قال رئيس اليمنالجنوبي الأسبق حيدر أبوبكر العطاس، مستشار الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، إن «تصدر الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المشهد في الشمال إلى جانب البعد القبلي، هو ما أخّر الحسم العسكري أمام تحرك جماعة الحوثيين، على عكس اليمن الذى يمكن القول إن محافظاته تحررت من الهيمنة الحوثية». وأضاف «العطاس»، خلال استضافته بصالون أحمد المسلماني الثقافي مطلع الاسبوع الحالي أن «عملية عاصفة الحزم، التي خرجت للدفاع عن الشرعية في اليمن، عقب انقلاب جماعة الحوثيين التي تتحرك بأوامر من الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، كانت ضرورية ومهمة، ولكنها نجحت بشكل كبير في مدن الجنوب ولم يتبقَّ فقط إلا نحو 3 جيوب للحوثيين، لأن مسلحي حزب الإصلاح (الإخوان) وقوات على محسن الأحمر تصدرت المشهد وهى التي تقاتل قوات الحوثيين وصالح، والشعب اليمنى في الشمال لا يرى فارقاً بين الإخوان والحوثيين». وتابع: «سطرة القبيلة في الشمال هى سبب تأخر الحسم أيضا، فالأشخاص يتحركون ضد الحوثيين في إطار قبلي، القبيلة تحشد ضد القبيلة الأخرى، ويحسبون قتلاهم للأخذ بالثأر فيما بعد، وهذه مشكلة كبيرة في الشمال». وقال «العطاس» إن الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح كان قادراً على القضاء على جماعة الحوثيين خلال الحروب التي خاضها معهم، لكنه كان يبقى عليهم كقوة احتياطية حامية للمذهب الزيدي، مشيراً إلى أن الأزمة ليست في هذا المذهب ولكن في محاولة الاستحواذ والهيمنة العسكرية مدعومة به وبالبعد القبلي، وهو ما كان يرفضه جنوباليمن. واستطرد: «صالح» أبقى على الحوثيين حتى جاء الوقت واستعان بهم في التحركات الأخيرة. وقال «العطاس» إن «اليمن خاصرة الجزيرة العربية، والأزمة زادت بسبب علاقة الحوثيين بإيران، ولو سقط اليمن، فإن ذلك سيكون كارثة مخيفة على الإقليم، وعلى الدول العربية ككل»، مشيراً إلى أن تنظيم «القاعدة» في اليمن صناعة محلية وكان يستخدم لخدمة أجندات سياسية وقال: «إن الجماعات المسلحة في اليمن، التي اغتالت محافظ عدن قبل يومين، هم بالأساس قوات الأمن السياسي اليمنى التي يحركها على عبدالله صالح»، مؤكداً ضرورة استمرار التحالف العربي في مهامه إلى حين إنجازها، وضرورة إيجاد حل لمشكلات الجنوب، وطالب بتبنى نظام فيدرالي بين أقاليم اليمن في إطار كونفيدرالية بين شمال اليمنوجنوبه، وإعادة إعمار اليمن. وشدد «العطاس» على أن عدم حسم أزمة اليمن سيبقى اليمن مشتعلاً، والوضع فى المنطقة العربية متفجراً، مضيفاً أن «أمريكا فيما يتعلق بمسألة وقف الحرب لا تحمل نوايا طيبة، فهناك من يدعو لحرب طائفية فى اليمن وهذا أمر خطير جداً، وهناك من يدعو لتقسيم اليمن ليس كدولتين إلى شمال وجنوب بل إلى أكثر من ذلك». وأكد أن مصر نموذج لليمنيين فى كونها استطاعت إنقاذ نفسها مما خطط لها بعد ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن الربيع العربى لم يؤد إلى تغيير صحيح فى اليمن. *من محمد حسن عامر