استقلت جبهة الشمال القومية التي كانت متواجدة في عدن أنذاك فترة الستينات وزخم القومية العربية في مصر وكثير من الدول العربية وبدأت تفاوض المحتل بدون إي التزامات بريطانية حيث قد وضعت من عملائها داخل هذه الجبهة للتآمر على جبهة التحرير الجنوبية العربية الأصيلة والتي انضوى إليها المخلصين من أبناء الجنوب العربي من المرجعيات المخلصة من السلاطين والأمراء والمشايخ وبعدهم رعيتهم المعتبرة والصادقة أنذاك في حربهم ضد بريطانيا والتي كانوا يسمونها استعمار وهي في الحقيقة لم تكن استعمار بمفهوم المستعمر والمحتل أمس واليوم في الجنوب وبلاد أخرى وطريقة تدميره للأرض التي يستعمرها كما حصل في كثير من البلدان الأخرى في نهب الثروات للأراضي التي استعمروها فمن كان يواجههم يقتلوه ويسحلوه كما كان في الجزائر بلد المليون شهيد حيث كان المرجعيات في الصفوف الأولى للجهاد ضد المحتل وكذلك ما حصل في ليبيا عمر المختار ومرجعياتها وأما بريطانيا فقد دخلت الجنوب وهي أرض محروقة لم يكن فيها شيئا يُذكر غير الميناء فقط وقامت ببناء عدن وتعميرها ليس حباً في الجنوب وأهله وإنما لتسهيل احتلال بعض من دول آسيا مثل الهند وإفريقيا وإلا لم تكن لها حاجة لا في الجنوب ولا في الشمال وليس لها رغبة في احتلال الجنوب إلا من أجل الميناء وموقعها فقط ولذلك حصلت على دخل الميناء ولكن في المقابل أسست البُنية التحتية لعدن وعمّرتها وشجعت رجال المال والأعمال بمن يوافق توجهاتها في التجارة الحرة في عدن فرغم حصولها على دخل الميناء إلا أنها عوضت عدن ببنائها وعمرانها وعند أن شعرت بأن شعب الجنوب العاطفي بدأ يحاربها أسست لها عملاء من أبناء الشمال الذين كانوا متواجدين في عدن حيث وقد هيأتهم التهيئة التي هم أهلا لها من الخيانة والعمالة وشراء ذممهم لأن الخيانة تجري فيهم مجرى الدم وحبهم في السيطرة والاستيلاء على أي موقع أمامهم وحبهم للمال فوق الوطن من ناحية ومن ناحية أخرى هم في أرض ليست أرضهم ولا ملكهم وفي المقابل تعتبر أرض استثمارية وطلب رزق وعيش لهم وبطبيعة المغترب في أرض غيره إذا وجد المجال مفتوح فإنه سيتوسع بالشراكة العادلة وليس توسعة في إقصاء صاحب الحق والأرض وليس في التوسعة المباحة والشراكة العادلة في حب الخير للجميع كما يصير في بلدان العالم أجمع فالأجنبي يأتي مستثمر من أجل أن تستفيد منه البلد من ناحية ومن ناحية أخرى للتمكين والتوسعة على مالك الحق والأرض وهذا ما لا يوجد في شعب الشمال العنصري إلا من رحم الله فحياتهم وتربيتهم وعقليتهم اللا دينية في نهب وسلب كل ما يراه أمامه والخيانة والحيل والمكر بأي مجال لديه ويستغل أي دعوة يتقبّلها الطرف الآخر والدخول له بالعواطف ففترة بالقومية العربية وفترة بالاشتراكية وفترة بالبعثية وفترة بالدينية وفترة بالوحدة العربية وفترة بالأخوّة العقدية وفترة بالاستثمار والبناء وتطوير الاقتصاد حيث وهم يجيدون الحيل والمكر والخديعة واستغلال العواطف بطريقة غريبة ورهيبة لا يمكن لشعب عاطفي ساذج إلا من رحم الله أن يستوعبها، شعب لم يعرف النفاق ولم يتخلق به ولم يعلم بالطرف الآخر بحكم انغلاقه على نفسه وعدم استيعابه وإدراكه ما يدور حوله إلا بعد أن يقع الفأس على الرأس فعند أن بدأ الكفاح المسلح كان قلة من السلاطين والأمراء والمشايخ يرتبطون مع بريطانيا في مداراتها بعدم احتلالها لمناطقهم بسبب قلة ذات اليد ولكن في المقابل عند أن استحكمت المقاومة حلقاتها ضد بريطانيا انجرف بكل قوة غالبية السلاطين والأمراء والمشايخ وبعفوية وعاطفة تجاه جبهة التحرير وبريطانيا تعمل من تحت الطاولة مع عملائها القوميين وعملت على تسليمهم الحكم حتى تخرج بلا أي التزامات وتبعات تدركها أنذاك حيث كانت مواثيق يحترمها العالم في التعويض لأي شعب محتل ولا يمكن الفكاك منها حسب المواثيق الأممية في هذا الأمر ولكن عند طلب التفاوض على تسليم الجنوب العربي كانت شروط جبهة التحرير تعجيزية في طلب التعويض عن الاحتلال ولم يكن هناك مرونة حيث وأن بريطانيا قد عمّرت عدن وبيّنت للمفاوضين أنذاك أن العمران وبناء البنية التحية لعدن لم تكن لولا المحتل وكانت العاطفة الجياشة تحيدهم عن أي مرونة للتفاوض والتسليم والاستلام وهذا مطلب شرعي ووطني ... الخ. وفي الأخ ير وجدت بريطانيا نفسها تتعامل مع عقول صلبة لا تجيد غير ثقافة حقي ، حقي والصميل فوقه وبعدها عرفت بريطانيا صاحبت الخُبث السياسي الشهير عنها نقاط الضعف العاطفي لعقول من تفاوض ! وبدأت تدب الفرقة بين الجبهتين التحرير والقومية الشمالية المنشأ والمستوردة وخلخلت جبهة التحرير مع ارتكاب السلاطين والأمراء والمشايخ الخطأ الفاذح بعدم ترتيب صفوفهم والتفاوض باسم الجنوب العربي كما حصل في الكويت والإمارات وغيرها من دول الجوار فاستغلت جبهة الشمال القومية نقاط الضعف وزخم القومية وتوجهها الذي كان يختلف عن جبهة التحرير فقامت بريطانيا سريعا بتسليم الجنوب لهم وبعدها بدأ تصفية الحسابات مع التحرير والرابطة والسلاطين والأمراء والمشايخ وكل من كان يدين أي ولاء لهم فشُرّد من شُرد واختفى من اختفى وقُتل من قُتل وتركوا البلاد والعباد في مهب الريح وطوال فترة حكم الجبهة القومية اضمحل تأثير هؤلاء الأخيار العاطفيون وعند هروبهم بجلودهم لم يرتبوا أنفسهم خارج الوطن بل كلا هرب بجلده وأهله من قوة البطش والجبروت الذي لا قوه واستسلام شعب الجنوب للواقع وترديد شعارات الوحدة اليمنية والطعن في مرجعياتهم بعد أن شردوا خارج الوطن وسلموا الجمل بما حمل بسبب غباء العاطفة والثقة الزائدة بإخوّة الشمالي العميل المرتزق والخائن للعشرة والأمانة وحب الذات والعنصرية الشمالية المُفرطة. وبعد أن ورطنا هؤلاء الخونة في وحدة اندماجية وبكل عاطفة عاد الكثير من السلاطين والمشايخ والأمراء ولكن بدون أي ثقل أو تأثير لهم وعادوا وليس لهم كيان يوحدهم وينطقون باسمه كممثلين للجنوب العربي وإنما عادوا فُراداً وعند أن عرف المحتل عواطفهم استغلهم في حرب 1994م وبدأ المحتل الشمالي ينفخ الفّرقة بينهم ويذكرهم بما حصل لهم من الماركسية الكافرة وبدأ علمائهم بتكفير الجنوب وشعبه باسم الماركسية الملحدة ويصف كل من يقاوم المحتل بأنه مع الإلحاديين وإذا تم القضاء على الكفرة الإلحاديين فإن الجنوب والشمال سينعم بالوحدة والرفاهية بمفهوم إسلامي عادل ... الخ وصدّق هؤلاء بكل عاطفة ووقفوا مع المحتل ضد أهلهم وناسهم ولم يدركوا الخُبث الشمالي التوسعي والعنصري واللا ديني ولا قيم ولا أخلاق يتخلّق بها سوى العنطزة والسلب والنهب والتطاول بالحديد والنار على من ولم يقف معه وأصبح الجنوبي في نظرهم حشرة ضارة يجب استئصاله.
ولكن عند انتصار قوات عفاش وأقرباءه وبني جلدته حصل مباشرة السلب والنهب وتسريح أبناء الجنوب وفرض واقع مهين يوما بعد يوم لكل أبناء الجنوب وعلى رأسهم هؤلاء السلاطين والأمراء والمشايخ والقادة الذين وقفوا معهم ومن لم يقف معهم أيضا بكل صلف واحتقار واستمرار هذا المنوال يوما بعد يوم ولم يظن هذا المتنفذ الشمالي العنصري بأن الجنوبي أيضا تحركه عواطفه ولكن بطريقة عكسية هذه المرة ومعروف عن الجنوبي الشريف إذا قام ونهض فإن هيجانه وبراكينه انجرفت وبكل قوة وبدأ بحراك سلمي وكان أول من وقف في صفه الشيخ / عبدالرب النقيب حفظه الله تعالى والسلطان / طارق الفضلي وكانوا دافعاً قوياً وكانوا هم سبب في ثقة باقي إخوانهم فيهم وبدأ شعب الجنوب يبحث عن مرجعياته ليتقدموا الصفوف ويوما بعد يوم تشجع الكثير منهم وتقدموا الصفوف كلا بطاقته وإمكانياته وعنفوانه العاطفي الفطري وكانت المفاجأة لهذا المحتل وتم مواجهته بكل قوة حتى تم سحقه وجرفه بالشيولات والجرافات وسحقه بالطريقة التي لا يستوعب غيرها بعد أن أراد بان يتحايل وبطريقة فجّة وباستخفاف من مفاوضات بقيادة وفاء عبدالفتاح اسماعيل وشلتها وقليل من فسول الجنوب ثم فتح حواراته الشمالية الشمالية بوجوه جنوبية ولكن لم يدرك هؤلاء المعتوهين أن عقل الجنوبي اليوم ليست كالأمس ولا زالت مسرحياته في عدن والجنوب باسم الشرعية وما أدراك ما الشرعية حيث انضوى لها الجانب الآخر من فسول الشمال بطريقة ملتوية ولكن الجنوبي اليوم قد عرف كل ألاعيبهم وإذا أردتموها شرعية فلتكن والجنوبي اليوم يحكم الجنوب باسم شرعيتكم المهترئة واليوم كل شيء تغير ومرجعياتنا في مقدمة الصفوف وشعب الجنوب اليوم مع كل عرق جنوبي أو مرجعية جنوبية أو قائد جنوبي يعني بتوضيح أكثر ( الجنوبي مع أخيه الجنوبي أياً كان ) ضد أي مستعمر شمالي باختصار والميدان هو الحكم والله مع الحق وصاحب الحق ومع المظلوم ضد الظالم وهو حسبنا ونعم الوكيل ..