شعرت بحرقة في قلبي وقهر يوم امس بعد حادثة اغتيال شهيدنا اللواء #جعفر محمد سعد محافظ عدن وزاد من قهري وحرقتي الاجتماع العاجل الذي دعا اليه رئيس الجمهورية مع بعض اعضاء حكومته المتواجدين بعدن والسلطة المحلية والامنية فالقرار الذي اتخذه بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الحادثة ومعرفة المتسببين هو قرار لم اتوقعه ولم يتوقعه احد في عدن لأنه قرار الشخص الضعيف الذي يعرف كل شيء ويتعمد ان لا يعرف شيء فالمتسببين اعلنوا عن انفسهم عبر موقع منسوب اليهم بانهم من نفذوا العملية مدعمين اقوالهم بالصور في موقف القوي الذي لا يخشى شيء . ويتضح جليا صور الحاضرين في الاجتماع الرئاسي انه امتزج شعورهم بالحزن والخوف معا من ملاقاة نفس المصير والتي باتت تهدد الكثير من الشخصيات والعسكريين والنشطاء وبشكل يكاد يكون شبه يومي مؤخرا في ظل انفلات امني متعمد وارض رخوة غير امنة سهلت على انتشار المسلحين في كل مكان، فقد كان الاحرى ان يتخذ الرئيس يوم امس قرارات عاجلة مثل دمج المقاومة الجنوبية بالجيش والامن وبشكل فوري والقبض على كل المشتبهين ويسهل عليهم معرفتهم والتحقيق معهم فهذه القرارات كبداية كانت لتخفف من مقدار الحزن والمعاناة التي لحقت بأهل وسكان عدن ولبثت في نفوسنا القوة والحماسة للنهوض من جديد من أجل استئصال هذا المرض الخبيث الذي اصبح يفتك باهلنا وناسنا واحد تلو الاخر ولكانت روح شهيدنا المحافظ جعفر محمد سعد ستنام بسلام لأنه العدل والقصاص سيأخذ مجراه لتقديم القتلة للعدالة . شهيدنا الراحل جعفر محمد سعد العدني الاصيل الذي عاد الى عدن بعد عقدين من الزمن لأجل عدن لتحريرها من القوى الظالمة وقبل بعدها بمنصب المحافظ في ظل هذه الظروف الصعبة وهو يعلم بطبيعته وخطورة المرحلة ليس حبا في الكرسي ولا الرئيس وانما لأجل هذه الارض التي ولد وترعرع وتربى ودرس فيها مع اهلها وناسها وله من الذكريات الجميلة الكثيرة كغيرة من الشرفاء من اهل عدن بعد ان اضطر مغصوبا على فراقها عام 94 وعاد اليها في 2015 م ذلك المحافظ جعفر محمد سعد الذي رأيناه منذ اول يوم بين الناس في الميدان لحل مشاكلهم والتخفيف من همومهم ومعاناتهم شاهدناه في المدارس في المستشفيات في المياه في الاحياء الشعبية مع الفقراء والبسطاء والمستضعفين وابناء الشهداء ومع الاطفال ورأيناه في جلساته التي كان يدعو اليها لكل المديريات وفي جلسات المقيل حيث كان يلبس الكوفية الزنجبارية والفوطة (الازار) الذي يرمز للهوية العدنية والبساطة والانتماء لهذه الارض . لم يسكن في قصر معاشيق المحصن كما فعل الكثير من المسؤولين ولكنه احب ان يسكن بين الناس ووسطهم في مدينة التواهي - جولد مور فنال الشهداء واصطفاه الله كما يحب من عبادة الطيبين رحمة الله عليك شهيدنا الراحل اللواء جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن ولا نامت اعين الجبناء