المستنقع النتن. فكم قدمنا من الشهداء وكم جرحى وكم اسرى وكم شباب عاطلين عن العمل وكم مرضى نفسيين وكم خبرات طردت من مرافقها قسراً وكم مصانع دمُرت وكم أجيال تم تجهيلها عمداً حتى ان الطالب يتخرج من الثانوية العامة وهو لا يحسن القراءة والكتابة وكم نهبت اراضي وكم اطفال اختطفوا وتمت المتاجرة بهم وبأعضائهم البشرية ووووالخ كل ذلك بسبب السياسات الهوجاء والعشوائية الرعناء. فمتى ستفيقون من سباتكم الطويل وتضعون مصلحة وطنكم وشعبكم قبل مصالحكم الشخصية ؟ وقبل الختام ينبغي على الجميع تحمل المسئولية تجاه الوطن والشعب كلاً بحسب مركزة السياسي والثقافي والاجتماعي .. ومن تخاذل عن تقديم ما يستطيع ان يقدمه لأهله ومجتمعه فسيلعنه التاريخ والناس أجمعين. وتحيه خاصة لدولة الامارات قيادةٍ وشعباً على ما يقدمونه لنا ولوطننا . وتحيه لكل مناضل شريف في طول الوطن وعرضه.