قال عمال إغاثة وسكان إن غارات جوية نفذتها طائرات حربية يُعتقد أنها روسية قتلت العشرات يوم الأحد في وسط مدينة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا. وأضافوا أن ست ضربات جوية على الأقل أصابت سوقا في قلب المدينة وعددا من المنشآت الحكومية والمناطق السكنية. وقال عمال الإغاثة إن هناك 43 حالة وفاة مؤكدة بينما توجد 30 جثة أخرى على الأقل تم انتشالها ولم يتم التعرف على أصحابها بعد. وقال ياسر حمو أحد العاملين بالحماية المدنية من خلال شبكة تراسل بالانترنت "توجد جثث كثيرة تحت الأنقاض." وأضاف ان المتطوعين ورجال الحماية المدنية لا يزالون ينتشلون الجثث. وأوضحت لقطات بثتها وسائل التواصل الاجتماعي ومحطة تلفزيون أورينت التابعة للمعارضة سيارات اسعاف وهي تمرق مسرعة حاملة مدنيين مصابين عبر منطقة انهمك فيها السكان في البحث عن ناجين وسط أنقاض المباني المنهارة. وقال سامح موازن أحد سكان المنطقة إنه شاهد جثثا مشوهة في شارع الجلاء الرئيسي بالمدينة مضيفا ان السكان كانوا يخافون من تعرضهم لموجة قصف مكثف جديدة. وأضاف قائلا "كلنا يخشى من أن تكون هذه مجرد البداية". وشرعت روسيا في شن حملة قصف جوي كبرى في 20 سبتمبر أيلول الماضي لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد الذي مني في وقت سابق من هذا العام بسلسلة من الانتكاسات منها الاستيلاء على محافظة إدلب ومناطق بالقرب من الساحل ذات أهمية استراتيجية كبرى. وتقول موسكو إنها تستهدف متشددي تنظيم الدولة الاسلامية لكن المعارضة والسكان يقولون إنها تتسبب في المئات من الخسائر البشرية بين المدنيين من خلال القصف العشوائي لمناطق بعيدة تماما عن خطوط الجبهة. ويقول السكان إنهم يميزون الطائرات الروسية عن طائرات الهليكوبتر السورية بأن الأولى تنفذ طلعات وهي على ارتفاع شاهق في حين تلقي الثانية البراميل المتفجرة بلا تمييز على ارتفاعات منخفضة. كان تحالف من الجماعات الاسلامية استولى على إدلب -وهي عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم في شمال غرب البلاد- في وقت سابق من العام الجاري ولم تكن المقاتلات الروسية تستهدفها في السابق. وإدلب جزء من اتفاق لوقف اطلاق النار توصلت اليه الأطراف المتحاربة بوساطة الأممالمتحدة في سبتمبر ايلول الماضي. وينص الاتفاق على انسحاب مقاتلي المعارضة المتحصنين في قرية حدودية قرب لبنان مقابل اجلاء المدنيين من قريتين للشيعة يحاصرهما مقاتلو المعارضة بمحافظة إدلب. وينص الاتفاق ايضا على تفاهم ضمني بأن تخضع إدلب لترتيبات وقف اطلاق النار. واجتذبت إدلب آلافا من السوريين العاديين الذين نزحوا جراء القتال في مناطق بشمال سوريا وأصبحت مركزا للادارة المحلية التي يديرها متشددون اسلاميون.