جبل الكثير من الناس على النصب والاحتيال مستغلين ذكاءهم وغباء ضحاياهم وطمعهم. و«هيك» أغبياء وطماعين، يستأهلون «هيك» نصابين. وإليكم ما تفتقت به عبقرية نصاب في القاهرة عندما استولى على أموال ضحاياه، بأن باع لهم مكعبات «سكر نبات» على أنها أحجار «الماس»، ويقول الخبر الذي قرأته في جريدة «الوفد»: إن ذلك الرجل تمكن من النصب على لواء شرطة، وعضو رقابة سابق، ونائب مدير بنك بالإسكندرية. وجاء في أقوال الضحايا: إن شخًصا كان يقف في منطقة المصارف بشارع «طلعت حرب» في القاهرة، ويطلب من الضحية التدخل لحل مشكلته مع تاجر يريد أن يستغله ويشتري منه الماس بعشرة آلاف جنيه فقط، وفي كل مرة كان المتهم ينجح في خداع الضحية ويدفعها لعرض مبلغ أكبر للحصول على الصفقة، وسرعان ما تتم، (وبين الشاري والبائع يفتح الله). ويبدو أن ذلك النصاب إلى جانب ذكائه كان قنوًعا، فعندما جمع من النقود ما يكفيه، دفعته «حاسته السادسة» إلى التواري عن الأنظار في الوقت المناسب قبل أن تصل الشرطة للمكان للقبض عليه، وهذا هو «وجه الضيف»؛ أي أنهم إلى الآن لم يستطيعوا الوصول إليه و«فص ملح وذاب». وأعجبني منطق المسؤول عندما خاطب الضحايا المشتكين وهم وقوف أمامه، قائلاً: نصيحتي لكم أن «تبلوا السكر وتشربوا ميته» أحسن لكم. *** بالصفوف المتوسطة، فأخذ أخي يبكي قائلاً له: والله لأشكوك لأخوي الكبير لكي يؤدبك، أنت ما تتقوى إلاّ عندما كنت في السنة السادسة الابتدائية في دراستي، يبدو أن أخي الصغير اعتدى عليه بالضرب تلميذ علّي، فقال له: هيا وريني أخوك يا شاطر. وبينما كنت واقًفا بأمان الله بالحوش، وإذا بأخي يأتيني باكًيا وخلفه ذلك «الشحط الجثة» الذي سأله متهكًما: هذا هو أخوك اللي أنت متفلحن به؟! فهز أخي رأسه بكل ثقة وفخر. فما كان من ذلك المتسلط إلا أن يحني إصبعيه السبابة والوسطى ويجعلهما أشبه ما يكونان «بالزرادية»، ثم يطبق بهما فجأة وبكل ما أعطاه الله من قوة، على أنفي، وأخذت أصيح وأفرفط وأقفز من شدة الألم، ولم يترك أنفي إلاّ بعد أن «تهرشمت» غضاريفه، وذهب بعد أن سقطت على الأرض. ولم أملك إلا أن «أحط حرتي» بأخي، وأخذت أضربه وأنا أصيح به قائلاً: مين قال لك تستنجد بي وتدله على مكاني يا حيوان؟! وانضرب المسكين بذلك مرتين؛ الأولى من «الشحط»، والثانية من صاحب الأنف المكسور. وظل خشمي بعدها أحمر متورًما لعدة أسابيع، والآن يحق لي أن أقول: «يا ما جاب الغراب لأمه»