شكل رئيس البلاد لجنة للتحقيق في إغتيال محافظ عدن. تخيلتُ نفسي رئيسها.. فوراً دعوتُ لعقد إجتماع طاريء استمر 10 دقائق طويلة عريضة وخرجت بتقرير مفصل عن الحادث في أقل من صفحة ويحتوي على الآتي: الحادث حصل بعد سلسلة من حوادث الإغتيالات في مدينة عدن وحالة واسعة من الإنفلات الأمني وغياب كامل للدولة ومؤسساتها الأمنية والمدنية.. فلا وزارات تعمل ولا مؤسسات تعمل ولا مرافق تعمل والكل مغلق والكل تائه.. لا نيابة ولا قضاء ولا محاكم ولا مراكز شرطة ولا رجال أمن ولا دوريات أمن منتظمة.. مداخل عدن ومخارجها مفتوحة على مصراعيها للمتسللين والمندسين والخلايا النائمة والصاحية والسلاح خفيفه والثقيل في البيوت وفي الشوارع وفي الأسواق وفي المخازن وفي الأوكار .. والمسلحين بكل مسمياتهم وبكل مآربهم يسرحون ويمرحون بسلاحهم الخفيف والثقيل وكل واحد يعبث بما يريد ويفرض ما يريد.. والناس يموتون يومياً وبأسهل مما تموت به نملة ولا من يلاحق ولا من يطارد ولا من يداهم.
لجان التحقيق عادة تُشكل عندما تكون هناك دولة تعمل بكل مؤسساتها المدنية والأمنية وتحصل حوادث عارضة فتُشكل لجنة تحقيق لتحديد موطن الخلل والقصور الأمني.. أما في مثل حالتنا هذه فالأمر يتطلب أكثر من تشكيل لجنة.. الأمر يتطلب وعلى وجه السرعة تأسيس دولة جديدة تحترم نفسها وتحترم مسؤولياتها.
عدن بمديرياتها الثمان مساحتها قد تكون 30 كيلو في 30 كيلو.. وسقوطها الأمني في مساحتها المتواضعة هذه يعكس عجز وفشل دولة تمزقها خلافات ويعبث بها الهبل والبلادة وينخرها الفساد من ساسها إلى رأسها وإن توسعت إجتماعات وتعددت بيانات وكثُرت توجيهات.
أمن عدن بات خارج السيطرة.. حقيقة واقعة نلمسها كل يوم ولم يعد بمقدور دولة ممزقة فاشلة فاسدة فعل شيء والأمر يتطلب نظرة جديدة وعمل جاد وسريع ومدروس ومنظم يشارك فيه أبناء عدن وإقليم عدن من جيش وأمن ومقاومة وشباب متوحدون بدماء جديدة وعقول جديدة وثقافة واسعة جديدة في منظومة متوحدة ومؤسسة أمنية واحدة بكلمة واحدة وقيادة واحدة وهدف واحد وهو (أمن عدن) برعاية ودعم أشقاءنا في السعودية والإمارات تدريباً وتسليحاً وتأهيلاً وقيادة..بعيداً عن الفاسدين الفاشلين بقايا نظام صالح والدولة الفاسدة الفاشلة.