شهدت بعض مناطق محافظة تعز اشتباكات عنيفة أمس الأربعاء، بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح من جهة أخرى، وتركزت الاشتباكات في منطقة الأعبوس واستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وقال ناطق المجلس العسكري بتعز العقيد منصور الحساني إن منطقة الأعبوس في مديرية حيفان شهدت اشتباكات عنيفة، وقد تمكنت المقاومة من استعادة موقعين وهما "المصير والراجلة"، بعد محاولة هجومية من قبل ميليشيا الحوثي وصالح. وأشار مواطنون إلى أن مديرية حيفان تشهد حالة نزوح للسكان مع اشتداد المعارك في المنطقة، واستمرار الميليشيات الحوثية في قصفها بالأسلحة الثقيلة، كما شهدت منطقة المسراخ جنوب مدينة تعز مواجهات بين الطرفين، وشهدت بعض جبهات القتال في مدينة تعز مساء الثلاثاء مواجهات وتبادلا لأعمال القصف بشكل متقطع. وكان 17 مسلحا من الحوثيين وقوات صالح لقوا مصرعهم وأصيب 22 آخرون في مواجهات وغارات لطيران التحالف الثلاثاء، فيما قتل أربعة وأصيب سبعة آخرون من رجال المقاومة، كما قتل اثنان من المدنيين وأصيب 17 آخرون في قصف عشوائي على الأحياء السكنية في تعز، وشن طيران التحالف أمس الأربعاء غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مدينة المخا الساحلية في محافظة تعز وفي بني مطر بمحافظة صنعاء وكذا في صعدة. وفي تعز واصل الحوثيون وقوات صالح منعهم دخول المساعدات والمواد الإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية، وفيما واصل المتمردون السماح لليوم الثالث للمواطنين بإدخال مواد غذائية وأغراض شخصية بسيطة إلى المدينة، قاموا أمس الأربعاء بمنع إدخال إسطوانات غاز الطهي بحجة أنه تم تعبئة الإسطوانات خلال اليومين الماضيين بالأوكسجين وإدخالها إلى المستشفيات التي تعاني من انعدام لهذه المادة، وكان الأوكسجين -بحسب الناس الذين التقتهم "الرياض" في معبر الدحي غربي مدينة تعز وهم يحملون إسطوانات الغاز عائدين بها إلى المدينة- من الممنوعات. هذا وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، إن جماعة (الحوثيين)، تمنعها من إيصال "إمدادات طبية"، إلى المناطق التي تحاصرها، في مدينة "تعز" وأفادت "سيلين لانغلوا" منسقة الطوارئ في "أطباء بلا حدود"، في شهادة لها نشرها الموقع الإلكتروني للمنظمة الدولية، أن "الحوثيين، أوقفوا شاحنات المنظمة التي تحمل إمدادات طبية، عند عدة نقاط تفتيش، قبل أن تمنعها من الوصول إلى المنطقة المحاصرة في مدينة تعز" وذكرت المسؤولة الدولية أن المستشفيات الواقعة في المنطقة المحاصرة من قبل الحوثيين، تستقبل أعدادا كبيرة من جرحى الحرب. وأشارت إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود"، شرعت منذ مايو الماضي، في توفير أدوية الطوارئ، و"الإمدادات الجراحية"، إلى مستشفيات "الجمهوري"، و"الثورة"، و"الروضة" و"العسكري"، و"القاعدة"، التي تستقبل أعداداً كبيرةً من جرحى الحرب، جراء "العنف المتصاعد"، وأوضحت أن مستشفى "الروضة" (يقع في منطقة سيطرة المقاومة)، استقبل منذ منتصف شهر مايو الماضي، ما مجموعه 5,307 جرحى. ويفرض الحوثيون، وقوات موالية للرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح"، "حصاراً خانقاً"، على منافذ مدينة "تعز"، منذ أشهر، ويمنعون دخول الإمدادات الطبية، والمواد الغذائية، إلى الأحياء والمستشفيات الواقعة في نطاق سيطرة المقاومة الشعبية الموالية للرئيس الحالي "عبدربه منصور هادي".إلى ذلك سقط قتلى وجرحى من ميليشيا الحوثي وقوات صالح في هجوم شنته المقاومة على موقعين للحوثيين وقوات صالح بمحافظة البيضاء وسط اليمن، أمس الأربعاء، وقالت مصادر محلية إن المقاومة سيطرت على موقعي "دنبوس والشازبي" العسكريين بمديرية ذي ناعم، وذكرت أن السيطرة جاءت بعد مواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، فيما لاذ بقية المسلحين بالفرار، أشارت إلى أن المقاومة غنمت أسلحة وذخائر كثيرة، ولجأت الميليشيا عقب خسارتها الموقعين إلى شن قصف عشوائي على منطقة "الشازبي"، بذي ناعم، أسفر عنه أضرار بمنازل السكان. إلى ذلك، دان مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة، السفير ماثيو ريكروفت، تصرفات المخلوع صالح التي تعرقل عملية السلام والاستقرار في اليمن. وأفادت الخارجية البريطانية في بيان لها أن السفير ماثيو دان خلال كلمته التي ألقاها في جلسة مجلس الأمن بخصوص الأوضاع في اليمن استمرار المتمردين الحوثيين في خطف وحبس موظفي المنظمات التطوعية والصحفيين، مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بمن فيهم وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي، وشدد السفير ماثيو على ضرورة التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية من خلال المفاوضات.