د/القربي:المنطقة بحاجة إلى حوارات لمعالجة التحديات بحكمة وموضوعية ديفيد برنو:هناك عطش في الولايات المتحدة لفهم ثقافة وتاريخ الشرق الأوسط د/نبيل الخوري:الندوة فرصة جيدة لمناقشة قضايا المنطقة تعزيز الشراكة الاستراتيجية اليمنية الأمريكية كانت عنوان الندوة التي نظمتها وزارة الخارجية والمغتربين بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأدنى وجنوب آسيا بواشنطن «النيسا» بالعاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين.. وشارك في الندوة وفد من وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع في بلادنا وعدد من الدبلوماسيين الأمريكيين واليمنيين وعدد من الجهات ذات العلاقة في الدولة. حيث وقف المشاركون في هذه الندوة أمام عدد من الموضوعات في مجال الاصلاح وحقوق الإنسان وحرية التعبير ومكافحة الارهاب بالاضافة إلى قضايا المنطقة والعالم أجمع وقدمت خلال الندوة عدد ورقتا عمل من قبل الجانب الأمريكي والجانب اليمني تتعلق بعمليات الحدود والعمليات المنسقة بقوات الداخلية والدفاع وكذا السياسة الأمنية للولايات المتحدة في عملية صنع القرار واستراتيجية الأمن القومي ومواضيع أخرى ذات الصلة بالارهاب والجرائم عبر الحدود والأمن البحري والعمليات المشتركة لخفر السواحل بالاضافة إلى مكافحة الارهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان والاصلاحات وحرية التعبير في اليمن. بالطبع ندوة تعزيز الشراكة الاستراتيجية اليمنية الأمريكية والتعاون المتنامي بين البلدين الصديقين بما ينم عن مصلحة الشعبين الصديقين ويعزز الأمن والاستقرار على المستوى الاقليمي والدولي وتهدف إلى خلق أجواء الحوار إزاء كافة المواضيع والقضايا الراهنة ووضع مقترحات الحلول لصناع القرار في كلا البلدين.. كما أكد ديفيد برنو مدير معهد النيسا أن مخرجات الندوة ستصل إلى 400 شخص من كبار القانونيين في الحكومة الأمريكية لكن قد يتساءل البعض ماذا يقصد بالشراكة اليمنية الأمريكية وهو السؤال الذي طرحناه على الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية والمغتربين والذي اجاب بالقول: فهم مشترك كلمة الشراكة تثير الشكوك لدى بعض الناس ولكن يلاحظ أن العالم كله أصبح في اطار العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية حيث أصبحت هذه العلاقة تعتمد في المقام الأول على شراكة المجتمع الدولي والتي تتعمق بالطبع من خلال أولاً الشراكة الثنائية بين الدول حتى تصبح شراكة متعددة الأطراف ونحن اليوم نناقش هذا البعد في العلاقة اليمنية الأمريكية، من حيث كيف يمكن لليمن وأمريكا الوصول إلى فهم مشترك حول القضايا التي تهمنا في العالم العربي باعتبار أن العالم العربي فيه مجموعة من بؤر التوتر التي تهدد الأمن والاستقرار الدولي ثم كيف يمكن أن تتطور هذه العلاقات خاصة في المجالات التنموية ومكافحة الفقر وفي مجال التنمية البشرية التي هي جزء أساسي من الاستراتيجية الدولية لخلق مجتمعات قادرة على مواجهة تحديات التنمية والتطرف والارهاب. نتحاور كندّين واستبعد الدكتور/أبوبكر القربي أن تعني الشراكة تدخلاً في الشؤون الداخلية وقال في هذا الصدد نحن نتحدث كطرفين ندّين لبعضنا البعض وفقاً لرؤية كل دولة من الدول ونحاول أن نقرب بين وجهات النظر بقدر ماأمكن، واذا ماكانت هناك بعض الخلافات نتركها للزمن. وأكد الأخ/وزير الخارجية أن اليمن بحاجة حقيقية لمثل هذه الحوارات التي تهم في فهم بعضنا البعض وتقدير أسباب الاختلاف في وجهات النظر وهو الأمر الذي ولاشك سيقود إلى معالجات تتسم بالحكمة والموضوعية. تعزيز الشراكة نبيل خوري نائب السفير الأمريكي بصنعاء قال أيضاً: ان هناك شراكة فيما بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية وهناك تفاهم حول الكثير من المواضيع كما أن هناك احياناً بعض المواضيع التي تختلف آراؤنا حولها، لكننا متفقون على أن نناقش كل المواضيع والقضايا بهدوء حتى نصل إلى تنسيق لكل المواقف والمصالح. وألمح بأن ندوة تعزيز الشراكة اليمنية الأمريكية تعطي الوقت الكافي لمعالجة الكثير من المواضيع في المنطقة لكي نتبادل الآراء، حتى المواضيع التي لاتشير مباشرة إلى العلاقات بين البلدين الصديقين لكن ازاء مواضيع المنطقة كالوضع في لبنان والقضية الفلسطينية والوضع في العراق والصومال هناك اهتمام مشترك ونحاول أن نطرح أفكاراً جديدة تصل إلى حلول قد نتفق عليها ولكن في الأحوال الحوار يعمق ويعزز الشراكة والصداقة بين البلدين. أنشئ مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأدنى وجنوب آسيا بواشنطن «النيسا» في العام 2001م ويعد من مراكز الدفاع الاقليمية وكجزء من جامعة الدفاع الوطنية. وتكمن مهمة المركز في تعزيز الأمن في جنوب شرق آسيا وبناء علاقات تعمق على المواقف المشتركة والتعاون الاقليمي ازاء القضايا الأمنية وتشجيع الاتصالات المؤثرة على القدرات الاستراتيجية وذلك من خلال التفاعل الأكاديمي. للمسؤولين الأمنيين ويقول ديفيد برنو مدير المركز من هذا المنطلق تعقد مثل هذه الندوات لفترة تتراوح مابين ثلاثة أسابيع في العاصمة واشنطن كل عام وهذه الندوة التي تعقد بالعاصمة وصنعاء كسائر تلك الفعاليات التي تعقد خارج العاصمة الأمريكية عبر جنوب شرق آسيا والشرق الأدنى. تحديات كثيرة ويشير ديفيد برنو إلى ماشهدته الست السنوات الماضية من أحداث كثيرة تشكل اليوم تحديات سواءً للولايات المتحدة الأمريكية أو لكثير من أصدقائها وقال في هذا الصدد ندواتنا اليوم سوف تناقش هذه التحديات بعمق والأهمية من ذلك أن هذه الفعالية تجسد الصداقة القوية التي تربط الولايات المتحدة باليمن وجد. ديفيد برنو الثقة ببلاده ونوه بأن البعض في منطقة الشرق الأوسط يشكك في مدى بقاء قوة امريكا واهم اعداء امريكا من الارهابيين والذين يعملون بجد لإقناع أولئك الذين يقفون مع العدالة ويقفون ضد الارهاب بطريقة أو بأخرى بأنه لايمكنهم الاعتماد على الولايات المتحدة بينما الواقع يبرهن أن ذلك أبعد مايكون عن الحقيقة على حد تعبيره وقال نحن اليوم ملتزمون نحو أصدقائنا وحلفائنا في هذا الجزء من العالم أكثر من أي وقت مضى سواءً كان ذلك خلال الخمس أو العشر السنوات الماضية وأضاف لكن اليوم نحن جاهزون لأن نفهم ثقافتكم ومصالحكم الوطنية بأسلوب أفضل وأكثر من أي وقت مضى..فيما قال أيضاً لقد رأيت الكثير من التغيير في الولايات المتحدة ورأيت عطشاً ينمو لفهم ثقافات الشرق الأوسط وتاريخه وحضارته العريقة. نحترم ثقافة الشعوب ويشير برنو إلى أنه قد لانتفق على كل شيء لكننا ننطلق في علاقاتنا من منطلق احترام المبادئ واحترام ثقافة وتقاليد الشعوب في هذا الجزء من العالم ويؤكد أن مركز نيسا يعمل جاهداً على نشر هذه الرسالة ويوضح أن التقارير التي يصيغها المركز بعد هذه الندوات ترسل لأكثر من 400 شخص كبار القادة في الحكومة الأمريكية حيث توفر هذه التقارير لهم رؤى متقدمة في الشرق الأوسط مشدداً على أهمية تلك التقارير والتي لايطلع الكثير من القادة الأمريكيين على مصدر آخر غيرها. وقال نحن لانذكر أسماء بعينها أو ننسب ملاحظات إلى أفراد ولكننا في مركز نيسا في موقع قريب نسمع الكثير من الملاحظات القيمة والمعلومات الصريحة المأخوذة من مثل هذه الندوات وهي ندوات متعلقة بالسياسة الأمريكية ونعمل جاهدين لتوفير رؤى واقعية عن المنطقة وحول العالم لوزارتي الدفاع والخارجية. وتطرق لمفهوم الأمن الشامل والذي يضم الأمن الاقتصادي والأمني الإنساني والعسكري وخلص إلى القول نحن ننظر للمنطقة باعتبارها مهمة والولايات المتحدة ملتزمة نحو اصدقائها كاليمن للبحث عن حلول للمشاكل المشتركة وبالنظرة الواسعة لخريطة المنطقة والعراك المعروف في العراق والقضايا الناشبة مع ايران وكذلك تأثيرات الصيف الماضي المرتبة في لبنان والصراع العربي الإسرائيلي والحرب في القرن الأفريقي هذه الأحداث تطغى على العناوين العريضة للصحف وفي نفس الوقت تختفي الكثير من الانجازات المؤثرة والايجابية. فرصة للسماع واختم حديثه بالقول لدينا اليوم فرصة فريدة ومهمة للسماع منكم وعن انطباعكم لكي نفهم أفضل عن رؤيتكم لاسيما أن مواضيع النقاش تتناول الرؤى الاستراتيجية والكثير من القضايا والمصالح المشتركة وأعتقد أنها سوف تنعكس فعلاً على التحديات الاستراتيجية التي تواجهنا بدءاً بالارهاب إلى أمن الحدود إلى الجرائم العابرة للدول والديمقراطيات وحقوق الإنسان والاصلاح. قاعدة المصالح المشتركة -الأخ/خالد عبدالرحمن الأكوع الوكيل المساعد لوزارة الخارجية كان حضر اختتام الندوة وثمن الجهد المتميز المبذول في اغناء موضوعات الندوة والتي كانت على قدر كبير من الأهمية وأشاد بالأجواء الودية التي سادت الندوة والتي احتلت مساحة كبيرة من الثقافية والصراحة انطلاقاً من القناعة بأن العلاقات الثنائية بين البلدين وبناء ً الشراكة الاستراتيجية يجب أن تكون على اساس المصالح المشتركة. وأكد الأخ خالد الأكوع بأن الحوار الناجح بشأن قضايا ذات اهتمام مشتركة لبلدينا ومنطقة الشرق الأوسط التي تشهد تحديات كبيرة وكثيرة سيشكل حافزاً لحوارات أوسع لتشمل أطرافاً اقليمية في فعاليتنا القادمة مع النيسا خدمة للتقدم والازدهار لشعبينا على الصعيد الأقليمي والدولي ونوه بالدور الذي تضطلع به مراكز الأبحاث الأمريكية من اجراء الدراسات وتنظيم الندوات والدورات تساعد صناع القرار بالاستنتاجات التي تتوصل إليها وهي تمثل عملاً مؤسسياً يوفر رؤية لمعالجة التحديات الكبيرة في عالمنا اليوم وتحتاج إلى جهود مضنية ومشتركة للتغلب عليها من خلال معالجة ناجحة ومتميزة. مدخل إلى الحل جميل أن يكون الحوار والنقاش إزاء القضايا الساخنة في المنطقة مدخلاً إلى الحل أو حتى عاملاً مساعداً للحل فالمنطقة العربية مابرحت تعاني من مشكلات متفاقمة تتجدد مع تجدد الزمن فيما يبقى الأمن والاستقرار والسلام حلم كل الشعوب التي نتطلع بغد أفضل بينما لاترى بوادره في الأفق لقد انهارت في الماضي كل الحلول التي تصب في مصلحة طرف دون الآخر فقد آن الوقت اذاً لإفساح المجال للحوار أن يأخذ مكانته بعيداً عن غرور وغطرسة القوة والاملاءات المتكررة والأخذ بعين الاعتبار الشراكة العملية والمصالح المتبادلة منطلقاً لإحلال عوامل الاستقرار والأمن والنمو في العالم!!