- خوري : العواطف المتشنجة تحول دون الوصول إلى حلول للقضايا الدولية . بدأت أمس بفندق موفنبيك بصنعاء أعمال الندوة الخاصة بتعزيز الشراكة الاستراتيجية اليمنية الأمريكية ، والتي تنظمها وزارة الخارجية والمغتربين بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأدنى وجنوب آسيا بواشنطن «النيسا » في الفترة 19 20 فبراير الجاري.وفي افتتاح الندوة ألقى الدكتور/أبوبكر القربي وزير الخارجية والمغتربين كلمة أكد فيها بأن الواقع الإقليمي والدولي يحفزنا اليوم لتعزيز العمل الاستراتيجي الذي يثير فينا الرغبة المشتركة لتحقيق الاستقرار والتنمية والسلام في العالم وتعزيز علاقاتنا الثنائية والمتعددة الأطراف والبناء على تحالفنا الدولي في مجال مكافحة الإرهاب من أجل تطوير وتعزيز علاقاتنا الثنائية في المجالات المختلفة التي بدونها لا يمكن القضاء على الإرهاب .. موضحاً أن تجربة السنوات الخمس الماضية أثبتت أن القوة لا يمكن وحدها القضاء على الإرهاب مالم يواكبها معالجات الأسباب وتحقيق العدالة الدولية وحل الصراعات المستعصية فيها.وقال الأخ الوزير بأن الآمال التي نصبوا إليها في عالم اليوم تتطلب كما أكدت الجمهورية اليمنية مراراً تحقيق تنمية بشرية شاملة ومحاربة الفقر والجهل والمرض وتنسيق مواقفنا وتضافر جهودنا لتوزيع عادل للثروات في العالم أجمع على أساس إدراكنا العميق لما تمليه علينا مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية نحو العديد من دول العالم الذي يحتاج إلى رعاية الأغنياء له.وجدد الأخ الدكتور/أبوبكر القربي التأكيد على ضرورة حل النزاع العربي الإسرائيلي على أساس المبادرة العربية للسلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م وقبول خارطة الطريق كحزمة واحدة .. منوهاً بضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي بأسره ممثلاً في الأمم المتحدة والدول الراعية للسلام في مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية تنفيذ خارطة الطريق وصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على ترابها وعاصمتها القدس الشريف.وأعرب الأخ الوزير عن تطلعه بالاستقرار والازدهار إلى المنطقة وإعادة الأمن والاستقرار إلى بؤر التوتر في العراق والصومال ونزع فتيل التوتر بكل مسبباته الاقتصادية والاجتماعية والطائفية .. معتبراً أن استمرار الوضع على ما هو عليه يترتب عليه المزيد من التطرف والعنف الذي يعاني منه العالم أجمع ، وتطرق الدكتور/أبوبكر القربي إلى أهمية انعقاد الندوة ، والتي تشكل ثمرة للتعاون بين الوزارة ومعهد « النيسا» وتعكس التعاون المتنامي بين البلدين .. مشيراً إلى مشاركة عدد من الجهات ذات العلاقة في الدولة في أعمال الندوة، والتي تتضمن عدداً من الموضوعات في مجال الإصلاح وحقوق الإنسان وحرية التعبير ومكافحة الإرهاب وعدداً من القضايا الإقليمية .. وأوضح الأخ الوزير أن مخرجات الندوة سيكون لها فائدة كبيرة في تعزيز جهود البلدين لتحقيق شراكة استراتيجية تخدم مصلحة الشعبين الصديقين وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي.واختتم الدكتورالقربي كلمته بتأكيد الالتزام بالمزيد من التعاون والحوار الجاد في تعزيز الشراكة الاستراتيجية اليمنية الأمريكية الذي سيسهم في إحلال السلام العادل الدائم في الشرق الأوسط والأمن والاستقرار الدوليين . ومن جانبه أشار سعادة نبيل خوري نائب السفير الأمريكي بصنعاء أن هناك مشاكل قديمة في الشرق الأوسط لم تحل منذ أكثر من ربع قرن ودخول عناصر جديدة خطيرة على بعض تلك القضايا القديمة كالوضع في لبنان وفلسطين والعلاقة مع سوريا وايران إلى افغانستان والعراق والصومال والسودان .. منوهاً بأن اليوم ليس هناك قضايا محلية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وإنما كلها قضايا عالمية وبالرغم من أنها تختلف عن بعضها لكن العامل المشترك هو العواطف المستعصية التي تدخل في تلك المشكلات والقضايا الدولية وتكاد تصرف النظر أو تمنع الوصول إلى حل عقلاني .. موضحاً أن كل تلك المشكلات الموجودة هي حول أرض أو حياة أو مواقف وتحالف إذ يمكن الوصول إلى حلول عقلانية لها إذا تمكن المرء من إزالة هذه العواطف وتحييدها، وقال بهذا الصدد : لكن المشكلة عندما تشحن العواطف لا يبقى سوى الاقتتال ويصعب الوصول في هذه الحالة إلى حلول .وتتطرق لما تحاول الندوة مناقشة مواضيع تتضمن معظم هذه الإشكالات والقضايا في المنطقة والعالم بدون عواطف وبدون مواقف رسمية وذلك بمشاركة وفد وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع في اليمن وعدد من الدبلوماسيين الأمريكيين ونظرائهم اليمنيين .. وقال في هذا السياق : لسنا اليوم هنا لنتفاوض وإنما لنشاور ونناقش بطريقة أكاديمية في طرح كل المواضيع وكل الاحتمالات للخروج بحلول عقلانية وضرورة الاستفادة من بعضنا البعض للوصول إلى أفكار جديدة خلاقة يمكن ان يستفيد منها صانعو القرار في أمريكا واليمن. وكان مدير عام مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأدنى وجنوب آسيا بواشنطن «النيسا» قد استعرض منحة مستفيضة عن استراتيجية الشئون الإدارية وعن «النيسا» والذي يضطلع بمهمة تعزيز الأمن في جنوب شرق آسيا بناء على علاقات تعتمد على المواقف المشتركة والتعاون الإقليمي تجاه القضايا الأمنية وتشجيع الاتصالات المؤثرة على القدرات الاستراتيجية من خلال التفاعل الأكاديمي ، وأوضح أن مواضيع الندوة تتناول الرؤى الاستراتيجية لكثير من القضايا والمصالح المشتركة والتي تنعكس على التحديات الاستراتيجية التي تواجهنا بالإرهاب إلى أمن الحدود والجرائم العابرة إلى الدول والأمن البحري والديمقراطيات وحقوق الانسان والإصلاحات.. وكانت جلسة العمل الأولى للندوة تناولت مواضيع خاصة بالسياسة الأمنية للولايات المتحدة قدمها الجانب الأمريكي ، وكذا عملية صنع السياسة والقرار واستراتيجية الأمن القومي فيما تناولت الجلسة الثانية القضايا الوظيفية الأولى قدمها الجانب اليمني وعمليات الحدود والعمليات المدمجة المتسقة لقوات الداخلية والدفاع للجانب الأمريكي.