تقسم المصطلحات السياسية الدولية والإقليمية السابقة واللاحقة هذا الشرق إلى الشرق الأوسط ، والشرق الأدنى ( الأقطار في المغرب العربي ) ، والشرق الأقصى ( جنوب شرق آسيا ) . ولا تخلو مثل هذه السياسة القديمة الجديدة الغربية من محاولات تغييب حقيقة تاريخ وجغرافيا الوطن العربي في هذه المصطلحات الاعتراض السياسي أحياناً . وتبقى حقائق التاريخ و الجغرافيا ، في الماضي والحاضر والمستقبل ، وكذلك الإنسان والعصر بظروفه ومناخاته هي للمعنى والمبنى لماهية هذا الشرق الذي نادى وناضل ومازال في سبيل الحرية والعدل ، وكرامة وحقوق الإنسان ، بقيمة ومبادئه الأصيلة و المعاصرة ، تواجه سائر التحديات بإرادة سلمية وإجماع شعبي و وطني عام ، و أكدت وتؤكد المراحل انه الطريق الاصوب و الاصلب مهما تعددت التضحيات . وما يدفعنا إلى سطور هذا العنوان ، هو الإشارة إلى توالي إعلانات سياسية إقليمية و دولية خلال الشهران الماضيان ، سوف نأتي على إيرادها ، وارتباط بعض تلك الإعلانات السياسية بما يدور في وطننا في السنوات الأخيرة لاسيما خلال2015م ، وبعض عناوينها الدائرة في جنيف/2 بمقدماتها ونتائجها المحتملة ... نعم مع بداية شهر أكتوبر 2015م ، نشرة تصريحات سياسية لمسئولين غربيين وتحديداً أمريكيين تقول .. أن العراقوسوريا مستحيل إعادة حدود كل منهما إلى ما كانت عليه في السنوات الماضية ... وفي 27/10/2015م عقد ندوة أمنية في جامعة جورج واشنطن العاصمة الفدرالية الأمريكية ، حضر هذه الندوة مسئول الاستخبارات الفرنسية ناريلجوليه ، ومدير السي أي ايه (المخابرات الأمريكية ) وصدرت عنهما التصريحات التالية : الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى .. إن المنطقة ستستقر مجدداً في المستقبل في آلية خطوط مختلفة . إن الدمار في سوريا وليبيا و العراق واليمن يصعب تخيل حكومة مركزية في هذه الدول .. إن الحل العسكري مستحيل في هذه البلدان .. من الخطأ الذهاب مباشرة نحو البحث عن تسوية نهائية في الوقت الراهن .. بحسب اعتماد إستراتيجية الخطوات الصغيرة ... وعبر السعي إلى : (1) لخفظ درجة الحرارة . (2) خفض حدة النزاع . (3) بناء بعض الثقة بين الأطراف المتنازعة القابلة بالحلول ، و الراغبة بالوصول إلى تسوية سلمية .. الخ والسؤال مننا أيضاً ... أين المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في قضايا الشرق الأوسط القديم والجديد ؟!!!! في 30/10/2015م عقد مؤتمر أمني أكبر من إقليمي في البحرين ومعلنة مخرجاته . وفي أوائل نوفمبر 2015م عُقدت ندوة سياسية أمنية في دولة الإمارات العربية المتحدةابوظبي محورها السياسي والأمني تواصل مع ماقبلها في مؤتمر البحرين وما قبله . وكانت ضمن استخلاصات هذه الندوة كما أشار إليها الكاتب القدير الوطني الكويتي المعروف / الأستاذ محمد الرميح رئيس التحرير السابق لمجلة العربي الكويتية ... والذي تناول هذا الموضوع ونشر في صحيفة عدن الغد .. (في8 نوفمبر2015م) (وتحت عنوان .. نداء أبوظبي : حتى لا تغرق السفينة ) بخلاصات منها ... إن سيناريو الصراعات الطائفية المثارة ملامحها في المنطقة ممثلة بالصراع الطائفي الشيعي السني لا تمثل مخارج بل مأزق لصراعات مبددة ومتتالية ( او ما معناه) وأن خيار الدولة المدنية الديمقراطية العادلة هو الخيار الأفضل أمامنا في تلك الندوة .. وفي هذه المنطقة إزاء المستقبل المنظور .... والسؤال .... المطروح هل تمثيل بعض المعارك العسكرية غير الحاسمة في الأسابيع الأخيرة في بعض المحافظات .. وكذلك الضغوط الدولية على الحوارات الوطنية في جنيف/2 .. ملامح ومناخات لتلك السياسية الدولية في بلادنا والشرق الأوسط عموماً ؟! ومع التمعن في السؤال ومجريات الأحداث والمعطيات سالفة الذكر ... فأننا نرى رأي العين وبعد سنوات الربيع العربي والتطورات في العديد من ساحات تلك الأقطار العربية وعلاقات صراعات النفوذ و الانتفاع الدولية و الإقليمية في هذا الشرق الجديد .. فإن مخرجات التعددية السياسية والقبول بالأخر .. وتعدد البرامج و الخيارات السياسية بحريات ديمقراطية تحتكم إلى المصداقية والشفافية والمسألة ، لسوف تفضي وعبر مراحل إلى الاتحادات الوطنية الديمقراطية ، وإلى تعاون وتكامل بل وإلى كونفدرالية عربية مشتركة مأمولة ... مجسدة للإرادة السياسية السلمية و الإجماع الشعبي ، ومتنقلة إلى مراحل بناء وتطوير للدولة والمجتمع وحياة الأجيال القادمة . وهذا ما ساد التفاؤل السابق لهذا الجيل وما سوف تطالب به وتسعى إليه الأجيال القادمة ... أجل من وسط هذا الظلام الكثيف سوف يبزغ شعاع الأمل ... وعندها سوف يقول شباب وقيادات الغد نعم لقد لاح فجر الغد باسماً لنا يحمل البشرى في الأفق القريب . وإلى هذا الغد فليتنافس المتنافسون ... ولا يخافون في الله لومه لائم مؤمنين أن الحرية و الأمن والمصير العربي كل لا يتجزأ وفي هذا الوطن العربي وفي هذا الشرق و العالم و العصر المائج بثورة المواصلات و المخترعات الإنسانية .